النباتات الطبية والعطرية تمثل أحد قاطرات التنمية التي تسعى الدولة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها، عن طريق دعم مزارعيها، وتوفير كافة الإمكانات الفنية والعلمية والإرشادية التي تصب في صالح مضاعفة حجم الإنتاجية، وزيادة حجم صادراتنا الزراعية منها، والتي تترجم لعوائد جيدة من العملة الصعبة، وهو الملف الذي تناوله الدكتور حسام محيسن، رئيس قسم بحوث النباتات الطبية والعطرية بالشرح والتحليل، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر المستقبل.
قواعد الاستثمار في زراعة النباتات الطبية والعطرية
أوصى الدكتور حسام محيسن بتبني نهج تدريجي عند البدء في زراعة النباتات الطبية والعطرية، قائلًا إنه إذا كان لدى المزارع فدان واحد، يُنصح بالبدء بنصف فدان لتجنب الدخول بكامل الطاقة في هذا المجال، موضحًا أن وحدة المساحة المناسبة لبعض النباتات مثل الحبوب العطرية والشمر واليانسون لتحقيق دخل محسوس هي خمسة أفدنة كوحدة صحية، أما في حالة النباتات النادرة وعالية القيمة، يمكن البدء بفدان واحد.
وتطرق إلى سؤال أبرز التحديات التي تواجه ملف زراعة النباتات الطبية والعطرية، موضحًا أن تفكك الحيازات الزراعية وصغر مساحة الأراضي المملوكة للأفراد يمثل الجانب الأبرز منها.
وأشار إلى أن الوزارة ومركز البحوث يعملان على حل هذه المشكلة من خلال تجميع المزارعين في جمعيات تنموية تكون مسؤولة عن زمام معين وتتعامل كوحدة واحدة، لافتًا إلى أن المشاريع الدولية تتبع هذا النهج في التعامل مع الجمعيات التنموية لتجميع مساحات كبيرة قابلة للزراعة كوحدة للتصدير.
مخاطر الزراعة وسط أشجار الزيتون والنخيل
وفي سياق آخر، نصح بعدم زراعة بعض النباتات الطبية والعطرية وسط زراعات أخرى مثل أشجار الزيتون والنخيل في بداية نموها، حيث توجد مسافات بينية كبيرة، موضحًا أن رش المبيدات لمكافحة الآفات والأمراض في الأشجار الرئيسية قد يؤدي إلى تلوث النباتات الطبية المزروعة بينها وتدني جودتها وقيمتها التسويقية، بالإضافة إلى تأثير ذلك على تركيب النبات، محذرًا من الانسياق وراء الشائعات حول المكاسب الكبيرة من زراعة بعض النباتات مثل الكمون دون فهم طرق الزراعة المثلى والتعامل مع الأمراض التي قد تصيبها.
مزايا زراعة محصول الكمون
واصل الدكتور حسام محيسن حديثه عن زراعة الكمون، مؤكدًا أنه من المحاصيل المطلوبة بقوة ولا توجد مشكلة في تسويقه، إلا أنه أشار إلى بعض المشاكل التي قد تواجه المزارعين، مثل الإهمال في عمليات الري، مما قد يؤدي إلى إصابة النبات بما يسمى بالشلل أو الذبول، وقد يفقد المزارع محصوله بالكامل.
وشدد على أن مزارع الكمون يختلف عن مزارعي بقية النباتات الطبية والعطرية في المهارات المطلوبة للتعامل مع هذا النبات الحساس جدًا للزيادة في كمية المياه، موضحًا أن معاملات الري في الكمون تتطلب حذرًا شديدًا.
ونصح بعدم الاعتماد على تجربة جار قام بالبيع بسعر مرتفع والبدء في الزراعة بشكل عشوائي دون اتباع سياسة زراعية سليمة، أو الاعتماد على بذور مجهولة المصدر مصابة بالفطريات والحشائش، مؤكدًا على أهمية بناء المشروع الزراعي على أساس علمي سليم لتحقيق أفضل النتائج.
أسباب الإصابة بالأمراض الفطرية
وفي معرض إجابته على سؤال حول أشهر الأمراض التي تصيب النباتات الطبية والعطرية، أوضح أن الأصل في هذه النباتات هو مقاومتها للأمراض لأنها من نباتات برية، ولكن عند زراعتها بجانب محاصيل أخرى، قد تنتقل إليها بعض الآفات، مشيرًا إلى أن حشرات المن تعتبر من الآفات الشائعة نتيجة اختلاف درجات الحرارة بين الليل والنهار، بالإضافة إلى الأمراض الفطرية مثل البياض الزغبي والدقيقي وعفن الجذور، مؤكدًا على إمكانية مقاومتها بنفس أساليب مقاومة الآفات في النباتات الأخرى ولكن ليست بنفس المواد.
اضعط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
النباتات الطبية والعطرية.. فوائد الكاموميل ومخاطر استخدام الوصفات الشعبية