النباتات الطبية والعطرية المصرية لها مكانة مميزة على مستوى العالم، برغم ضآلة المساحات المُنزرعة مُقارنة بباقي الحاصلات والأصناف الزراعية التقليدية الأخرى، ما استدعى تسليط الضوء على عليها، والتوعية بأهميتها وعوائدها الاقتصادية المُجزية، للتشجيع على التوسع فيها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور حسام محيسن – نائب رئيس قسم النباتات الطبية والعطرية، مركز البحوث الزراعية – ملف زراعة النباتات الطبية والعطرية بالشرح والتحليل.
النباتات الطبية والعطرية.. صدارة مصرية عالمية
في البداية أكد الدكتور حسام محيسن على احتلال النباتات الطبية والعطرية المصرية مكانة مميزة بين جميع الدول المُصدرة على مستوى العالم، بدليل أن أغلب صناعات العطور الفرنسية قائمة على عجائن الياسمين التي تستوردها منا، حيث تشتهر عدة محافظات بزراعة هذه النبته ذات الرائحة الذكية المبهجة، وأبرزها الغربية وبني سويف، لافتًا إلى أن التحدي الأبرز بالنسبة لنا هو تعظيم الجودة، للحفاظ على ريادتنا وتفوقنا.
ما المقصود بالنباتات الطبية والعطرية؟
عرف النباتات الطبية والعطرية بأنها كل ما يثبت أن له تأثير علاجي فعال من المملكة النباتية، دون الوقوف على نوع مُحدد سواء محاصيل أو نباتات أو زينة، بوصفه التوصيف الأدق وفق أحدث تطوير للمصطلحات المُستخدمة في هذا المجال الاستراتيجي الهام.
ودلل على ذلك بانضمام العديد من الأصناف لمظلة هذا التعريف ومنها الجوجوبا والجاتروفا والمورينجا، والتي أثبتت الدراسات الحديثة قدراتها على الوقاية والعلاج لبعض الأعراض المرضية الشائعة.
ملامح استراتيجية التنمية المستدامة 2030
كشف “محيسن” عن ملامح خطة التي وضعتها وزارة الزراعة للنهوض بالنباتات الطبية والعطرية، ضمن استراتيجية التنمية المُستدامة 2030، والتي تسعى لمُضاعفة المساحات المُنزرعة من 80 ألف فدان إلى 240 ألف فدان.
وأكد أنه ورغم ضآلة الرقم الذي تمثله، والتي لا تتعدى حدود الـ1% من إجمالي الرقعة الزراعية لباقي الحاصلات الأخرى، إلا أننا نحتل مرتبة مُتقدمة ضمن الـ10 الكبار، من إجمالي 140 دولة مُنتجة، ويمثل إنتاجنا 2.5% من إجمالي الإنتاج العالمي.
موضوعات قد تهمك
دودة الحشد الخريفية.. موانع استخدام “التابرون” وطرق المكافحة بعد “طرد السنابل”
دوار الشمس.. طريقك لـ”ربح مضمون” بدون مصاريف و8 مكاسب اقتصادية لزراعته بالتحميل
التنوع الجغرافي والبيئي وأثره
سلط “محيسن” الضوء على التنوع المناخي المصري، نظرًا للطبيعة الجغرافية المميزة، التي تضم نطاقات من قارتين، فلدينا شمال وجنوب سيناء يتبعان للمناخ الآسيوي، والشمال والجنوب ومصر العليا يمثلون البعد الإفريقي، ما منحنا القدرة والمرونة الكافية، ومناطق التركيز التي تُتيح للنبات القدرة على إنتاج أعلى مادة فعالة، علاوة على استيعاب قرابة الـ40 نوع من النباتات الطبية والعطرية.
إقرأ أيضًا
تربية الدواجن.. “7” ركائز أساسية لتأسيس ونجاح مشروعك “تعرف عليها”
عفن القطن.. خطآن شائعان وقواعد استخدام “الزيت المعدني” ومخاطر مادة “التيليتون”
معوقات التوسع وطرق تعامل الدولة معها
أشار إلى أن الإشكالية التي كانت تعوق التوسع في زراعة النباتات الطبية والعطرية تنقسم إلى شقين رئيسيين:
1. الخوف من خوض مُغامرة غير مأمونة العواقب لزراعات غير تقليدية
2. عدم وجود أي ضمانات تسويقية للمُنتج النهائي
وأوضح أن الإشكالية الأولى تم التغلب عليها عبر النوافذ والمنابر الإعلامية والجولات التوعوية المُختلفة، والتي نجحت في تغيير قناعات مُزارعي قنا على – سبيل المثال – بالتحول صوب زراعة الريحان، فيما ساهمت تفعيل قرار الزراعة التعاقدية في زيادة الحافز والرغبة تجاه خوض هذه التجربة، بعد التأكد من وجود جهة تسويقية مضمونة تستوعب الإنتاج النهائي وبأسعار مُجزية.
شاهد
دور مركز البحوث الزراعية
لفت إلى أساتذة وباحثي قسم النباتات الطبية والعطرية ومركز البحوث الزراعية لا يبخلون بمد أي مُزارع يرغب في خوض تجربة زراعة النباتات الطبية والعطرية بكافة المعلومات الفنية المُتاحة، مع توجيهه للجهات التي يمكن تسويق محصوله وحصاده لها، بالشكل الذي يضمن نجاح موسمه بشكل اقتصادي مُجزي، وتحقيق أعلى مردود بأقل تكلفة مُمكنة.
وأوضح أن الالتزام بالتوصيات الفنية يضمن تحقيق المواصفات القياسية التي وضعتها كافة النطاقات والدول المستوردة، مثل الولايات المتحدة، والاتحاد الأوروبي “اليورو جاب، الجلوبال جاب”، اليابان “الجاس، الجترو”، وغيرها من المعايير والاشتراطات التي تحسم مدى قبولها للشحنة من عدمه.