النباتات الطبية والعطرية واحدة من أهم الحاصلات الاستراتيجية التصديرية، التي يعول عليها لمضاعفة حجم المكاسب الاقتصادية، لتعزيز الدخل القومي ومضاعفة الوارد من العملة الصعبة، ما يحتم زيادة الاهتمام بها، وتوسيع رقعتها والتعريف بأفضل الطرق لزراعتها.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة نيفين محمد عيد – باحث بقسم بحوث النباتات الطبية والعطرية، بمعهد بحوث البساتين، التابع لمركز البحوث الزراعية – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
في البداية تحدثت الدكتورة نيفين عيد عن مفهوم “النباتات الطبية، موضحةً أنها يقصد بها أي نبات تحتوي بكامله أو في جزء منه على مواد لها تأثير فسيولوجي معين على الإنسان والحيوان أو كائن حي آخر.
ولفتت “عيد” إلى أن نفس المبدأ ينطبق على النبات العطري، والذي يقصد به أي نبات يحتوي على زيوت طيارة، مشيرةً لإمكانية وجود نباتات تجمع بين الشيئين معًا.
ووسعت أستاذ معهد بحوث البساتين مفهوم النباتات الطبية، مؤكدةً أنه يشمل كافة النباتات والمحاصيل الموجودة على وجه الأرض، نظرًا لاحتوائها جميعًا على بعض المواد الفعالة، ضاربة المثل بـ”الطماطم” والتي تحوي “صبغة اللايكوبين”.
وفرقت “عيد” بين النباتات الطبية والعطرية وما عداها من نباتات أخرى، موضحةً أن هذا الفارق يكمن في كون استخدامات الأولى عادة ما تكون وفقًا لجرعات محددة لا يتوجب تجاوزها أو إهمال الالتزام بها.
ودللت على صحة هذه القاعدة باستخدام “الطماطم” و”الزعفران” على سبيل المثال، موضحةً أن الصنف الأول يمكن تناوله دون قيد أو شرط، فيما يشكل الأخير ضررًا بالغًا وتهديدًا لسلامة الإنسان حال تجاوز الجرعات المقررة له.
وتناولت أستاذ معهد بحوث البساتين القيمة الاقتصادية للنباتات الطبية والعطرية، موضحةً أنها تدخل في صناعة العديد من مستحضرات التجميل والمركبات الدوائية، بالإضافة للمبيدات وبعض الأغذية بشكل عام، ما ترتب عليه ارتفاع أسعارها بشكل مغاير لما عداها من النباتات والمحاصيل التقليدية الأخرى.
وأشارت “عيد” إلى الانعكاسات الإيجابية التي أسفر عنها التنوع المناخي الذي تحظى به مصر، فجنوبها يتسم بالأجواء الاستوائية الحارة، وشمالها يتبع طقس حوض البحر المتوسط، ما ساعد على إمكانية زراعة النباتات الطبية والعطرية في مختلف المحافظات على مدار العام.
وسلطت أستاذ معهد بحوث البساتين الضوء على التقسيمات الجغرافية للإنتاج التجاري المصري فيما يخص النباتات الطبية والعطرية، والتي تضم “أسوان، قنا، المنيا، أسيوط، الفيوم، بني سويف، الغربية، وسيناء”.
ونصحت “عيد” بتحري النباتات الطبية والعطرية الملائمة لكل قطاع جغرافي وبيئة مناخية، قبل اتخاذ قرار الزراعة، للحصول على الإنتاجية التجارية المأمولة، ضاربة المثل بـ”القرفة” والتي يستحسن زراعتها في الأجواء الحارة، ما يجعل محافظات الجنوب الخيار الأمثل بالنسبة لها.
ولفتت “عيد” إلى أنه وبرغم قلة المساحة المنزرعة بـ”النباتات الطبية والعطرية” إلا أننا نحتل مكانة مرموقة في قائمة الدول المنتجة، وضعتنا في الترتيب الـ11 على مستوى العالم، والتي تأتي في المركز الخامس بقائمة صادراتنا الزراعية الأخرى.
وكشفت “عيد” عن توجهات وزارة الزراعة المصرية والتي تستهدف التوسع في إجمالي المساحة المنزرعة وصولًا إلى 250 ألف فدان على مستوى الجمهورية، لافتةً إلى أن قسم النباتات الطبية والعطرية يسعى لإنتاج أصناف معتمدة، لإتاحة الفرصة لجميع المزارعين الراغبين في خوض هذه التجربة.
وتناولت “عيد” الدور الذي يقوم به مركز البحوث الزراعية وقسم النباتات الطبية والعطرية لخدمة هذا الملف، سواء عن طريق التجارب الحقلية أو الحقول الإرشادية لتوعية المزارعين، أو من خلال الاستشارات والتوصيات الفنية والبرامج التدريبية التي يتم إطلاقها بشكل دوري، علاوة على برامج الإكثار التي يتم العمل عليها في الوقت الحالي لتوفير البذور والأصناف المستحدثة.
وأشارت أستاذ معهد بحوث البساتين إلى جانب آخر يتم العمل عليه من قِبل باحثي القسم، والمتعلق بتعليم المزارعين بتقنيات زراعة النباتات الطبية والعطرية بالطرق العضوية، علاوة على خطوات التسجيل والحصول على الشهادة.
شاهد الفيديو..
موضوعات قد تهمك..
تقنية الاستمطار بالتأين.. تعريفها وآليات تنفيذها وأسباب الإحجام عنها
الري بالحقن.. تطبيقات “تكنولوجيا النانو” في زراعة المناطق الصحراوية