النباتات الطبية والعطرية تُستخدم بشكلها الطبيعي دون إضافة مواد كيميائية، مما يزيد من أهميتها وفوائدها، فيما ساهم تطور العلم والطب في اكتشاف المزيد من فوائد هذه النباتات، والتي تتضح وتتجلى يومًا بعد يوم، وهو المجال الذي يشهد اهتمامًا متزايدًا على المستويين المحلي والعالمي، وهو الملف الذي تطرقت إليه الدكتورة شادية قطب أحمد – رئيس بحوث متفرغ بقسم بحوث النباتات الطبية والعطرية في معهد بحوث البساتين – وذلك خلال حلولها ضيفة على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
استخدامات وفوائد النباتات الطبية والعطرية
في البداية عرفت الدكتورة شادية قطب أحمد، النباتات الطبية والعطرية كفئة من النباتات التي تحتوي على مواد فعالة ذات تأثيرات علاجية أو عطرية، موضحةً أن هذه المواد الفعالة تنتج من العمليات البيولوجية داخل النباتات، وقد تشمل زيوت عطرية طيارة، زيوت ثابتة، مواد قلوية، راتنجات، وغيرها.
أشارت إلى أن مصر تُعتبر رائدة في مجال زراعة النباتات الطبية والعطرية، مستعرضةً كيف استخدمها المصريون القدماء في التداوي بالأمراض، مثل استخدام الحنة والشطة والحلبة، ومؤكدةً أن هذه النباتات كانت الوسيلة الوحيدة للعلاج قبل ظهور الأدوية الكيميائية، موضحةً أن العودة إلى التداوي بالأعشاب يأتي نتيجة التأثيرات السلبية للأدوية الكيميائية على الصحة.
تابعت حديثها بالإشارة إلى الرحلة التي قامت بها إلى الصين، حيث لاحظت أن الأطباء هناك يعتمدون بالكامل على وصفات طبية مستخلصة من الأعشاب بدلاً من الأدوية الكيميائية، مؤكدةً أن مصر، بفضل موقعها الجغرافي وتنوع المناخ والتربة، قادرة على التميز في هذا المجال من خلال تصدير النباتات الطبية والعطرية بجودة عالية.
وأكدت أن النباتات الطبية والعطرية تلعب دورًا كبيرًا في صناعة الأدوية والأصباغ الطبيعية والعطور، مثل عجينة الياسمين التي تُصدر من مصر إلى الخارج، موضحة أن مصر تحتل المرتبة الخامسة عالميًا في تصدير النباتات الطبية والعطرية، بعد القطن، الأرز، الموالح، والبطاطس.
وفي ردها على سؤال حول ما إذا كانت بعض النباتات الطبية والعطرية تُستخدم لأغراض جمالية فقط، أشارت إلى أن أي نبات على سطح الأرض يمكن أن يحتوي على مواد فعالة تُستخدم في العلاج، مثل قشور البرتقال التي تحتوي على مادة تُستخدم لعلاج أمراض القلب.
تأثير المناخ والتغيرات المناخية على النباتات العطرية في مصر
أوضحت الدكتورة شادية قطب أحمد، رئيس بحوث متفرغ بقسم بحوث النباتات الطبية والعطرية في معهد بحوث البساتين، أن التغيرات المناخية تشكل تحديات كبيرة لزراعة النباتات العطرية في مصر، حيث قالت: “النباتات الطبيعية، كأي قطاع آخر، تواجه العديد من المشاكل والتحديات”، لافتةً إلى أن الظروف المناخية الحادة التي شهدتها مصر في العام الحالي، خصوصًا ارتفاع درجات الحرارة، أثرت بشكل كبير على إنتاجية النباتات.
حلول بحثية لمواجهة التغيرات المناخية
تابعت رئيس بحوث متفرغ بقسم بحوث النباتات الطبية والعطرية حديثها مشيرةً إلى أن المراكز البحثية تلعب دورًا فعّالًا في مواجهة هذه التحديات، مؤكدةً أن “معهد البساتين ومركز البحوث الزراعية يقومان بإجراء العديد من الورش والمؤتمرات لمناقشة هذه التحديات مع المزارعين”، مشيرةً إلى أن المراكز البحثية بدأت بالفعل بتعديل مواعيد الزراعة لتناسب الظروف المناخية الجديدة.
أهمية الحفاظ على الأصول الوراثية
أشارت رئيس بحوث المتفرغ إلى أن أحد التحديات الأخرى التي تواجه زراعة النباتات العطرية هو الحفاظ على الأصول الوراثية المحلية، مؤكدةً: “علينا أن نحافظ على الأصناف المحلية لأنها تتميز بجودة المواد الفعالة العالية”، لافتةً إلى أن هذه المواد الفعالة هي الأساس في صناعة الأدوية والمنتجات الطبيعية، ولذلك فإن الحفاظ على الأصناف المصرية أمر بالغ الأهمية لتلبية الطلب المتزايد في الأسواق العالمية.
استراتيجية 2030 ودورها في تطوير الأصناف
أوضحت “قطب” أن مصر تعمل على تطبيق استراتيجية 2030 التي تهدف إلى تحسين الإنتاجية الزراعية وزيادة القدرة التنافسية للنباتات العطرية المصرية في الأسواق العالمية، مؤكدةً أنه منذ عام 2006، بدأ معهد بحوث البساتين في تطوير أصناف جديدة من النباتات العطرية، وهي الخطوة التي اعتبرتها مهمة جدًا لتلبية متطلبات استراتيجية 2030″.
اضغط الرابط وشاهد الحقلة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
زراعة النباتات الطبية والعطرية وفوائد التحميل وانعكاساتها على معدلات الإصابة بالأمراض
النباتات الطبية والعطرية.. بدائل الأسمدة المصرح باستخدامها في الزراعة العضوية