النباتات الطبية والعطرية.. بين الريادة مصرية والعوائد الاقتصادية

النباتات الطبية والعطرية باتت واحدة من أهم الحاصلات التصديرية وبخاصة بعد التداعيات السلبية لجائحة الكورونا، والتي دعت للاعتماد بشكل أكبر على المنتجات والمستحضرات الطبيعية، لتلافي الآثار الجانبية الخاصة بالمركبات الكيمائية، التي تضعف من قدرة الجهاز المناعي على مقاومة الأمراض الوبائية.

وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامية أية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة نيفين محمد عيد – الباحثة بقسم النباتات الطبية والعطرية بمعهد بحوث البساتين التابع لمركز البحوث الزراعية – هذا الملف الهام بالشرح بالتحليل.

النباتات الطبية والعطرية

بين الريادة والمردود الاقتصادي

في البداية تحدثت الدكتورة نيفين محمد عيد عن النباتات الطبية والعطرية مؤكدةً أنها أصبحت قيد اهتمام العديد من الدول، وبخاصة بعد أزمة الجائحة وتداعيات الكوفيد التي تأثرت بها غالبية بلدان وشعوب العالم.

وأوضحت أن الاهتمام بزراعة النباتات الطبية والعطرية تضاعف بشكل كبير حيث باتت هناك حاجة مُلحة للاعتماد عليها بشكل أكبر كأفضل البدائل الطبيعية، لمضاعفة مناعة الجسم والصحة العامة، عوضًا المركبات الكيميائية التي لا انعكاسات وأعراض جانبية لا يمكن منعها.

وأكدت “عيد” أن المستخلصات الخاصة بـ”النباتات الطبية والعطرية” باتت هدفًا رئيسيًا لشركات الأدوية والمستحضرات الطبية، لما لها من فوائد علاجية تعزز من مناعة الجسم وتقيه ضد الإصابة بالعديد من الأمراض والأوبئة.

وأشارت الباحثة بمعهد بحوث البساتين إلى العلاقة الوثيقة بين المصريين والنباتات الطبية والعطرية والتي بدأت منذ عهد الفراعنة، لافتةً إلى أن هذه العلاقة أخذت منحى آخر في السنوات الأخيرة، وخاصة بالنسبة للمزارعين، نظرًا لزيادة الطلب عليها، وارتفاع قيمتها الاقتصادية كمنتج تصديري في المقام الأول.

وكشفت “عيد” عن الريادة المصرية في زراعة وتصدير النباتات الطبية والعطرية، بسبب الميزات النوعية التي يتميز بها المنتج المصري عما سواه، وهي المسألة التي أتاحت لها الفرصة على احتلال المرتبة العاشرة برغم قلة المساحة المنزرعة والتي لا تتجاوز حدود الـ0.8%.

خريطة الصادرات المصرية

أوضحت أن مصر تنافس دولًا ذات ريادة كبيرة في ملف زراعة النباتات الطبية وأبرزها الصين والهند، نظرًا لتفرد وتميز المنتج المصري وزيادة نسب تركيز المادة الفعالة، ضاربةً المثل بالياسمين الذي نحتل فيه المرتبة الأولى عالميًا.

وتطرقت “عيد” إلى قائمة الصادرات المصرية من النباتات الطبية، ومن أمثبلتها “الكمون، الكسبرة، البابونج، الجوجوبا، حبة البركة، الشمر، اليانسون، الكلانديولا، الأشواجندا”، والتي تتعدى نسب تصديرها حدود الـ95% من إجمالي الإنتاج.