النباتات الطبية والعطرية تمثل أحد قاطرات التنمية التي تسعى الدولة لتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها، عن طريق دعم مزارعيها، وتوفير كافة الإمكانات الفنية والعلمية والإرشادية التي تصب في صالح مضاعفة حجم الإنتاجية، وزيادة حجم صادراتنا الزراعية منها، والتي تترجم لعوائد جيدة من العملة الصعبة، وهو الملف الذي تناوله الدكتور حسام محيسن، رئيس قسم بحوث النباتات الطبية والعطرية بالشرح والتحليل، خلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر المستقبل.
أفضل الأراضي المؤهلة لزراعة النباتات الطبية والعطرية
نصح الدكتور حسام محيسن بتحديد الأراضي المناسبة لزراعة النباتات الطبية العطرية، موضحًا أن هناك قسمين من الأراضي تنتج بالفعل، وهي مناطق التركيز القديمة مثل الغربية وبني سويف وشمال سيناء والفيوم والمنيا وأسيوط وسوهاج وقنا والأقصر، بالإضافة إلى الأراضي الجديدة في الظهير الصحراوي مثل الوادي الجديد الذي يمثل 40% من مساحة مصر، والأراضي المستصلحة حديثًا في شمال سيناء، مؤكدًا على إمكانية التوسع في زراعة نباتات عالية الجودة ونادرة في هذه المناطق ذات المناخ المتميز.
وأشار إلى أن التوسع في الأراضي البكر يساهم في زيادة الجودة لعدم وجود مبيدات أو متبقيات مبيدات أو حمل ميكروبي أو مياه صرف، لافتًا إلى تشجيع محافظ الوادي الجديد للاستثمار في هذا المجال في مناطق مثل الزملوط والفرافرة والخارجة والداخلة وباريس، حيث يتم إنتاج نباتات طبية وعطرية عالية الجودة وعالية السعر، وبالتالي يكون التسويق الخاص بها أعلى بكثير من الأراضي القديمة، مؤكدًا على أهمية تنمية كلا المسارين بصورة متوازية، سواء تطوير جودة الإنتاج في الأراضي القديمة بتقليل استخدام المبيدات الكيماوية، أو التوسع في الزراعات العضوية والحيوية في الظهير الصحراوي.
وأكد الدكتور حسام محيسن على عدم وجود معيار ثابت للتربة يصلح لجميع النباتات الطبية والعطرية، موضحًا أن كل ظروف أرض لها المحصول الذي يجود فيها، وأن دور الباحثين في مركز البحوث الزراعية هو استنباط أصناف تتحمل الإجهادات المختلفة في كل أرض، مثل أصناف تتحمل الملوحة أو الحرارة.
أهمية تحليل التربة ومياه الري ودورها في تحديد نوع النبات
وشدد على أهمية تحليل التربة والمياه قبل البدء في الزراعة والرجوع إلى المتخصصين لتحديد النباتات المناسبة لهذه الظروف، مدللًا على ذلك بأنه في حالة ارتفاع نسبة الملوحة في التربة والمياه، يُنصح بزراعة الجوجوبا والخروع والجروفة وغيرها من النباتات المتحملة للملوحة، بينما في حالة التربة والمياه الممتازة، يمكن زراعة الحبوب العطرية والنعناع وغيرها.
وأشار إلى مناطق مثل الضبعة التي ترتفع فيها نسبة الملوحة بشكل كبير، مما يجعل زراعة بعض النباتات فيها غير مجدية، موصيًا في هذه الحالة بزراعة النباتات المتحملة للملوحة.
وأوضح أن تنوع نطاقات الاختلاف في مصر من حيث التربة والمناخ يعتبر سر تميزها في تنوع النباتات الطبية والعطرية، لافتًا إلى أن معظم هذه النباتات كانت في الأصل تنمو بريًا في جنوب سيناء، ثم انتقلت إلى مناطق أخرى مثل شمال سيناء والغربية والفيوم وأسوان، حيث أصبحت مناطق متخصصة في زراعة أنواع معينة بجودة عالية.
اشتراطات زراعة الجنسنج والزهور العطرية
واستعرض الدكتور حسام محيسن بعض الاستفسارات الواردة من المشاهدين، حيث تطرق إلى سؤال حول زراعة نبات الجنسنج في مصر، مشيرًا إلى أنه نبات ذو إقبال تصديري عالٍ جدًا وغالٍ الثمن ولم يكن موجودًا في الخريطة الزراعية المصرية في التسعينات، ثم دخل عن طريق شركات معينة تمكنت من إنتاجه وتصديره.
وأكد أنه في حالة رغبة أحد الأشخاص في زراعته، فيتوجب عليه الحصول على تقاوي من شركات متخصصة بعد تحليل التربة والمياه، والاتفاق مع هذه الشركات على تسويق المنتج، موضحًا أن زراعة الجنسنج نجحت في بعض المناطق مثل بلبيس والصحراء الغربية.
ونصح الراغبين في خوض هذه التجربة بالتوجه إلى قسم بحوث النباتات الطبية العطرية في مركز البحوث الزراعية للحصول على معلومات حول الشركات المتخصصة وطريقة الزراعة المثلى والتحديات والأمراض الخاصة بهذا النبات، مؤكدًا أن هذه الاستشارات مجانية.
وتابع إجابته لأسئلة المتابعين حول إمكانية زراعة الزهور العطرية في منطقة الحامول بكفر الشيخ التي تتميز بمياه ذات ملوحة معينة، موضحًا أن المنطقة تشتهر بزراعة البنجر المتحمل للملوحة، ونصح السائل بالتوجه إلى القسم مصطحبًا تحليل التربة والمياه لمعرفة النباتات المناسبة التي غالبًا ما تكون شجيرات متحملة للملوحة مثل الفوتنا والجوجوبا والجروفية، محذرًا من زراعة نباتات حساسة للملوحة مثل النعناع والبردقوش والزعتر في هذه الظروف.
وشدد على أهمية اصطحاب التاريخ المرضي للتربة للحصول على أفضل التوصيات، مؤكدًا أن المتخصص قد ينصح بعدم زراعة النباتات الطبية والعطرية في بعض الحالات بناءً على معلومات وتجارب وأبحاث فعلية، لما في ذلك من مصلحة للمزارع.
محاذير الزراعة بمياه الصرف
علل الدكتور حسام محيسن رفض زراعة النباتات الطبية والعطرية في بعض الحالات، مدللًا على ذلك بحالة الري بمياه الصرف، موضحًا أن هذه النباتات تدخل في الأكل والعلاج، وبالتالي لا يمكن استخدام مياه صرف تحتوي على عناصر ثقيلة مثل الرصاص والزرنيخ.
وأشار إلى أن وجود هذه العناصر في تحليل التربة أو المياه قد يؤدي إلى رفض شحنات التصدير، مما يتسبب في خسارة المصدر وإعطاء سمعة سيئة للمنتجات المصرية، مؤكدًا على أهمية جودة المنتج للتصدير.
وأوضح أن وجود العناصر الثقيلة والحمل الميكروبي ومتبقيات المبيدات يعتبر من عراقيل التصدير، لافتًا إلى أن مصر تستورد وتصدر الكمون في نفس الوقت، وهي معادلة تحتاج إلى دراسة.
وأشار إلى تميز الكمون المصري بجودته العالية وارتفاع نسبة الزيوت الطيارة فيه مقارنة بالكمون من دول أخرى مثل الهند، مما يجعله مطلوبًا بشدة في الأسواق العالمية، مشددًا على المسؤولية الأدبية تجاه مصر في الحفاظ على جودة المنتجات المصدرة والالتزام بمعايير الجودة العالمية مثل الأيزو والهاسب، ومشيرًا إلى وجود معمل كيوكاب في مصر يتبع مركز البحوث الزراعية ويقوم بإجراء التحاليل اللازمة لضمان جودة المحاصيل.
اضعط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
النباتات الطبية والعطرية.. فوائد الكاموميل ومخاطر استخدام الوصفات الشعبية