النانو تكنولوجي هو التوجه المستقبلي الذي تعتمد عليه كافة المراكز البحثية، للوصول لأفضل النتائج الممكنة في العديد من المجالات، وتجاوز التبعات السلبية الناجمة عن المعاملات التقليدي المتعارف عليها، وهي المسألة التي تستدعي تسليط المزيد من الضوء عليها، والاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور حاتم حلمي عمر – الأستاذ بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية، عضو اللجنة الوزارية لمشروع التثقيف وتنمية الأمومة والطفولة بالريف المصري – ملف استخدامات وتطبيقات النانو تكنولوجي بالشرح والتحليل.
النانو تكنولوجي
تجربة رائدة لمكافحة “البروسيلا”
في البداية تحدث الدكتور حاتم عمر عن الفوائد الجمة الناجمة عن توسيع قاعدة استخدام تقنية النانو تكنولوجي في العديد من المجالات الصحية والغذائية والصناعية والزراعية، ما يؤدي لتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها.
وأشار “عمر” في معرض حديثه إلى التجربة الرائدة التي خاضها أحد المهندس الراحل إبراهيم دراز وزوجته، بالتعاون مع الدكتور محمود حسن بمعهد صحة الحيوان، لمعالجة مياه البحيرات من الملوثات المختلفة باستخدام النانو تكنولوجي.
وأوضح أن الهدف الأساسي من اللجوء لتقنية النانو تكنولوجي في هذه التجربة، كان التخلص من مصادر التلوث، للحيلولة دون الإصابة ببعض الأمراض الخطيرة، التي تعود بالسلب على مشروعات الإنتاج الحيواني، كـ”البروسيلا والإجهاض المعدي”.
واستندت تلك التجربة على الحدود الآمنة التي أقرتها منظمة الصحة العالمية “WHO”، لاستخدام النانو فضة وماء الأوكسجين بنسبة 50%، وتجريعها للحيوانات المصابة بـ”البروسيلا” بواسطة الميكروليتر.
وكشف الدكتور حاتم عمر عن النتائج المذهلة التي حققتها التجربة، القائمة على تقنية النانو تكنولوجي، والتي أدت للقضاء على ميكروب البروسيلا وتدميره بشكل كامل.
محاذير استخدام النانو تكنولوجي
تطرق أستاذ معهد بحوث الإنتاج الحيواني إلى محاذير اعتماد تقنية النانو تكنولوجي على المعادن في تغذية وأدوية الإنسان، والتي أكدها العالم الجليل الدكتور مصطفى السيد، بعد جواز تعميم تجربته، التي استخدم فيها الـ”Nano-Gold” للقضاء على الخلايا السرطانية.
وتابع شرحه للمحاذير التي أوردها الدكتور مصطفى السيد، لمنع تعميم تجربته إلا بعد الاطمئنان على مدى قدرة أجهزة الجسم المختلفة كـ”الكبد” والكليتين، على التخلص من متبقيات الـ”Nano-Gold” بشكل طبيعي، والحيلولة دون وصولها إلى المخ، بما يؤدي لتداعيات صحية خطيرة.
ثورة هائلة في مجال الصناعات الغذائية
أكد الدكتور حاتم عمر أن تقنية النانو تكنولوجي ستحدث ثورة عملاقة في مجال الصناعات الغذائية، تتجاوز ما تم الوصول إليه في الطرق التقليدية، القائمة على الغليان والبسترة والتعقيم.
وأشار إلى أن الهدف الرئيسي من استخدام النانو تكنولوجي في مجال الصناعات الغذائية، هو استبعاد المعاملات القائمة على “الحرارة”، نظرًا لتداعياتها السلبية، والتي تؤدي لتكسير بعض الفيتامينات الهامة كـ”Vitamin C” عند حدود الـ50 درجة مئوية.
وأوضح أن الاعتماد على العمليات الحرارية يؤثر بالسلب على “بروتينات الشرش”، والشكل والقوام المثالي المتعارف عليه، لمنتجات الألبان والجبن، بما يقلل استفادة جمهور المستهلكين منها.
وأضاف أستاذ معهد بحوث الإنتاج الحيواني أن استخدام النانو تكنولوجي، واستبعاد كافة المعاملات الحرارية، يؤدي أيضًا إلى تقليل استخدام الطاقة، ويقلص بالتبعية من كلفة التشغيل والإنتاج.
واختتم حديثه بأن الاعتماد على النانو تكنولوجي في مجال الصناعات الغذائية، هو البديل الأمثل للمعاملات الحرارية المعتادة، بهدف حفظ الأغذية وقتل الميكروبات، دون أي تأثير يذكر على مكوناتها والفيتامينات التي تحويها.
شاهد..
إقرأ أيضًا..
تخزين السلع الغذائية.. تقسيم الأطعمة وأقصى فترة مسموحة لحفظها
عيش الغراب منظومة غذائية متكاملة .. إليك أهم فوائده وأنواعه
البكتيريا الضارة.. “الوصايا العشر” وقواعد التعامل مع اللحوم النيئة ومنتجات الدواجن
أوميجا 3 .. إليك أبرز الأطعمة الغنية بها لتعزيز المناعة
لا يفوتك..