تعتبر عدوى الإشريكية القولونية او مايعرف بالميكروب القولوني (E. coli) مصدر قلق كبير لصناعة الدواجن حيث إنها واحدة من أهم مسببات الأمراض البكتيرية التي تصيب الطيور والتي تتسبب في مجموعة متنوعة من امراض الطيور وتمثل حوالي 30٪ من اجمالي نافق الدواجن.الميكروب القولوني يتواجد طبيعيًا في امعاء الدواجن ولكن يمكن عزل بعض العترات المسببة للأمراض من امعاء الدواجن السليمة مما يؤكد بأن الإشريكية القولونية غالبًا ما تكون أحد مسببات الأمراض الثانوية أو الانتهازية فـمجرد حدوث هزة للطائر او اجهاد مرضي مثل الإصابة ببعض الامراض البكتيرية او الفيروسية الأخرى او إجهاد بيئي كخلل في التهوية أو تعرضه للبرد يمكن أن يهاجمه بشراسة نتيجة ضعف المناعة الناتجة من الاجهاد واذا تمكن منه فسوف يؤدي الي خسارة كبيرة من قلة استهلاكه للعلف وبالتالي نقص الأوزان عن المعدل الطبيعي وازدياد النفوق وزيادة المستبعد وزيادة الاعدامات. العوامل الممهدة للإصابة بالميكروب القولوني ( الايكولاي) تشمل اصابة الطيور ببعض الامراض التنفسية مثل المايكوبلازما ,الكوريزا, فيروس الإلتهاب الشعبي , النيوكاسل وايضا إصابة الغشاء المخاطي المعوي من الكوكسيديا ،الكلوستريديا والسموم الفطرية وكذلك العوامل البيئية مثل : الحرارة , الرطوبة , الاتربة , النسبة العالية من الأمونيا
بالإضافة الي عوامل الضراوة والتي تشمل القدرة علي مقاومة المضادات الحيوية , القدرة علي الالتصاق بالخلايا, القدرة على تلزن وتحليل الدم ، القدرة على افراز سموم ، وغيرها. ويتم التعرف على تلك العوامل عن طريق دراسة الحمض النووي للبكتيريا والاختبارات المعملية.
الميكروب القولوني يمكن أن يصيب أجهزة الطيور المختلفة مما يسبب عدوي موضعية (localized) أو عامة (Systemic)
أولاً: العدوي الجهازية أو العامة Systemic form))
وهي عدوي التسمم الدموي نتيجة وجود الايكولاي وتكاثرها في الدم وبالتالي زيادة افراز السموم الداخلية ، وهي أخطر أنواع العدوي حيث تؤدي إلي ارتفاع معدل النافق بشكل كبير وتبدأ هذه السموم لتغزو الجسم خاصة (القلب والكبد والرئة والكلية والامعاء) لتدمر هذه الأعضاء بسمومها ثم تؤدي إلي فشل جميع الأعضاء للقيام بوظائفها وبالتالي نفوق الطائر الذي لا يبدي أي مقاومة تجاه هذه السموم وتظهر علامات المرض العامة مثل عدم الاكل ,الخمول ,انتفاش الريش, انخفاض مفاجئ في استهلاك العلف ,ظهور العلامات التنفسية كحة وعطس وارتفاع معدل النافق اما بالتشريح يوجد احتقان شديد في الكبد والرئة والكلية والطحال و تكوين طبقة فبرينية علي القلب والأكياس الهوائية والكبد (CCRD)
ثانياً: الأعراض الموضعية (Localized form)
- التهاب السرة او عدوي كيس المح: وتظهر هذه العدوي علي شكل التهابات في منطقة السرة ,انتفاخات في البطن , التهاب كيس المح وتأخر امتصاصه مما يؤدي إلي ضعف الكتكوت وحدوث النفوق المبكر للكتاكيت.
- التهاب قناة البيض:- مما يؤدي إلي حدوث التبويض الداخلي الذي يؤدي إلي التهاب بروتوني وبالتالي ارتفاع النافق وانخفاض في نسبة انتاج البيض.
- التهاب المفاصل:تلاحظ تضخم المفصل واحمراره مما يؤدي إلي العرج وعند تشريح المفصل تجد مواد مخاطية متجبنة في المفصل.
- متلازمة الراس المنتفخه وهو ظهور الطائر بورم في الرأس.
- التهاب العين و إصابة الطائر بالعمي وعدم وصوله إلي الماء أو العليقة مما يؤدي الي زياده النافق.
- الالتهابات الخلوية:- حدوث التهابات تحت سطح الجلد مما يؤدي الي كثرة الاعدامات في دجاج التسمين.
- التهاب الأمعاء حيث تسبب الايكولاي التهابات معوية خاصة في العمر الصغير مما يؤدي الي انتفاخ الامعاء مع وجود السوائل بها خاصة منطقة الاعورين
الوقاية من مرض الميكروب القولوني
نظرا لأن الوقاية هي أول خطوة للحد من الاصابة بالعدوي لذلك تشمل اولا جودة البيض المستخدم في الحضانات ومعامل التفريخ حيث يجب استبعاد البيض المشروخ والملوث بزرق دواجن الامهات والاهتمام بتبخير المفقسات بالفورمالين ,كما يجب رفع مقاومه ومناعة الطائر حتي لا يتحول الميكروب القولوني الي ميكروب ضاري وذلك عن طريق تقديم العلائق المتوازنة ومراعاة التربية المثاليه وخاصه اثناء فترة التحضين واستخدام البكتيريا النافعة ( منشطات النمو الطبيعية) التي تعمل علي تقليل الاصابات المعوية وامتلاء الأمعاء ببكتيريا ضارة مما يحسن من مناعة الطيور ومقاومتها للميكروبات الضارة
الحد من الاصابات التنفسية الفيروسية مثل الالتهاب الشعبي (IB) , نيوكاسل عن طريق اتباع برنامج تحصين متكامل والتطهير الجيد للعنبر قبل بدء دورة التربية و كذلك الحد من الامراض المثبطة للمناعه مثل الجمبورو والسموم الفطرية
وايضا الحفاظ عل تهوية العنبر حتي لا تتراكم الامونيا التي تسبب ضعف مناعة الجهاز التنفسي من خلال تدمير الاهداب و يجب منع تراكم الاتربة في العنبر وعدم تكدس وتزاحم الطيور ولقد تم استخدام بعض التحصينات ولكن اثبتت انها ذات تأثير محدود وذلك لوجود عترات مرضية متعددة لميكروب الايكولاي
علاج الميكروب القولوني
نظرا لوجود عترات مختلفة من الميكروب القولوني كما يوجد مقاومه للمضادات الحيويه المختلفة في بعض العترات لذا فانه يلزم عمل اختبار حساسية للعترة المعزولة حتي يتثني لنا استخدام المضاد الحيوي الفعال في العلاج.
إعداد
د/ أسماء سيد أحمد حسن أبو الليف
باحث مساعد بمعهد بحوث الصحة الحيوانية فرع دمنهور
اقرأ أيضا:
الحاصلات الزراعية.. القصير: يستعرض أمام النواب حصاد ملف التصدير
منظومة تسويق القطن حققت أسعار مناسبة للمزارعين
التغيرات المناخية.. القصير يستعرض جهود الدولة لتخفيف آثارها على قطاع الزراعة
تجميع الألبان.. وزير الزراعة: الانتهاء من تطوير وإنشاء 271 مركز
لا يفوتك: الزراعة والتموين تشنان حملات تفتيشية على مصانع اعلاف الدواجن