الموجة الحارة والتغيرات المُناخية وانحرافات الطقس، تُمثل واحدة من أخطر الإشكاليات التي تواجه أغلب دول العالم، والتي تؤثر بالسلب على حصاد وأعمال العديد من القطاعات والأنشطة الاقتصادية، وفي مُقدمتها النشاط الزراعي والمُزارعين، ما يُحتم زيادة الوعي بتداعياتها، وسُبل تلافيها وتخطيها بأقل الخسائر المُمكنة.
في هذا السياق،أكد الدكتور محمد فهيم – رئيس مركز تغيرات المناخ – أن الموجة الحارة التي تشهدها البلاد حاليًا ما هي إلا إحدى تداعيات التغيرات المناخية، واصفًا إياها بـ”القضية العالمية” وحديث الساعة، نظرًا لخطورتها ومآلاتها السلبية على كافة أشكال الحياة، وتأثيراتها الخطيرة على سلة الغذاء والأمن الغذائي العالمي.
الموجة الحارة وعلاقتها بالتغيرات المناخية
أوضح “فهيم” خلال مداخلة هاتفية مع الإعلامية عبير صلاح مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، أن الانحرافات الحادة في الطقس، التي يشعر بها كافة المواطنين، والتي يتوغل فيها فصل الصيف خارج حدوده المعروفة، ما هي إلا أحد أوجه التغيرات المناخية الملموسة، والتي يمكن قياسها والاستدلال عليها بسهولة.
وأشار “فهيم” إلى أن فصل الخريف يبدأ فعليًا “ورقيًا ومُناخيًا”، في الثاني والعشرين من شهر سبتمبر، وأي تأخر عن هذا الموعد حتى ولو كان طفيفًا، يُمثل شكلًا من أشكال تمدد وتوغل فصل الصيف، كأحد التداعيات الملموسة لأزمة التغيرات المناخية.
موعد انتهاء موجة الطقس الحارة
أكد “فهيم” أن هذه الموجة الحارة ستؤثر على محافظات القاهرة والوجه البحري، فيما ستكون شديدة الحرارة على محافظات الصعيد، وسيناء والبحر الأحمر والمناطق الحدودية، ومعظم أنحاء الجمهورية.
ولفت إلى أن هذه الموجه الحارة ستستمر حتى نهاية هذا الأسبوع، فيما تُظهر المُؤشرات الأولية احتمالية امتدادها حتى بدايات الأسبوع المُقبل، قبل أن تعود الأمور إلى طبيعتها مرةً أخرى.
وتابع أن هذه الموجة الحارة ستشهد انكسارًا بعدها، مع هبوب الرياح على المناطق المفتوحة والظهير الصحرواي، لكن دون خطورة أن تُمثل على الأنشطة الزراعية أو المحاصيل.
موضوعات قد تهمك
النفاخ عند المجترات.. أسبابه ومخاطر حدوثه وطرق تلافيها
رقاد القمح.. أبرز أسبابه وأفضل المُعاملات اللازمة لنجاح تكرار زراعة الغلة
تداعيات وخطورة الموجة الحارة
أوضح “فهيم” أن تبعات الموجة الحارة كـ”ارتفاع درجات الحرارة والرطوبة” تُمثل وسطًا وبيئة مثالية لنشاط وانتشار الأمراض، مثل البياض الزغبي والذي يُسبب الكثير من المشاكل لمُزارعي الخيار، والبياض الدقيقي مع الطماطم، بالإضافة لبعض أمراض التبقعات على ثمار الطماطم المُثمرة.
واسترسل في شرح تداعيات ومخاطر الموجة الحارة التي تشهدها البلاد حاليًا، والتي تُعزز من فُرص ومخاطر انتشار الديدان مع محاصيل العروة النيلية مثل دودة ورق القطن، ودودة الحشد الخريفية مع محصول الذرة.
توصيات خاصة لمُزارعي الذرة والعروة النيلية
نصح رئيس مركز تغيرات المناخ بضرورة التدخل وتنفيذ مُعاملات المُكافحة حال زراعة محصول الذرة في العروة النيلية، مؤكدًا أن هذه العروة مُهددة بالإصابة إما بالثاقبات أو دودة الحشد الخريفية – لا محالة – ما يُحتم التعامل معها بوعي للحيولة دون انتشار الإصابة، والتي تؤدي لخسائر فادحة، قد لا يتحملها المُزارعين.
وأوضح أن التدخل المُبكر بإجراءات المكافحة على عمر ورقتين وثلاثة، يُمثل أحد أوجه العلاج الصحيحة، مُحذرًا من تبعات التأخر في تنفيذ مثل هذه المُعاملات، والتي تسمح بظهور التحور التالي والأجيال الجديدة لهذه الآفات الخطيرة، بما يتحول على أرض الواقع – رقميًا – إلى خسائر ضخمة، وزيادة في حجم الهادر والفقد من المحصول بحلول نهاية الموسم.
إقرأ أيضًا
تخزين محصول الثوم.. 15 خطوة ضرورية لنجاح “العلاج التجفيفي” ومزايا “الثلاجات”
أصناف القمح.. الخريطة المُعتمدة للمحافظات وأبرز السلالات المقاومة لـ”الملوحة”
أفضل توقيت لزراعة العروة النيلية وأهم محاصيلها
لفت الدكتور محمد فهيم إلى أن الفترة الحالية تُعد التوقيت الأمثل لمكافحة الآفات القشرية بالنسبة أشجار الفاكهة، وفي مُقدمتها المحاصيل التي انتهى موسمها الفعلي مثل المانجو والمُتساقطات، مُشددًا على ضرورة البدء في مكافحة الآفات التي يسهل انتقالها للمواسم والأعوام التالية مثل البح الدقيقي ودودة براعم الزيتون.
ورشح رئيس مركز تغير المناخ بعض الحاصلات، حال اتخاذ قرار الزراعة في العروة النيلية، من أهمها “البطاطس، الفراولة، الفاصوليا، البسلة، الجزر، الثوم” على أن تبدأ إجراءات زراعتها منتصف أو نهاية الأسبوع المُقبل.
أهمية مؤتمر الأطراف والتغيرات المناخية “COP27” للمُزارعين
سلط “فهيم” الضوء على أهمية مؤتمر الأطراف والتغيرات المناخية “COP27″، والذي تستضيفه مدينة شرم الشيخ خلال شهر نوفمبر المُقبل، بحضور رؤساء دول وحكومات العالم، لاتخاذ الإجراءات التي تُسهم في مُساعدة البلدان والمُزارعين على تخطي تبعات وآثار التغيرات المناخية بسلام، عن طريق استنباط الأصناف الجديدة، وتطوير البنية التحتية للأنشطة الزراعية، وآليات الري، بما يُسهم في تعظيم الإنتاجية، وتقليل الخسائر المُباشرة الناجمة عن هذه الأزمة المُناخية.
ودعى “فهيم” جموع المُزارعين لمُتابعة نتائج هذا المؤتمر الهام، والقراءة المُتأنية لنتائجه، التي ستؤثر حتمًا على كافة الأنشطة الحياتية، وفي مُقدمتها النشاط الزراعي، للتوعية بخطورة هذه القضية، والتعرف على سُبل تخطيها بأقل الخسائر المُمكنة.
شاهد أيضًا