الموالح أحد أصناف الفواكة الهامة والاستراتيجية، نظرًا لاحتوائها على العديد من العناصر الغذائية، وفي مقدمتها فيتامينC، علاوة على أهيمتها الاقتصادية بالنسبة لقطاع عريض من المُزارعين، لكونها محصولًا تصديريًا من الدرجة الأولى، حيث تمثل ثُلث الصادرات الزراعية المصرية.
وخلال حلوله ضيفًا على آيه طارق مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور أبو غنيمة سعد فتح الباب، أستاذ معهد بحوث أمراض النباتات، عن أهم الإجراءات الواجب اتباعها، وسُبل وقاية وحماية محاصيل الموالح بشكل علمي، يحافظ على إنتاجيتها ودرجة نقائها وجودتها.
الموالح واختيار التربة وتحليل درجة الملوحة
في البداية تحدث الدكتور أبو غنيمة سعد فتح الباب، عن أهمية اختيار التربة الملائمة لزراعة محصول الموالح، مؤكدًا أنه أحد العوامل الرئيسية الهامة والمؤثرة، في سبيل الوصول لمحصول جيد وعالي الإنتاجية بنهاية الموسم.
وأوضح أن أهم خطوة يتم اتخاذها بهذا الشأن هي تحليل التربة كيميائيًا، مُشيرًا إلى أن هذه المرحلة تستند على عدد من الأسس العلمية الدقيقة، للوقوف على مدى ملائمة الأرض والبيئة، للمحصول الذي ستتم زراعته.
ولفت إلى أن تحليل التربة هنا يستهدف الوصول للتركيبة الكيميائية، ودرجة ملوحة التربة والمياه، مؤكدًا أن زراعة محاصيل الموالح، لا يجب أن تتعدى حدًا مُعينًا من الملوحة، حتى يتسنى الحصول على حصاد مُرضي وذا قيمة اقتصادية.
أكد على ضرورة مراعاة عدم وجود أماكن صماء في التربة التي ستتم زراعة الموالح فيها، مؤكدًا أن هذا العرض يُعرقل نمو وتشعب جذور أشجار الموالح في البستان الذي تم اختياره.
لا يفوتك.. نبات المورينجا.. بديل آمن وطبيعي لعلاج مرضى السكري
شدد الدكتور أبو غنيمة سعد على ضرورة اختيار الشتلات السليمة والقوية، مؤكدًا أن نسبة 75% من إنتاجية محاصيل الموالح، تتوقف على اختيار سلالة قوية ومعافاة وخالية من الأمراض والعيوب.
وأوضح أن على المُزارعين اللجوء إلى الأماكن المُعتمدة عند اختيار وشراء الشتلات، لتحقيق عدة أهداف على رأسها الحصول على سلالة سليمة، بالإضافة لكون هذه الخطوة ستكون بمثابة حائط الصد القوي، ضد انتقال عدوى الإصابة بالنيماتودا، كأحد أشرس وأخطر أمراض الجذور.
وتابع شرحه لأهمية اختيار الشتلات المُناسبة والمُعتمدة، مؤكدًا أن هذه الخطوة لها العديد من النتائج المُترتبة عليها، وأخطرها هو نقل عدوى الإصابة بالمُسببات المرضية الفطرية مثل النيماتودا إلى التربة، ما يُضاعف من حجم التكلفة على عاتق المُزارعين فيما بعد.
أكد أن اتباع مبدأ الوقاية خير من العلاج، هو القاعدة التي توضح مدى أهمية اختيار الشتلة السليمة، والتي تقي وتحمي المُزارعين من تحمل تكاليف العلاج التالية لإصابة التربة بالأمراض الفطرية المُعدية مثل النيماتودا.
ولفت إلى أن مُضي عملية نمو الشتلات على غير المُعدلات المُعتادة، يُنذر بوجود خلل مرضي يجب التعامل معه بشكل فوري.
إقرأ أيضًا:
زراعة الطحالب.. تعرف على أبرز 15 تطبيقًا لـ”سلة غذاء المُستقبل”
انتقل الدكتور أبو غنيمة سعد فتح الباب إلى عامل آخر، يؤثر إلى حد بعيد في إمكانية الإصابة بالأمراض من عدمها، مؤكدًا أن اختيار السماد المُستخدم مع محصول الموالح، تُسهم بشكل كبير في وقاية المحصول من المُسببات المرضية.
وأوضح أن استخدام الأسمدة العضوية غير كاملة التحلل، يؤدي إلى إصابة الشتلات المُراد زراعتها بالنيماتودا، مُحذرًا من خطورة الاعتماد على المُسمدات غير المُعتمدة، لما لها من آثار سلبية على الناتج النهائي.
المكافحة والمعاملات الوقائية
قدم الدكتور أبو غنيمة عددًا من النصائح فيما يخص ملف وقاية محاصيل الموالح من الإصابة بالأمراض، موضحًا أن اللجوء لتقنية “التحميل”، يُسهم في التخلص من مُسببات عدد كبير من الأمراض.
وأوضح أن تحميل الثوم على محاصيل الموالح يُسهم إلى حد بعيد في الحماية والوقاية من الأمراض وعلى رأسها النيماتودا، علاوة على تقليل نسبة تواجدها ومعدلاتها في التربة، لافتًا إلى جدوى استخدام ورش المايكورايزا كحل بديل، يقلل من مُعدلات الإصابة بالنيماتودا والأمراض الفطرية.
ووجه المُزارعين بأن يكون اللجوء لتقنية الكي أخر الحلول المطروحة على طاولة خطة مكافحة الأمراض الفطرية والبكتيرية.