المن واحدة من الآفات الزراعية الخطيرة، التي تؤثر بالسلب على حجم الإنتاجية والحصاد المتوقع من محصول الذرة الرفيعة، وهي المسألة التي تستوجب وعيًا كبيرًا من المزارعين، والتزامًا تامًا بتنفيذ التوصيات الفنية الواردة بشأنها، لتخفيف نسبة الضرر الناجمة عنها، والخسائر الاقتصادية المتوقعة نتيجة حدوث الإصابة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، تناول الدكتور إبراهيم مخيمر – رئيس قسم آفات محاصيل الحقل الأسبق بمعهد بحوث النباتات، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف تأثير ارتفاع الرطوبة والزراعة المتأخرة على محصول الذرة الرفيعة بالشرح والتحليل.
محصول الذرة الرفيعة
أبرز المشاكل والتحديات التي تواجه المزارعين
في البداية تحدث الدكتور إبراهيم مخيمر عن أبرز المشاكل والتحديات التي يتعرض لها مزارعو محصول الذرة الرفيعة، والتي تتفاقم بسبب التداعيات السلبية الناجمة عن أزمة التغيرات المناخية، مؤكدًا أنها تستوجب الابتعاد عن بعض العادات الخاطئة التي يتم ارتكابها، وبخاصة عند اختيار التوقيت الملائم لبدء الزراعة.
خطأ شائع
أوضح أن أغلب مزارعو الذرة الرفيعة لديهم اتفاق ضمني على تأخير موعد بدء الزراعة، لمواجهة الهجمات من المتوقعة من العصافير على المحصول، وذلك بتوسيع دائرة المساحات المنزرعة، وتوحيد توقيت الزراعة، ما يؤدي لتقليل حجم الفاقد من المحصول بحلول نهاية الموسم.
ولفت”مخيمر” إلى أن هذا الاتفاق الضمني الذي يتم الالتزام به بحكم “العادة”، بات لا يتناسب مع طبيعة الأجواء التي نعيشها في الوقت الحالي، بسبب التداعيات السلبية الناجمة عن التغيرات المناخية، والتي يتوجب وضعها في الاعتبار، عن اختيار توقيت بدء زراعة محصول الذرة الرفيعة، وهي المسألة التي يغفلها قطاع عريض من أهالينا المزارعين.
وأشار رئيس قسم آفات محاصيل الحقل الأسبق إلى تبعات الخطأ الجسيم الذي يتم ارتكابه، بإهمال الزراعة في التوقيتات المثلى الموصى بها، والتي يتجاهلها بعض أهالينا المزارعين، بهدف مكافحة العصافير.
تأخير موعد الزراعة
علاقته بارتفاع نسبة الإصابة بـ”المن”
تابع “مخيمر” أن اختيار شهر يونيو لبدء زراعة محصول الذرة الرفيعة، يترتب عليه ظهور النموات الخضرية مع بداية شهر يوليو، والذي يشهد ارتفاعات غير مسبوقة في معدلات الرطوبة، مؤكدًا أن هذا السبب يمهد البيئة المثلى للإصابة بالعديد من الآفات والحشرات وفي مقدمتها “المن”.
وأضاف رئيس قسم آفات محاصيل الحقل الأسبق أن الإصابة بـ”المن” يظهر على هيئة بؤر، وبخاصة في الجهة البحرية من الحقل، نظرًا لانتقال تلك الآفة مع الرياح، فيما يتركز هجومها الأساسي على السطح السفلي للأوراق.
مظاهر الإصابة واستراتيجيات هجوم المن
أكد “مخيمر” أنه بمجرد حدوث الإصابة تشرع آفة المن في تكوين “مستعمرات” على السطح السفلي للأوراق، فيما تمتص العصارة النباتية من الأوراق، للحصول على المواد والمركبات البروتينية الموجودة فيها، فيما تتخلص من المواد الكربوهيدراتية، بدفعها نحو السطح السفلي للأوراق الموجودة أسفل موطن الإصابة، مسببة ما يعرف بـ”الندوة العسلية”.
المكافحة المبكرة
طريقك للنجاة بمحصول الذرة الرفيعة
شدد “مخيمر” على وجوب إجراء المتابعة الدورية للحقل والمحصول، للرصد المبكر لعلامات الإصابة بـ”المن”، لاتخاذ كافة الإجراءات اللازمة، قبل الوصول لمرحلة “الندوة العسلية”، والتي تؤدي لخسارة جانب كبير من حجم الحصاد المتوقع.
وعلل رئيس قسم آفات محاصيل الحقل الأسبق أسباب وجوب تنفيذ إجراءات المكافحة المبكرة الموصى بها لـ”المن”، قبل ظهور الندوة العسلية، مؤكدًا أنها تؤدي لالتصاق الأتربة بها، ويترتب عليها حدوث ما يعرف بظاهرة “العفن الهبابي”.
وأكد “مخيمر” أنه بمجرد تكون “العفن الهبابي”، يفقد النبات والنموات الخضرية قدرتها على إتمام عملية البناء الضوئي بالشكل المطلوب، ما ينعكس على حجم نمو الحبوب داخل الكوز، وبالتبعية فقدان نسبة كبيرة من حجم الحصاد المتوقع بحلول نهاية الموسم.
شاهد الفيديو..
موضوعات قد تهمك..
الذرة الشامية.. التوصيات الفنية للزراعة والري والتسميد “من الألف إلى الياء”
دودة الحشد الخريفية.. مخاطر خلط المبيدات المعتمدة للمكافحة بـ”مياه المصارف”