المكافحة المتكاملة واحدة من أهم الاستراتيجيات التي يتوجب الالتزام بتطبيقها، للحد من فرص الإصابة وانتشار الآفات الزراعية، وهي المسألة التي تفرض على المزارعين مسؤولية مضاعفة، ووعيًا أكبر بأبرز أدواتها واشتراطاتها، للخروج بموسم وحصاد ناجح وبلا مشاكل.
وخلال حلولها ضيفًا على الإعلامي عاصم الشندويلي، مقدم برنامج “نهار جديد”، تناولت الدكتورة فريدة عياد – أستاذ متفرغ بقسم مقاومة الآفات للمبيدات بالمعمل المركزي للمبيدات – ملف المكافحة المتكاملة بالشرح والتحليل.
تعريف مفهوم المكافحة المتكاملة وأبرز أهدافها
في البداية تحدثت الدكتورة فريدة عياد عن مفهوم المكافحة المتكاملة للآفات الزراعية، مؤكدًة أنها لا تؤسس لعلم أو استراتيجية جديدة، وإنما تختص بالبحث عن العلاقة التكاملية بين أنظمة المكافحة المختلفة المستخدمة بالفعل.
ولفتت أستاذ متفرغ بقسم مقاومة الآفات للمبيدات إلى الهدف الأساسي من مفهوم المكافحة المتكاملة، موضحةً أنه يرنو إلى الحفاظ على مكونات البيئة وصحة الإنسان في المقاوم الأول، بالإضافة للتخلص من الكائنات الضارة، التي تشكل تهديدًا مباشرًا لمنظومة الأمن الغذائي والزراعي.
المعيار الأساسي لنجاح برامج المكافحة
تناولت “عياد” لب استراتيجية المكافحة المتكاملة، والذي يعتمد على تطبيق أكثر من طريقة بالتنسيق فيما بينها، للاستفادة من مميزات كل منها، في تحقيق الهدف الأسمى، وهو تقليص تعداد الآفات، والهبوط بها إلى معدلاتها الدنيا، للحيلولة دون استخدام المبيدات الكيميائية.
وأكدت “عياد” أن المعيار الأساسي لنجاح استراتيجية المكافحة المتكاملة، يعتمد بالأساس على تحديد نوع الآفة، ومعرفة سلوكياتها، والتي تفصل بينها وما عداها من الآفات، وهي المسألة التي تحسم إلى حد كبير، اختيار طرق التعامل معها على النحو الصحيح.
مفتاح النجاح
أسئلة تبحث عن إجابة
سلطت الأستاذ المتفرغ بالمعمل المركزي للمبيدات الضوء على أهم المعلومات الواجب توافرها حول الحشرة التي ستتم مكافحتها، وفي مقدمتها “نوع الآفة، تعدادها ودرجة انتشارها، دورة حياتها، الأعداء الطبيعية لها بالحقل، مدى خطورة الإصابة التي تحدثها”.
وأشارت “عياد” إلى أن تواجد الآفات بالحقل يمثل أمرًا طبيعيًا، مادام في الحدود المقبولة التي يفرضها التوازن البيئي “natural balance”، والذي يحمل في المقابل دورًا ملموسًا للأعداء الحيوية، التي تحد من تكاثرها، فيما يؤشر فشل الأخيرة في القيام بدورها، إلى ضرورة التدخل وتنفيذ بعض الإجراءات التي تعيد الأمور إلى نصابها الصحيح.
خطوات المكافحة المتكاملة
“الطفيليات والمفترسات”.. خط الدفاع الأول
تابعت “عياد” حديثها، مؤكدًة أن اللجوء إلى استخدام المبيدات يعد آخر طرح يمكن اللجوء إليه، بعد استنفاذ كافة الوسائل المتاحة، والتي تبدأ بالأعداء الحيوية الموجودة بالبيئة مثل الطفيليات والمفترسات.
الممرضات
الخطة “ب”
أوضحت أنه يمكن اللجوء إلى “الممرضات”، كالفيروسات والبكتيريا والفطريات، وذلك حال فشل “الطفيليات والمفترسات” في أداء الأدوار الموكلة إليها، بالقضاء على الآفة الضارة التي تشكل تهديدًا للمحاصيل الزراعية.
فوائد الالتزام بالدورة الزراعية
شددت الأستاذ المتفرغ بالمعمل المركزي للمبيدات على مدى أهمية التزام المزارعين بتطبيق بعض المعاملات الأساسية، التي تساهم في تقليص فرص ونسب انتشار وتوحش الآفات الموجودة بالتربة، وفي مقدمتها تطبيق برنامج الدورة الزراعية، وتنويع المحاصيل التي تتم زراعتها، دون الإصرار على محصول بعينه، لما لهذه المسألة تبعات سلبية.
معاملات الحرث واختيار الصنف الملائم
أوصت “عياد” جموع المزارعين بتطبيق الاشتراطات والتوصيات الفنية، التي تساهم في الحد من درجة انتشار الآفات، وأهمها تنفيذ معاملات الحرث العميق للقضاء على العذارى المختبئة داخل التربة، مع اختيار نوع الصنف المعتمد والمقاوم للإصابة.
المسافات البينية
شددت “عياد” على ضرورة الالتزام بالمسافات البينية الفاصلة بين النباتات، لافتةً إلى تبعات إهمال تطبيق التوصيات الفنية الواردة بشأنها، والتي تضاعف الكثافة النباتية، مع ما يترتب عليها من تهيئة البيئة الملائمة لانتشار الآفات.
معاملات الري والتسميد والمقاومة اليدوية
أكدت “عياد” أن الالتزام بتطبيق معاملات الري والتسميد المنضبطة وفقًا للمقررات الموصى بها، يعد أحد الأسباب الهامة التي تحول دون ظهور مشاكل الإصابة بالآفات وانتشارها في المحاصيل الزراعية المختلفة، لافتةً إلى حتمية العودة إلى المعاملات اليدوية التقليدية المتعارف عليها، وأبرزها إزالة الحشائش والتخلص من اللُطع.