المكافحة البيولوجية لأي آفة زراعية أو حشرية، واحدة من أفضل الوسائل التي يُمكن اتباعها، نظرًا لنتائجها الإيجابية العالية، وعدم وجود أي أضرار- بيئية أو اقتصادية أو صحية- جراء استخدامها، وهي النقطة المحورية التي ارتكزت عليها خطة التخلص من ورد النيل في مصر.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور وائل الحضري، مُقدم برنامج “نبض الزراعة”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور يحيى حسين فياض – أستاذ المكافحة الحيوية بمركز البحوث الزراعية – ملف ورد النيل بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على طُرق مُكافحته والتخلص منه والحد من انتشاره داخل الترع والمصارف والمسطحات المائية.
ورد النيل
نبذة تاريخية وتعريفية عن أسباب انتشاره
في البداية قدم الدكتور يحيى حسين فياض نبذة تعريفية وتاريخية عن طريقة انتشار ورد النيل في مصر، مؤكدًا أن الظهور الأول له كان في عهد محمد علي باشا، حينما تم إهداؤه هذا النبات، لاستخدامه في تزيين حديقة قصره الخاصة المُطلة على النيل- كلية زراعة عين شمس حاليًا- لينتشر بعدها داخل أغلب المجاري المائية للقُطر.
ولفت أستاذ المكافحة الحيوية إلى أن أمريكا الجنوبية والوسطى تُعد الموطن الأصلي لهذا النبات، مؤكدًا على سرعة تكاثره، حيث يتضاعف كل 11 يومًا، ما يجعله ينتشر بدرجة قياسية وفي فترات زمنية قصيرة للغاية.
وسائل مكافحة ورد النيل التقليدية
3 وسائل لم تؤتي ثمارها
سلط “فياض” الضوء على طُرق المُكافحة التقليدية المُستخدمة للقضاء على ورد النيل، والتخلص منه والحد من انتشاره داخل الممرات والمسطحات المائية، والتي قسمها إلى ثلاثة أقسام:
1. المكافحة اليدوية
2. المكافحة الميكانيكية باستخدام المُعدات في المساحات التي تتعدى 0.5 كم
3. المكافحة الكيميائية بمبيدات الحشائش
قرار حظر المكافحة الكيميائية لورد النيل
الخلفيات والأسباب
كشف أستاذ المكافحة الحيوية بمركز البحوث الزراعية أن الطريقة الأخيرة كانت تعتمد على رش المبيدات الكيميائية باستخدام الطائرات في المناطق الشمالية، لافتًا إلى أن هذه الطريقة أدت لكوارث بيئية خطيرة، ما دعا لإصدار قرار جمهوري عام 1990 يحظر ويمنع اللجوء إليها أو استخدامها في المسطحات المائية.
وأوضح أن القرار الجمهوري الصادر بمنع استخدام المبيدات الكيميائية في المسطحات المائية، أدى للاقتصار على المكافحة الميكانيكية واليدوية، وغالبًا ما كان المُزارعين يلجأون إلى الطريقة الأخيرة لتطهير الترع والقنوات المائية الواصلة إلى حقولهم، دون دراية بالأصول العلمية الصحيحة للتخلص منها، ما أدى لتضاعف أعداد هذا النبات بشكل كبير منذ عام 1990.
المُكافحة البيولوجية لورد النيل
تفاصيل اكتشاف الأعداء الطبيعية لهذا النبات
استرجع الدكتور يحيى حسين فياض السبيل الذي قاده لاكتشاف طُرق المكافحة البيولوجية لـ”ورد النيل”، مُشيرًا إلى أنه قضى ستة سنوات كاملة، في التحضير لرسالة الدكتوراة الخاصة به، والتي كانت تتمحور حول سُبل استخدام الحشرات لتحقيق هذا الغرض.
وأوضح أن الصدفة وحدها قادته لطرف الخيط، خلال تنفيذ أحد بروتوكولات التعاون مع أساتذة جامعة فلوريدا الأمريكية، والتي كانت تُعاني من انتشار ورد النيل في مجاريها المائية بكثافة شديدة، ما دعاهم للتوجه للموطن الأصلي لهذا النبات.
وأكد أن الدراسات المُكثفة قادتهم إلى وجود عدد من الأعداء الطبيعية، التي تتغذى على ورد النيل بوصفه عائلها الطبيعي الوحيد، دون أي مخاطر لانتشارها على أي محاصيل أو نباتات أخرى، وهو الخيط الذي التقطة فريق العمل البحثي المُشترك، ليكثف من جهوده، في سبيل التأكد من عدم وجود احتمالات تؤدي لتحول هذا العدو الطبيعي إلى آفة في حد ذاته.
المكافحة البيولوجية لورد النيل
اختبارات إضافية ونتائج قياسية
أشار “فياض” إلى أنه عرض كافة المحاصيل والنباتات المُتاحة، التي يُمكن أن تكون عائلًا بديلًا لهذه الحشرات والأعداء الطبيعية، لافتًا إلى أن الأبحاث والتجارب المُستمرة أكدت جميعها استحالة وجود أي ضرر اقتصادي أو بيئي أو صحي من اطلاقها وإكثارها، وهي النتيجة التي عجلت باعتماد طُرق المكافحة البيولوجية لورد النيل.
المكافحة البيولوجية لورد النيل
نتائج مبهرة
نجحت المكافحة البيولوجية لورد النيل في تقديم حل ناجع وفعال لعلاج هذه المُعضلة، التي مثلت تهديدًا حقيقيًا للأمن المائي وهدرًا كبيرًا لمواردنا المائية المُتاحة على محدوديتها، بنسبة نجاح جاوزت حدود الـ95%، وعالجت القصور الذي شاب الاعتماد على الوسائل التقليدية، التي ضاعفت من حجم الأزمة دون القضاء على هذا النبات الضار بالبيئة والصحة العامة.
موضوعات قد تهمك
محصول البصل .. 10 توصيات فنية خلال شهر ديسمبر
حشائش محصول البصل.. طرق مُكافحتها وأفضل المبيدات الموصى بها
إقرأ أيضًا
دودة الحشد الخريفية.. 4 خطوات لحماية محصول القمح من هذه الآفة
محصول القمح.. التوصيات الفنية لمُعاملات الري وأبرز المحاذير والأخطاء الشائعة
لا يفوتك
محصولي القصب والبنجر.. أهم المُعاملات الزراعية في فصل الشتاء