الأشجار الخشبية والغابات واحدة من ركائز إحداث التوازن البيئي المطلوب، وعامل هام ومؤثر في امتصاص الغازات المسببة للاحتباس الحراري، ما يعزز خطط الاهتمام بها، والتشجيع على زراعتها في غالبية دول العالم، لتقليل التداعيات السلبية الناجمة التغيرات المناخية.
وخلال حلولها ضيفةً على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناولت الدكتورة مها فاروق – رئيس قسم بحوث الغابات والأشجار الخشبية بمعهد بحوث البساتين، مركز البحوث الزراعية – هذا الملف الهام بالشرح والتحليل.
دور قسم الغابات والأشجار الخشبية
في البداية تحدثت الدكتورة مها فاروق عن قسم بحوث الغابات والأشجار الخشبية بوصفه أحد أقدم الأقسام بمعهد بحوث البساتين، وذلك قبل نشوء هذا الصرح بشكله المتعارف عليه حاليًا، حيث كان يسمى في حينها “مصلحة البساتين”.
وأوضحت أن الغابات والأشجار الخشبية لها علاقة مباشرة بالمزارعين، على عكس ما هو شائع بين العامة من غير المتخصصين، مدللةً على صحة وجهة النظر تلك، بنموذج توضيحي بسيط، وهو اعتياد المزارعين على تثبيت جسور الترع والمصارف بواسطة الأشجار، كأفضل الحلول المتاحة في ذلك الوقت.
محاور عمل القسم
تطرقت “فاروق” إلى طبيعة عمل القسم، موضحةً أنها كانت تنقسم لمحورين رئيسيين، الأول يختص بالجانب الفسيولوجي، الذي يهتم بطبيعة التربة الملائمة لزراعة الأشجار الخشبية، ومدى تحملها للملوحة والجفاف، والنوع المناسب لكل تربة، بالإضافة لتجارب التقييم على التي كانت تتم على مستوى الجمهورية.
وأشارت إلى الشق الثاني الذي تقوم عليه أبحاث القسم، فيما يخص الجانب التصنيعي، وأفضل أنواع الأشجار الخشبية التي يمكن الاعتماد عليها، وسبل تطويعها لمختلف الأغراض، كل على حسب ما يناسبه ويصلح له.
وأضافت أن مهام قسم الغابات والأشجار الخشبية توسعت بعد ذلك، ليضاف إليها عدة تخصصات، وفي مقدمتها حفظ الأصول الوراثية، وزراعة الأنسجة، وأفضل التقنيات التي يمكن الاعتماد عليها، لإنتاج شتلات نقية عالية الجودة، ومقاومة للإصابة بالأمراض.
وأكدت أن المنتجات غير الخشبية للغابات، تعد من ضمن أبرز الملفات التي يهتم بها القسم، علاوة على الاهتمام بشكل أكبر باستكشاف أفضل طرق الإكثار، سواء بـ”العقلة أو البذرة”، للأنواع الهامة والنادرة، التي توشك على الانقراض.
مكاسب بيئية واقتصادية واستخدامات صناعية
كشفت “فاروق” عن أهم أهداف قسم الغابات والأشجار الخشبية، والمتمثلة في تحسين الظروف البيئية، وإصلاح الخلل الناجم عن زيادة معدلات الغازات المسببة للاحتباس الحراري، بالإضافة لإيجاد مصدر يدر دخلًا اقتصاديًا متصاعدًا، مع تقليل كلفة استيراد الأخشاب والمنتجات غير الخشبية كـ”الورق، عجينة الورق”.
وضربت مثالًا بسيطًا للتعريف بمدى أهمية الغابات، مؤكدةً أنها مصدر رئيسي لاستخلاص المادة الفعالة، للعديد من المنتجات الطبية والعلاجية والدوائية، ما يبرر حجم الهلع الذي تصاب به غالبية دول العالم الرائدة في هذا المجال، عند نشوب حرائق الغابات.
الزراعة الطولية.. “الحل السحري”
قدمت “فاروق” طرحًا للاستفادة من مزايا زراعة هذا النوع من الأشجار، دون الجور على المساحات الزراعية المخصصة لأي محصول، وذلك عن طريق الاستعانة بالتجربة البلجيكية والفرنسية، والتي استغلت كافة الممرات والطرق الرئيسية فيما يعرف بـ”الزراعة الطولية”.
وعرضت إلى جانب آخر يمكن الاستعانة فيه بالأشجار الخشبية، كعلاج فاعل لبعض المشاكل التي تواجه الزراعة المصرية، ومنها “ارتفاع مستوى المياه الأرضية”، لافتةً إلى إمكانية استغلال أشجار الكافور، المعروفة بشراهتها للمياه، كأحد الحلول السحرية لهذا الملف.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
مستقبل زراعة الغابات والأشجار الخشبية في مصر
موضوعات قد تهمك..
مخلفات دودة القز والعذراوات.. 4 مكاسب اقتصادية من إعادة تدويرها كـ”علائق”
بدائل الأعلاف.. 3 فوائد مباشرة لاستخدام “أوراق التوت” كعلائق للدواجن
أوراق التوت.. نتائج مذهلة لاستخدامها كعلائق للماعز والجديان