المعاملات الفنية لمحصول القطن واحدة من أهم الخطوات التي يتوجب القيام بها وفقًا للتعليمات الصحيحة المُنظمة لمثل هذه الإجراءات، للوصول لأفضل النتائج على مستوى حجم الإنتاجية المُتوقعة وجودة المحصول، وهي المعلومات التي ينبغي العمل على نشرها والتأكيد عليها من آن لآخر بين جموع المُزارعين.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المُرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور مصطفى عطية عمارة – رئيس بحوث قسم المُعاملات الزراعية – عن المعاملات الفنية لمحصول القطن، والطُرق المُثلى لتنفيذها وفقًا للتوصيات الواردة بهذا الشأن، في سبيل الحصول على أفضل النتائج المُتوقعة، بحلول موعد الحصاد بنهاية الموسم.
المعاملات الفنية لمحصول القطن وفوائد زراعة الذهب الأبيض
في البداية عدد رئيس بحوث قسم المُعاملات الزراعية الفوائد التي تجنيها الأرض من زراعة محصول القطن، والتي أدركها المُزارع المصري من قديم الأزل، وفي مقدمتها تحسين التُربة، وزيادة قدرتها على التنفس، علاوة على مدها بالعديد من العناصر الأساسية اللازمة للنمو، وإتمام العمليات الحيوية الضرورية.
وأوضح أن جذور محصول القطن الوتدية، تصل إلى أعماق تتجاوز الـ3 أمتار، حال عدم وجود أي عوائق، فيما تفتح مُتنفسًا عرضيًا لنفسها، إذا استعصى عليها شق التُربة بحثًا عن الماء، ما يؤدي لتحسين خواص التُربة، وزيادة قدرة الرقعة الزراعية على استقبال المزيد من المحاصيل.
الذهب الأبيض.. طفرة غير مسبوقة على صعيد التوسعات الأفقية
ولفت إلى الطفرة الكبيرة التي حققها الذهب الأبيض خلال الفترة الأخيرة، والتي أرجعها لزيادة الطلب العالمي على القطن المصري، وكسرت كل التابوهات الاقتصادية المعروفة، التي أكدت جميعها على أن زيادة المعروض يُقابلها بالتبعية انخفاض الطلب، فيما كانت المحصلة والنتيجة النهائية على عكس كل التوقعات.
وكشف “عمارة” عن إجمالي المساحة المُنزرعة بمحصول القطن، والتي وصلت إلى 85 ألف فدان طبقًا لأخر الإحصاءات الرسمية، موضحًا أن التوقعات تُشير إلى إمكانية تخطي حاجز الـ350 ألف فدان، انتظارًا لحصاد الزراعات المُتأخرة.
وأرجع هذه الزيادة والتوسع الأفقي لمحصول القطن، إلى العوائد الاقتصادية المُرضية، والحوافز المُغرية التي جناها المُزارعين خلال المواسم الأخيرة، ما شجعهم على التوجه إلى زراعة الذهب الأبيض، سعيًا لتعظيم مكاسبهم وتحسين مدخولاتهم.
المعاملات الفنية لمحصول القطن خلال الفترة ما بين 15 مارس و1 مايو
قدم “عمارة” روشتة المعاملات الفنية لمحصول القطن، الذي تمت زراعته خلال الفترة ما بين 15 مارس و1 مايو، بوصفها الفترة الأمثل لزراعة الذهب الأبيض، للوصول إلى أفضل النتائج المُتوقعة، التي يمكن حصادها بالنسبة للمُزارعين.
وأوصى بمعاملة البذور بالمُطهرات الفطرية وأبرزها الجاوشو والموسرين، بمعدل 100 جرام للفدان، قبل بدء أعمال الزراعة، والتي تُتيح حماية للنبات خلال الستين يومًا الأولى، وللحيلولة دون انتشار الأمراض الفطرية، الناتجة عن انخفاض درجات حرارة الجو خلال فترة المساء والليل، والتي تؤدي لتنشيط البكتيريا والفطريات، وإصابة النبات بـ”الذبول الفيوزارمي”، ما يترتب عليه خنق البادرات وموتها.
المعاملات الفنية لمحصول القطن.. علاج “الذبول الفيوزارمي”
نصح “عمارة” باستخدام المبيدات الفطرية، والتي يتم رشها مباشرة على التربة، لتعزيز مقاومة النبات ضد مرض “الذبول الفيوزارمي”.
المعاملات الفنية لمحصول القطن.. خطأ شائع عند تنفيذ الري
لفت “عمارة” إلى بعض الأخطاء التي يقع فيها مُزارعي القطن، وأبرزها تأخير “رية المُحاياه” عن موعدها الأمثل خلال الـ10 أيام الأولى من بدء الزراعة، ما يؤدي لتسخير كامل طاقة النبات للبحث عن الماء على أعماق بعيدة داخل التربة، وهو الأمر الذي ينعكس بالسلب على معدل نموه فوق سطح الأرض.
وكشف عن الأثر السلبي الأكبر الذي يقع على النباتات جراء تأخير “رية المُحاياة”، والتي تؤدي لتكوين شبكة جذور أرضية قوية، ما يجعلها تمتص نسبة أكبر من مياه الري، والتي تتجلى في صورة نموات خضرية زائدة عن حدودها الطبيعية، على حساب المجموع الثمري المُتوقع.
موضوعات ذات صلة:
مكافحة آفات بادرات القطن.. أضرار خطيرة لاستخدام المبيدات “تعرف عليها”
المعاملات الفنية لمحصول القطن.. تأخير عملية الخف
شدد الدكتور مصطفى عطية عمارة على أهمية قيام المُزارعين بعملية الخف، موضحًا أن أغلبهم يعمد إلى زراعة القطن طبقًا لقاعدة “الكبشة”، والتي تستهدف وضع بذور تُعادل قبضة اليد في الجورة الواحدة، على عكس التوصيات الفنية الواردة بهذا الشأن، والتي تؤكد على ضرورة ألا يتجاوز العدد المسموح حدود الـ7 بذرات.
وأوضح أن الموعد الأمثل للقيام بعمليات الخف، والتخلص من الإنباتات الزائدة، بعد انتخاب البادرات الأقوى، والتي تتم بمجرد ظهور أول ورقتين حقيقيتين على النبات بعد الورقات الفلقية.
التسميد الموصى به
أكد “عمارة” على ضرورة القيام بمُعاملات التسميد وفقًا للتوصيات الواردة في هذا الشأن، والتي تُحتم توفير السماد الآزوتي، بمعدل 60 وحدة، وبما يُعادل من 3 إلى 4 شكائر، على حسب نوع السماد المتوافر، سواء كان نترات أمونيوم أو كبريتات، فيما ينخفض هذا العدد إلى 2 شيكارة حال استخدام اليوريا، على أن يتم تقسيم الوحدات المُستخدمة على دفعتين، الأولى مع الرية الثانية، والجزء المتبقي مع الرية التالية، مع تنفيذها بطريقة “التكبيش”، على أن تتبعها عملية الري مُباشرةً، للحيلولة دون تحجر السماد، وعدم استفادة النبات منه بالشكل المطلوب.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
الاحتباس البولي في الماشية الأسباب والأعراض وطرق العلاج
أبرز الأخطاء الشائعة.. “بدر” السماد
ألقى الدكتور مصطفى عمارة الضوء على أبرز الأخطاء الشائعة عند تنفيذ المعاملات الفنية لمحصول القطن والخاصة بطريقة توزيع السماد المُستخدم، موضحًا أن البعض يلجأ إلى توزيع إجمالي الوحدات المطلوبة على دفعة واحدة، ترشيدًا للنفقات الخاصة بالعمالة، مُكتفيًا ببدر السماد بشكل عشوائي، دون الالتزام بالتعليمات الواردة بهذا الشأن، ما يؤدي لتوزيع غير مُتماثل أو متجانس، للعناصر الغذائية الضرورية، اللازمة لإتمام العمليات الحيوية بشكلها الأمثل.
أبرز الأخطاء الشائعة.. “سرسبة” السماد في بطن الخط
تناول “عمارة” شكلًا آخر من الأخطاء التي يتركبها بعض مُزارعي القطن، ومنها “سرسبة” السماد داخل بطن الخط، ما يؤدي لإهدار قسط كبير، بشكل يتجاوز الحدود المقبولة، دون تحقيق العائد المُنتظر منها، بما يضر بمساحات كبيرة من المحصول.
وشدد على ضرورة الانتهاء من معاملات التسميد قبل الوصول لمرحلة التزهير، لتلافي الوصول لزيادة مُعدلات النمو عن حدودها المُثلى، ما يؤدي لضعف عام للنبات، وعدم قدرته على تحمل هذه الزيادة غير المُتوقعة.
إقرأ أيضًا:
الحشرات الثاقبة.. أبرز 3 أضرار على “القطن” وسُبل تقليل مُعدل الخسائر