المشروع القومي لإنتاج الهجن المحلية، أحد الملفات التي توليها الدولة اهتمامًا كبيرًا، في سبيل الوصول لسلالات جديدة من المحاصيل، التي يمكنها تحمل الظروف المُناخية القاسية، دون الإضرار بمخططات تدبير وتأمين احتياجاتنا الغذائية على مدار العام، وبالشكل الذي يضمن تحقيق أهداف التنمية المُستدامة للأجيال القادمة.
وخلال حلوله ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مُقدم برنامج “صوت الفلاح”، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور محمد غريب، الباحث بقسم بحوث الزراعات المحمية، بمعهد بحوث البساتين، عن ملف التغيرات المناخية ودور البرنامج القومي لإنتاج الهجن المحلية والسلالات الجديدة، في مُقاومة مثل هذه الظروف القاسية.
المشروع القومي لإنتاج الهجن المحلية.. أهدافه وأهم محاوره
في البداية تحدث الدكتور محمد غريب عن البرنامج القومي لإنتاج الهجن المحلية، ودوره المأمول في الحد من الآثار والتداعيات السلبية الخاصة بالتغيرات المناخية، في سبيل تأمين احتياجاتنا وحماية الأمن الغذائي القومي.
واستطرد أستاذ معهد بحوث البساتين شرحه لأهداف البرنامج القومي لإنتاج الهجن المحلية، موضحًا أنه يعمل على توفير سلالات جديدة ذات مواصفات عالية الجودة، علاوة على توجيهات القيادة السياسية، بضرورة العمل على إنتاج تقاوي مُقاومة للتغيرات المُناخية، مع زيادة قدراتها الإنتاجية.
موضوعات قد تهمك:
مبادرة الابتكار الزراعي للمناخ.. أهدافها وأسباب المشاركة المصرية
ولفت الدكتور محمد غريب إلى أن التغيرات المُناخية الحادة، دعت الجهات البحثية المُتخصصة، للإسراع في مخططات وبراج إنتاج تقاوي وسلالات جديدة، مُقاومة للظروف المُعاكسة، التي تعوق إتمام عمليات النمو بشكلها الطبيعي المُعتاد.
وضرب المثل بمحصول الطماطم الذي لا يستطيع إتمام عمليات العقد في درجات الحرارة المُرتفعة، حيث أن الشائع عن هذا النبات هو أنه يتمم عمليات النمو في ما بين 30 إلى 32 درجة مئوية، موضحًا أن تخطي هذا الخط الفاصل يؤدي لإجهاض الجنين، ومن ثم ضياع المحصول.
لا يفوتك.. إنتاج الاصناف وأهم المعاملات الزراعية لقصب السكر
المشروع القومي لإنتاج الهجن المحلية وعلاقته بالتغيرات المناخية
وأكد أن مثل التغيرات المُناخية الحادة والظروف المُعاكسة دعت لضرورة إيجاد البدائل والهُجن التي يمكنها يحمل ارتفاع درجات الحرارة أو انخفاضها، والأمر عينه بالنسبة لدرجة مقاومتها لباقي العوامل المؤثرة في عمليات الإنتاج والنمو مثل الجفاف والملوحة.
وأوضح أن المشروع القومي لإنتاج الهجن المحلية يقوم على الإتيان بسلالات جديدة وتهجينها للوصول إلى إنتاج تقاوي محلية تتماشى مع التغيرات المُناخية الحادة والمُفاجئة، لإتمام مشروعات التنمية الزراعية، وتحقيق النتائج المأمولة منها.
إقرأ أيضًا:
صناعة العسل.. أثر متبقيات المُبيدات وموقعنا على خريطة التصدير العالمية
وكشف الدكتور محمد غريب أن الحصول على “الأباء الهجن” يتأتى عن طريق بنوك الجينات، التي تتعاون فيها مصر مع كافة دول العالم، في سبيل الحصول على أصول جديدة يتم تهجينها واختبارها معمليًا، قبل إدراجها وتكويدها وتصنيفها، بعد اجتيازها للاختبارات والظروف المُناخية الخاصة بنا، في سبيل تعميمها داخل أجندة وبرنامج الزراعة المصري.
وشدد إلى أن نجاح الهجين في بلد ما، لا يعني تحقيقه نفس القدر من النجاح بدولة أخرى، نظرًا إلى أن إنتاج التقاوي يرتبط بالظروف المُناخية الخاصة والسائدة في مكان بعينه، لافتًا إلى أهمية المشروع القومي لإنتاج الهجن المحلية، والذي يتيح فُرصة تعديل الصفات الوراثية للمحاصيل كلما سنحت الفُرصة، بما يتيح مرونة أكبر في مواكبتها للتغيرات الطقس الحادة، والتي باتت هي السمة الغالبة للأرض.