صناعة التمور في مصر والمستقبل الاقتصادي لها كتب عنها الدكتور أحمد حسن أبوشامة عبد الصادق الباحث بقسم الدراسات الاقتصادية بمركز بحوث الصحراء في عدد شهر أكتوبر 2020 من الصحيفة الزراعية
للتمور عدد كبير من الفوائد الصحية للجسم والشعر والبشرة منها أنها تحتوي علي نسبة كبيرة من الحديد مما يجعله من أهم العلاجات الرائعة للتخلص من الأنيميا ويوجد به الكثير من الفيتامينات والمعادن التي تعمل علي زيادة مناعة الجسم ، ومقاومته للأمراض المختلفة ، ويعد من المواد الغذائية المتكاملة حيث يمكن الاعتماد عليه كغذاء يومي دون الحاجة إلي أي أغذية أخري ، كما يحتوي التمر علي نسبة عالية من الألياف تجعله من الأطعمة المغذية والمشبعة ، ويحتوي علي العديد من مضادات الأكسدة مما يجعله مقاوماً للأمراض السرطانية والأورام بحسب الدراسة عن صناعة التمور في مصر .
صناعة التمور في مصر ..تفاصيل مناطق زراعة المحصول وأصنافه
ويعتبر التمر من الاطعمة التي تمد الجسم بالطاقة لاحتوائها علي الكربوهيدرات. ونسبة من البروتين حيث تحتوي التمرة الواحدة متوسطة الحجم علي نحو ۲۰سعر حراري مما يجعل التمر من الأغذية التي تسبب السمنة رغم طعمها الحلو ، ويفضل تناول الإفطار علي سبع حبات من التمر في شهر رمضان أو في الصيام حتى تعوض الجسم الفاقد من المعادن طول اليوم.
ويعد نخيل البلح من أهم وأقدم أشجار الفاكهة في مصر، وتنتشر زراعته في محافظات الوادي الجديد ومطروح وشمال وجنوب سيناء والبحر الأحمر ، والنوبارية وتوشكي وشرق العوينات والأراضي المستصلحة حديثا بجميع محافظات الجمهورية فضلا إلي بعض مناطق مشروع المليون ونصف المليون فدان ، وخاصة المرحلة الأولي من الأراضي التي تم طرحها علي الشباب وصغار المزارعين والمستثمرين. وتساعد الظروف المناخية من مناخ صحراوي إلي شبه صحراوي إلي مناخ البحر الأبيض المتوسط في تحديد الأصناف الملائمة والتي يمكنها تحقيق إنتاج جيد مما يتيح لمصر إنتاج مختلف أصناف التمر بكفاءة عالية يتحقق معها الميزة النسبية التي تمكنها من المنافسة في الأسواق العالمية للتمور وتعد محافظة الجديد الأولي في إنتاج التمور، وتزخر بمختلف أنواع التمور التي تتجاوز 13 صنفا بنسب مختلفة ، كما يوجد بالمحافظة ما يقرب من ٢ مليون نخلة مثمرة علي مساحة 19 ألف فدان ، ويتواجد نحو 56 مصنعاً ووحدة تصنيع ، وبلغ إنتاج محافظة الوادي الجديد لعام ٢٠١٧/ ٢٠١٨م نحو 45 ألف طن من التمور الخام من أعلي الأصناف جودة ، ويحتل مجمع التمور بمدينة الخارجة المركز الأول من حيث كمية الإنتاج حيث تبلغ الطاقة الإنتاجية للمجمع نحو 5000 طن كل عام ، ويتم تصنيع ۱۵۰۰طن خلال موسم الحصاد ، ويعتبر أكبر مجمع لإنتاج وتصنيع التمور تم إنشاؤه عام 1963 ثم تحول عام ٢٠١٠م إلي مجمع تمور الوادي الجديد بمنحه من وزارة التعاون الدولي بقيمة بلغت نحو ٢٠ مليون جنيه لتطوير صناعة البلح بالمحافظة وتم تنفيذه علي عدة مراحل ويتكون المجمع من مصنعين الأول لتصنيع وتعبئة البلح والثاني مصنع عسل البلح ، وبلغت تكلفة إنشاؤه نحو 5 مليون جنيه من منحة وزارة التعاون الدولي. حيث يتم بيع البلح الخام الطن الواحد 16 ألف جنيه ، كما يقوم المجمع بإنتاج نحو 55 صنف من التمور المصنعة و4 أصناف من عسل البلح عالي القيمة بسعر الغذائية ، واشتهرت محافظة الوادي الجديد بالعديد من الصناعات ومنها صناعة الأرابيسك المصنوع من
سعف النخيل وله شهرة عالمية لجودته العالية ، ودقة ومتانة صنعه ، وصناعة الخوص وتعد هذه الصناعة.
من أقدم وأهم الصناعات في المحافظة، وكذلك صناعة الوقود الحيوي والأعلاف الحيوانية وصناعة الزيوت وبدائل السكر ، وتتجه المحافظة للاستفادة من مخلفات النخيل في إنتاج أعلاف الدواجن ، والتي تقدر بنحو 105 ألف طن سنوياً مخلفات ، للتوسع في إنتاج م وتربية الدواجن وتحقيق الاكتفاء الذاتي من الأعلاف بالمحافظةوخلق فرص عمل امام شباب المحافظة مما
سيحقق عائد تنموي واقتصادي وبيئي كبير. وتعتبر لمحافظة أسوان الريادة في إنتاج التمور في الوطن العربي ، وثاني أكبر محافظة بعد الـوادي الجديد في إنتاج التمور ، وتشتهر بإنتاج التمور الجافة ا في حين تشتهر الوادي الجديد بإنتاج التمور الرطبة ، ة وبلغ عدد النخيل في محافظة أسوان نحو مليون و850 ألف نخلة ، والمثمر منها نحو مليون و90ألف نخلة تنتج ا نحو 100ألف طن بلح ، ويعتبر مركزنصر النوبة اكبر ة المراكز في انتاج البلح بعددبلغ نحو570الف نخلة يليه مركز ادفو بعدد بلغ نحو 415الف نخلة ثم مركز كوم إمبو بعدد 350 ألف نخلة ، يليه مركز دراو بعدد ۲۸۵ ألف نخلة ، ومركز أسوان بعدد 185 ألف نخلة ، ويتواجد
علي ضفاف بحيرة ناصر نحو 1650نخلة. وقد ارتبطت سيناء بصفة عامة ومدينة العريش بصفة خاصة بزراعة وإنتاج النخيل ، وتمتلك العريش ، شاطئ النخيل ، الذي يتباهي نخله بالصمود أمام ه مياه البحر المالحة اعتزازاً وفخراً بأرضه ومصريته ، ويوجد بمحافظة شمال سيناء نحو 400ألـف نخلة تتراوح أعمارها ما بين 50 150 عام ، وقد ازدادت ة أهمية النخيل اقتصاديا واجتماعيا وبيئيا وسياحياً ت علي مدي السنوات المتعاقبة ، ومن الجدير بالذكر أنه تم إنشاء مزرعة أنسجة نخيل وهي عبارة عن مشتل يضم نحو 1000فسيلة من الأنواع الجديدة الجيدة لتزرع علي زمام ترعة السلام وتكون نواه لإنتاج فسائل أخري ، وتعميم وإنتشار زراعتها بمختلف أنحاء شمال سيناء ، وخاصة في مركز بئر العبد ، باعتبار ة أن النخيل يمثل دخلا رئيسيا للأسر ، والتي يقوم أفرادها بإنتاج أصناف مختلفة ، ويتم إعداد دورات تدريبية متخصصة لشباب الخريجين الراغبين في تربية وإنتاج النخيل للعمل علي توفير فرص عمل لهم وللحد من مشكلة البطالة.
ويتواجد في مصر 15 صنفا من التمور وتعد الأكثر انتشارا ويتم تصنيفها كما يلي: الأصناف الرطبة (التي تؤكل وتستهلك ثمارها طرية)
وأهمها : أ ) الحياني : وهو منتشر في الوجه البحري ، ويصل انتاج النخلة المعتني بها إلي نحو ١٧5-٢٠٠كجم يستعمل الرطب في صناعة العجوة ، أو يسوق طازج وهو مرغوب لدي المستهلك المصري ، ويتحمل الجفاف لذا فهو من الأصناف التي تنجح بالأراضي الجديدة بالوجه البحري. ب) الزغلول : وهو من الأصناف التي تكثر زراعته في محافظة البحيرة والإسكندرية ويصل إنتاج النخلة إلي 150كجم مع توافر الظروف البيئية المناسبة ، ويفضل زراعته بالسواحل وبعيدا عن التقلبات الجوية. ج) السماني : ينتشر زراعته في الوجه البحري عموماً وخاصة البحيرة والإسكندرية ويصل إنتاج النخلة إلي 180كجم ويسوق في الطور الأصفر والقليل في الرطب وأحيانا يصنع منه المربات.
د ) الأمهات : ينتشر بالجيزة والفيوم ويصل إنتاج النخلة إلي 175كجم ، ويصنع منه العجوة. هـ) بنت عيشة : تنتشر زراعته في الشرقية والبحيرة ودمياط ، ويصل إنتاج النخلة إلي ٢٠٠كجم ويستخدم في صناعة العجوة. ويوجد أصناف أخـري أعدادها مازالت قليلة مثل (البارحي ، والعرابي ، الكبش ، السرجي ، صفر الدوميين) بعضها أحمر والبعض أصفر وهي غير مؤثرة في الإنتاج لقلة أعدادها ، وقلة دراية المستهلك بها.
٢] الأصناف النصف جافة:
وهي أصناف لا تؤكل ثمارها علي حالتها بل تجفف أو تصنع ، ومن مميزاتها إمكانية تخزين الثمار لعدة شهور بعد إجراء هذه المعاملات وأهم هذه الأصناف: أ ) العمري : وتنتشر زراعته بالشرقية وشمال سيناء وهو من الأصناف التي له مستقبل تصديري لدول أسيا وأوروبا ، وتعطي النخلة 100كجم.
ب) السيوي: ينتشر زراعته بالفيوم والجيزة والواحات والـوادي الجديد وهو من أفضل أصناف التصنيع كعجوة ، ومن أهم الأصناف التصديرية ويزداد الطلب عليه ، ويمكن أن تنتج النخلة 175كجم. ج) العجلاني : ينتشر زراعته بالشرقية وتصنع منه العجوة ، ويصل إنتاج النخلة نحو 85كجم.
ج) العجلاني : ينتشر زراعته بالشرقية وتصنع منه العجوة ، ويصل إنتاج النخلة نحو 85كجم. د ) الحجازي الأبيض: ويتواجد بالواحات والوادي الجديد.
3] الأصناف الجافة :
وتزرع بالأماكن شديدة الحرارة وخاصة محافظات أسوان والوادي الجديد ، والتي تجفف لتخزن لتسوق في المناسبات مثل شهر رمضان والأعياد ومن أهمها انتشارا.
أ ) السكوتي : يصل إنتاج النخلة من 75 – 95 كجم. ب) البرتمودا: يصل إنتاج النخلة من 45 – 75 كجم. ج) الجنديلة: يصل إنتاج النخلة من 30 – 50كجم. وتصدر التمور المصرية إلي أسواق ٤٢دولة مختلفة يأتي علي رأسها أندونسيا والمغرب وماليزيا وبنجلاديش وتايلاند ، كما تم فتح أسواق جديدة بأفريقيا وآسيا وأوروبا ، وصلت إجمالي أعداد النخيل في مصر حالياً نحو ٢٠مليون نخلة ، تنتج ما يقرب من مليون و900 ألف طن تمور سنوياً وحصلت ۲۰۰مزرعة نخيل بواحة سيوة علي شهادة مطابقة للإنتاج العضوي وفقاً للتشريعات المعترف بها دولياً ، مما يفتح المجال لأصحابها في تسويق منتجاتهم بطريقة أفضل وبسعر أعلي ، مما يساعد في تنافسية التمور المصرية علي المستويين الإقليمي والدولي ، وفتح أسواق جديدة لوصول التمور المصرية إلي الأسواق الدولية. وتم إعداد خطة تستهدف النهوض بزراعة وإنتاج النخيل والتمور ، وإقامة عدد من الصناعات التكميلية للإنتاج بمختلف مناطق زراعة النخيل في واحة سيوة والفرافرة والخارجة والمنيا وأسوان ، مع توفير مناطق لوجيستية ترتبط بمختلف موانئ التصدير لزيادة عائد الدولة من إنتاج التمور. وتضم واحة سيوة نحو 700 ألف نخلة تنتج نحو 84ألف طن تمور أي بمعدل ١٢٠كجم/ نخلة ، وبلغت إجمالي المساحة المزروعة بالنخيل في واحة سيوة نحو 5600 فدان ، وتم افتتاح مصنع سيوة للتمور بتمويل من جائزة خليفة الدولية لنخيل التمور بدولة الإمارات لإعادة تأهيل المصنع وتشغيله ، بعد توقف عن العمل استمر لمدة 10سنوات ، وبلغت التكلفة النهائية خمسة ملايين جنيه مصري، وتساهم مشروعات الجائزة في توفير العديد من فرص العمل ، ودعم مشروعات المرأة وزيادة الصادرات المصرية للأسواق العالمية.
ولا تتوقف أهمية التمور ونخيله عند تنمية الصادرات المصرية بل تتعدي ذلك إلي ما نشهده في الآونة الأخيرة من التوسع في تعمير الصحراء في العديد من الأراضي الجديدة (توشكي ، شرق العوينات ، شمال سيناء) ومثل هذه المشروعات تحتاج إلي زراعة أشجار مستديمة للاستفادة منها كأشجار ظل وزينة من ناحية ومصدات رياح من ناحية أخري ، ويعد النخيل من أهم المحاصيل المؤهلة للقيام بهذا الدور لقدرتها علي التكيف مع مناخ تلك المناطق وظروفها ، فهي تنمو جيدا في الأراضي الرملية ، وتتحمل الظروف المناخية القاسية لدرجات الحرارة المرتفعة والمنخفضة علي حد سواء ، بالإضافة إلي الاستفادة من منتجاتها في إقامة العديد من الصناعات التي تفتح المزيد من فرص العمل الجديدة لشباب الخريجين. لذا لابد من توفير العديد من الدورات التدريبية والممثلة في جهاز الإرشاد الزراعي التابع لوزارة الزراعة لتوفير الممارسين المهرة من خريجي المعاهد العليا الزراعية ومدارس الزراعة من أجل التوسع في تطوير الخدمة الخاصة بالنخيل من عمليات التقليم والتلقيح والجمع والتعبئة والفرز والتدريج والتغليف المناسب لكل سوق سواء داخلي أو خارجي حسب متطلباته.
المستقبل الاقتصادي لـ صناعة التمور في مصر
إعداد د. أحمد حسن أبو شامة عبد الصادق
دكتور باحث بقسم الدراسات الاقتصادية – شعبة الدراسات الاقتصادية والاجتماعية
اقرأ أيضا
د. عادل عمران يكتب عن “الحشائش بين صعوبة الاستئصال وإمكانية المكافحة”
شمع نحل العسل .. أبرز استخداماته وفوائده الطبية
لا يفوتك