المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والقاحلة “أكساد”، أحد الصروح العلمية والبحثية المُتخصصة في دراسة أثر التقلبات المناخية على النشاط الزراعي والإنتاجية المتوقعة، مع رصد التغيرات التي تطرأ على المخصصات المائية للدول العربي، ووضع لائحة استرشادية بأهم الخطط والأطروحات التي يُمكن اللجوء إليها لتقليل حجم الضرر.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “الزراعية الآن”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور نصر الدين العبيد – مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والقاحلة “أكساد” – عن هذا الصرح العلمي الكبير وجهوده في سبيل تحقيق الكفاية الإنتاجية.
نبذة تعريفية عن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة
في البداية قدم الدكتور نصر الدين العبيد نبذة مُختصرة عن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والقاحلة “أكساد”، والتي تم إنشائها عام 1968 في العاصمة السورية دمشق، بهدف محاولة إصلاح الخلل الناتج عن التغيرات المناخية، التي أثرت بالسلب على البيئة الزراعية وإنتاجيتها.
وعرف “العبيد” أكساد بأنها منظمة عربية دولية إقليمية تهتم بدراسة المناطق الجافة والقاحلة، والتي كانت تُمثل قُرابة الـ80% من مساحة المنطقة، لافتًا إلى أن المركز يعمل على النهوض بالقطاع الزراعي والاستثمار في هذا المجال.
ولفت إلى أن المركز كان من أوائل الجهات البحثية التي حذرت من الأثر السلبي للتغيرات المناخية على الوطن العربي، والتي ضاعفت مساحة المناطق الجافة والقاحلة والبوادي بالوطن العربي إلى قُرابة الـ97%.
وأشار “العبيد” إلى أن المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والقاحلة سخر كل إمكاناته لحماية الأمن “الغذائي والمائي” بوصفهما وجهان لعملة واحدة، وهي المهمة التي تُمثل تحديًا خاصًا.
أهداف التنمية المستدامة والحق في المياه النظيفة
ركز مدير عام منظمة أكساد على الهدف السادس من أهداف التنمية المستدامة 1530 الذي أقرته الأمم المتحدة، والذي يؤكد أن المياه النظيفة حق أصيل لكل مواطن في العالم، مُشددًا على وجود مسؤولية عالمية مُشتركة تجاه الاستخدام الأمثل لهذه الموارد، وحفظها وصونها للأجيال القادمة.
موضوعات قد تهمك:
الموالح.. (5) ركائز أساسية للارتقاء بإنتاجية الفدان
نتائج دراسة المنظمات المعنية باستخدام المياه وأبرز التوصيات
كشف “العبيد” أن المياه المُستخدمة في الري والمشروعات الزراعية تُمثل من 75 إلى 85% من حجم المياه الطبيعية، فيما تُمثل مياه الشرب الـ15% المُتبقية والمُتاحة للاستخدام، ما دعا لتضافر جهود المنظمات الثلاثة المعنية “أكساد، الفاو، أسكوا”، لإجراء دراسة حقيقية واقعية على 14 دولة، أسفرت عن الوصول لإمكانية توفير وترشيد الاستهلاك بنسبة 50%، عبر عدة تطبيقات وإجراءات واجبة النفاذ في مختلف المجالات “الاقتصادية والاجتماعية والقانونية”.
إقرأ أيضًا:
القطن.. (9) توصيات للزراعات المتأخرة ومخاطر التسميد بـ”السرسبة”
الحمى القلاعية.. 10 أسباب لانتقال عدوى الإصابة بعد إتمام التحصين
الأزمة التركية وحقوق ومسؤوليات دول المنبع والمصب
سلط مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة “أكساد” الضوء على مضمون التوصيات التي تم الوصول إليها عبر الاجتماعات المُكثفة التي جمعت وزراء الزراعة العرب مع الدكتور السيد القصير، والتي شددت على إلزام دول المنبع بعدم المساس بحصص ومخصصات المياه لأي دولة من دول المصب.
وانتقل “العبيد” إلى الأزمة التي سببتها المشروعات والسدود العملاقة التي أقامتها تركيا، والتي أسفرت عن تفاقم أزمة الجفاف بدولتي سوريا والعراق، وتدمير العمق الاستراتيجي للأمن القومي الغذائي بكل منهما.
شاهد:
الجهود المصرية وأهداف التنمية المستدامة
ثمن مدير عام المركز العربي لدراسات المناطق الجافة الجهود المصرية الخاصة باستصلاح الأراضي وإضافة المزيد من المساحات الخضراء، ضمن خطة التنمية المستدامة لحماية الأمن الغذائي، مُشددًا على ضرورة الحصول على كامل الحقوق المائية الخاصة بأرض الكنانة.
مصطلح الفقر المائي.. حقائق وأرقام
عرف “العبيد” مصطلح الفقر المائي والذي يحدد الاحتياجات المائية للفرد بما لا يقل عن ألف متر مُكعب، موضحًا أن الدراسات الاسترشادية التي تم إجرائها عام 1996، كشفت عن وجود ثلاث دول فقط تحت هذا الخط، مُشيرًا إلى حجم التراجع الذي لحق بالمخصصات المائية للفرد، ليرتفع عدد الدول التي تُعاني من ظاهرة الشُح المائي إلى 18 دولة وفقَا لأخر الدراسات.