المراعي البلدية الموجودة على حدود الأراضي، والتي تمثل فاصلًا طبيعيًا بين الحيازات المشتركة للمزاراعين، تمثل أحد أهم الركائز التي تعتمد عليها مشروعات الإنتاج الحيواني لصغار المُربين، الذين يمثلون القوام الرئيسي والغالبية العظمى للثروة الحيوانية في مصر، وهو الأمر الذي يحتاج لتسليط المزيد من الضوء، للتعرف عن قُرب بأوجه الاستفادة منها؟، وأبرز الشروط والتوصيات التي يتم الاحتكام إليها للوصول للنتائج المرجوه منها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور حسن فؤاد جلال – أستاذ تغذية الحيوان بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف المراعي البلدية ومدى إمكانية الاعتماد عليها كأحد مصادر العلف الأخضر، وأبرز الشروط والتوصيات الفنية الواجب اتباعها، لتحقيق الأهداف المرجوة من هذه البدائل الطبيعية، وفي مقدمتها الحفاظ على مُعدلات النمو وجودة الإنتاج، وزيادة هامش ربحية المُربين.
تعريف المراعي البلدية وجواز استخدامها كمصدر للعلف
في البداية عرف الدكتور حسن فؤاد جلال مصطلح المراعي البلدية بأنه تلك النباتات التي تتم زراعتها على حواف الأراضي، لتكون بمثابة الحدود الفاصلة بين الحيازات الخاصة بالمُزارعين، وعادة ما يتم اللجوء إليها كأحد البدائل الطبيعية في مشروعات الإنتاج الحيواني الصغيرة والمحدودة.
ودعم “جلال” وجهة النظر الداعية للاعتماد على المراعي البلدية، الموجودة على الحواف الفاصلة، بين الأراضي والحيازات الخاصة بالمُزارعين، شريطة اتباع الشروط والتوصيات الفنية الواردة بهذا الشأن، للحيولة دون الإضرار بالرؤوس والقطعان التي يتم الاستثمار فيها، كمصدر إضافي واقتصاد موازي للنشاط الزراعي الأساسي.
موضوعات قد تهمك:
اليوريا.. فوائدها وشروط استخدامها في علائق المجترات والحيوانات وحيدة المعدة
التفلة ومخلفات المصانع والأسواق.. أبرز (13) مصدر للعلف والعلائق البديلة
شروط استخدام نباتات المراعي البلدية
لفت إلى أن على رأس هذه الشروط عدم تجاوز النبات أو العلف الأخضر المُقدم للحيوان المرحلة العمرية المُحددة لهذا الغرض، أو الأطوال المُوصى بها لتحقيق النتائج المرجوة من هذه الحلول، التي تمثل خيارًا صحيًا وبديلًا أكيدًا للأعلاف التقليدية المُستخدمة في مثل هذه المشروعات.
وقدم أستاذ معهد بحوث الإنتاج الحيواني حزمة من التوصيات الواردة بخصوص استغلال المراعي البلدية الموجودة على حواف الحيازات الزراعية، كمصدر بديل لـ”الأعلاف الخضراء”، وحصرها في مجموعة من النقاط:
1. ألا يزيد طول العلف الأخضر عن 120 إلى 140 سم
2. فرم النباتات المُقدمة للحيوانات لتسهيل مُهمة هضمها
3. اللجوء إلى تقطيعها بأطوال لا تتعدى الـ4سم حال عدم توافر ماكينات الفرم
إقرأ أيضًا:
العلف والعلائق.. بدائل “غير تقليدية” ونصائح خاصة بالنسبة لـ”السيلاج”
عليقة الجاموس الحلاب.. بـ”الأرقام” طريقة تحضير أول طن من العليقة
الغاب والحلفا.. صلاحيتها كـ”علف” وأهم الخطوات الواجب اتباعها قبل الاستخدام
التفسير العلمي وأبرز التوصيات الفنية
فسر المغزي المقصود من هذه التوصيات، موضحًا أن تقديم النباتات أو الأعلاف الخضراء التي تتجاوز أطوالها الـ140 سم، معناه زيادة نسبة الألياف الموجودة فيها عن البروتينات، ما يترتب عليه حدوث مشاكل صحية جمة، تعوق هضم العليقة المُقدمة للحيوان.
وأوصى “جلال” بفرم أو تقطيع العلف الأخضر المُنتشر على حواف المراعي البلدية، لإتاحة أكبر مسطح ممكن منها داخل منطقة “الكرش”، لتسهيل مُهمة البكتيريا والميكروبات – الميكروفلورا والبروتوزوا – الموجودة داخل معدة الحيوان، في هضم هذه العلائق الخضراء، وتحقيق أقصى استفادة مُمكنة منها.
شاهد: