المخلفات العضوية واحدة من الحلول غير التقليدية، لتوفير مصادر تسميد طبيعية صحية وآمنة، تساعد في تحقيق طفرة ملموسة في إنتاجية الأرض، علاوة على فوائدها الاقتصادية الكبيرة، التي لا تتوقف عن حدود التغلب على الارتفاع الكبير الذي طرأ على أسعار الأسمدة، كأحد المُعضلات التي تُمثل صداعًا مُزمنًا، في رؤوس أهالينا من صغار المزارعين، بل تمتد آثارها إلى المساهمة في مكافحة والحد من التلوث، الناجم عن الاستخدام غير الآمن للأسمدة الكيميائية، وما يترتب عليها من نتائج تُسهم بالسلب في زيادة ظاهرة الاحتباس الحراري.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج نهار جديد، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدث الأستاذ رمضان أحمد عيسى الباحث بقسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية، التابع للمركز القومي للبحوث، عن فوائد استخدام المخلفات العضوية، في المعاملات الزراعية الخاصة بالتسميد، مُعددًا من المكاسب البيئية والصحية والاقتصادية، التي يمكن تحقيقها جراء استخدام هذه البدائل، في سبيل تعظيم مواردنا ومُضاعفة إنتاجيتها، إضافة لما تمثله من تحقيق لأهداف وبرامج التنمية المُستدامة التي تسعى إليها غالبية دول العالم.
المخلفات العضوية.. ثروة مصرية لم تستغل بالشكل الأمثل
في البداية أكد الباحث رمضان أحمد عيسى على امتلاك مصر لثروة هائلة من المخلفات العضوية، والتي يمكن استثمارها في تحقيق نقلة نوعية كبيرة فيما يخص النشاط الزراعي، تساعد في تعظيم عوائده من المحاصيل الاستراتيجية من جهة، علاوة على زيادة الإنتاجية والحصول على مزروعات صحية وآمنة.
وكشف عيسى أن مصر يتوفر لديها قُرابة الـ20مليون طن من المخلفات العضوية، 50% منها ناتجة عن القصب والأرز وقش الأرز، مؤكدًا أنها نتاج رباني لأعظم العمليات الطبيعية الموجودة على سطح الأرض ممثلة في البناء الضوئي، نظرَا لاحتواء نواتج ومخرجات المحاصيل الزراعية على مئات العناصر الغذائية، ما يُسهل إعادة تدويرها، لتحقيق أقصى استفادة ممكنة منها للتربة.
موضوعات قد تهمك:
إكثار النخيل عن طريق البذرة.. تعرف على رأي المتخصصين
التمر السيوي.. تعرف على قائمة أفضل التمور المصرية والعربية
صناعة السكر.. مصدر مُتجدد لتوفير المخلفات العضوية
تحدث أستاذ قسم تكنولوجيا الحاصلات البستانية عن صناعة السكر وأهميتها بالنسبة لتوفير العديد من أشكال المخلفات العضوية، وأبرزها عنصري البيكاس والسافير – مخلفات القصب ومُصاصة القصب – بالإضافة لبعض المخلفات الجانبية الغنية بالبوتاسيوم والأحماض.
لا يفوتك.. استراتيجية التغذية السليمة للنهوض بالثروة الحيوانية
البيناس.. ودوره في المعاملات الزراعية
تابع الأستاذ رمضان عيسى فوائد مُخرجات صناعة السكر، وما ينتج عنها من المخلفات العضوية مثل البيناس، الذي يُمثل أحد نواتج تقطير المولاس، مؤكدًا احتوائه على عناصر عالية الجودة، وأبرزها عنصري البوتاسيوم والهيوميك أسيد، علاوة على بعض الأحماض العضوية والأمينية.
طينة المرشحات.. عنصر هام وغير مُستغل
وأشار إلى أن طينة المُرشحات تُمثل أحد المُخرجات والنواتج الهامة لمصانع إنتاج السكر، نظرًا لاحتوائها على عناصر الفوسفور والكالسيوم والكبريت والبوتاسيوم، وتركيبة أخرى من العناصر الكبرى والصغرى.
وأوضح أن طينة المُرشحات تُمثل أحد المنتجات الثانوية غير المُستغلة، كونها تحتاج لبعض المعاملات الخاصة، قبل استخدامها ضمن الأسمدة البديلة، لتعظيم عوائدها وتحقيق أفضل النتائج منها.
المخلفات العضوية وعلاقتها بعملية التقليم وتصنيع البايو شار
لفت الباحث رمضان عيسى إلى الأهمية الاقتصادية الناتجة عن استخدام المخلفات العضوية الناتجة عن عمليات تقليم الأشجار، والاستعانة بها في تسميد الأراضي الزراعية بشكل مُباشر – حال توافرها بسمك معين – مُشيرًا إلى إمكانية استغلال ما لا يصلح منها، في تصنيع الفحم الحيوي أو ما يعرف بـ”البايو شار”، مؤكدًا أنه حقق نتائج مذهلة على مستوى العالم.
وعزز من أهمية استخدام “البايو شار” كسماد بديل للتربة، نظرًا لاحتوائه على أفضل العناصر الغذائية، كأحد النواتج المُباشرة لعمليات التمثيل الضوئي، ما يسهم في إعادة غالبيتها للأرض مرة أخرى، ويُعلي من خصوبتها بشكل كبير، علاوة على أهم مميزاته والمتمثلة في تخفيض استهلاك المياه المستخدمة في ري الأراضي الزراعية، بنسبة 30%، بالإضافة لدوره البناء في إصلاح وإعادة التماسك للتربة.
إقرأ أيضًا:
تسميد قصب السكر.. أفضل النصائح والإجراءات الوقائية المستخدمة على مدار الموسم
زراعة الأنسجة.. أدلة نجاحه وكيفية استغلاله لتحقيق الاكتفاء الغذائي