المخلفات الزراعية واحدة من النواتج التي يختلف سلوك بعض المُزارعين تجاه التصرف الصحيح حيالها، ففيما يتجه البعض للتخلص منها بحرقها، يلجأ البعض الآخر إلى إعادة تدويرها والاستفادة منها مرة أخرى، سواء عبر توجيهها إلى بعض الصناعات التجارية، أو بتحويلها إلى “سيلاج” يُمكن استخدامه كعلف للحيوانات والماشية.
وبين هذا وذاك تختلف الرؤى تجاه الأضرار الناجمة عن التخلص غير الآمن من هذه المواد، ما يستدعي الاستماع إلى رأي الخبراء والمُختصين في هذا المجال، لبيان مدى التحولات السلبية “البيئية والاقتصادية” الناجمة عن هذا الخطأ.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المًذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور أحمد سليمان – رئيس قسم بحوث تغذية الحيوان السابق، بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف التخلص غير الآمن من المخلفات الزراعية، وأبرز الآثار السلبية الناجمة عن اتخاذ مثل هذا القرار.
حرق المخلفات الزراعية.. خطأ فادح
في البداية أكد الدكتور أحمد سليمان أن اتخاذ قرار حرق المخلفات الزراعية، دون السعي تجاه تحقيق أقصى استفادة مُمكنة منها، يُعد أحد الخيارات غير السليمة التي يلجأ إليها البعض، نظرًا لحجم المكاسب الصحية والاقتصادية التي يُمكن جنيها من إعادة تدويرها واستخدامها مرة أخرى، سواء عبر تحويلها إلى “سيلاج” وعلف صحي للماشية وحيوانات المزرعة، أو الدفع بها تجاه في عدة مجالات خاصة بالتصنيع.
موضوعات قد تهمك:
الغاب والحلفا.. صلاحيتها كـ”علف” وأهم الخطوات الواجب اتباعها قبل الاستخدام
حرق المخلفات الزراعية.. (9) كوارث في انتظارك أخطرها الإضرار بمكونات التربة
عدد رئيس قسم بحوث تغذية الحيوان السابق من مساوئ التخلص غير الآمن وحرق المخلفات الزراعية، والتي حصرها في عدة نقاط لا يُمكن تجاوزها أو التغاضي عنها:
1. زيادة مُعدلات ونسب تواجد الكربون في التربة
2. النزول بمُعدلات ونسب تواجد النيتروجين في التربة إلى حدودها الدُنيا
3. القضاء على نسبة كبيرة من الكائنات الحية الدقيقة – النافعة – الموجودة في التربة
4. عرقلة مهمة الكائنات الدقيقة بتثبيت النيتروجين في التربة الزراعية
5. إحداث خلل تركيبي في المُكونات الطبيعية والحيوية للتربة
6. تقليل مُعدلات الإنتاجية للمحصول التالي الذي ستتم زراعته في هذه الرقعة
7. تغيير نسب تواجد العناصر الغذائية في التربة
8. زيادة نسبة الانبعاثات الضارة في الجو
9. زيادة مُعدلات الإصابة المرضية بـ”الحساسية الصدرية” في منطقة الانبعاثات
إقرأ أيضًا:
الطين المعدني والخميرة.. مزايا إضافتهما إلى بدائل العلف وحدود النسب المسموحة
“الحرث والسيلجة” أفضل الحلول
اختتم الدكتور أحمد سليمان نصائحه، مُفضلًا اللجوء إلى خيار حرث الأرض بالمخلفات الزراعية المُتبقية من حصاد المحصول السابق – حال عدم الاستفادة منها في تصنيع “السيلاج” – بدلًا من اتخاذ قرار حرقها، وهو الخطأ الذي يُفضي إلى النتائج السلبية المذكورة، ويضر بالبيئة وبالتركيبة الجيولوجية للتربة، علاوة على النزول بحجم الإنتاجية للمحصول التالي عن مُعدلاته القياسية الطبيعية.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: