المخلفات الزراعية أحد الحلول المُستحدثة، التي لجأ إليها قطاع عريض من صغار المربين والمستثمرين، للتغلب على إشكالية تضاعف قيمة مدخلات مشروعات الإنتاج الحيواني، بوصفها أفضل البدائل “غير التقليدية” التي يمكن استخدامها والاعتماد عليها، في ظل الارتفاع والقفزات الجنونية، التي طرأت على أسعار مواد العلف الطبيعي المتعارف عليها، وبخاصة في ظل تداعيات أزمة الحرب “الروسية – الأوكرانية”، التي خيمت أجوائها القاتمة على اقتصاديات وأنشطة أغلب دول العالم.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، سلط الدكتور حسن فؤاد جلال – أستاذ تغذية الحيوان بمعهد بحوث الإنتاج الحيواني، التابع لمركز البحوث الزراعية – الضوء على ملف المخلفات الزراعية وشروط وآليات الاستفادة منها في تغذية الماشية والأغنام، كبدائل هامة تُسهم في تخفيف حدة الخسائر، الناجمة عن ارتفاع أسعار الأعلاف التقليدية الكلاسيكية، مع الحفاظ على مُعدلات النمو وجودة الإنتاج دون أي تغيير.
المخلفات الزراعية.. فوائد ومزايا استخدامها كـ”علف”
في البداية أكد الدكتور حسن فؤاد جلال على أهمية الالتزام بالضوابط والمعايير المُقررة والمُوصى بها، حال اللجوء إلى استخدام المخلفات الزراعية كبدائل طبيعية يُمكن الاعتماد عليها في مشروعات الإنتاج الحيواني، نظرًا لاحتوائها على كافة العناصر الغذائية، اللازمة لنمو وتربية الماشية والأغنام بشكل صحي سليم.
وأوضح أستاذ تغذية الحيوان أن المخلفات الزراعية باتت أحد أهم الحلول “غير التقليدية”، التي يُمكن من خلالها تجاوز إشكاليات ارتفاع قيمة مُدخلات مشروعات الإنتاج الحيواني والداجني، علاوة على تفوقها في المردود الغذائي والصحي، وزيادة هامش الأرباح الاقتصادية الناجمة عن الاعتماد عليها بنهاية الموسم.
الشروط الـ”10″ لاستخدام المخلفات الزراعية كـ”علف وعلائق”
ورغم المزايا التي تتمتع بها المخلفات الزراعية كبدائل أعلاف استثنائية، إلا أن الإخلال بالضوابط والمعايير المُتعلقة بطرق وآليات استخدامها قد تؤدي لنتائج عكسية، تقضي على المشروع بكاملة، وتؤدي لنفوق الرؤوس والقطعان التي يتم الاستثمار فيها.
موضوعات قد تهمك:
التفلة ومخلفات المصانع والأسواق.. أبرز (13) مصدر للعلف والعلائق البديلة
وحصر الدكتور حسن فؤاد جلال الضوابط والمعايير التي ينبغي على المُربين والمزارعين الالتفات إليها، قبل استخدام المخلفات الزراعية كبدائل أعلاف وعلائق لمشروعات الإنتاج الحيواني الخاصة بهم في النقاط التالية:
1. أن يكون خاليًا من الشوائب والرمال والأتربة
2. الشكل الظاهري مقبول وطبيعي
3. إخضاعه البديل أو المُخلف للفحص المورفولوجي قبل الاستخدام
4. أن يكون المخلف الزراعي كـ”عروش البنجر” خاليًا من الأوكسالات
5. وضع بودرة السيراميك أو الحجر الجيري على المخلفات الزراعية التي تحتوي على الأوكسالات قبل استخدامها كـ”علف وعلائق”
6. ألا يحتوي المُخلف أو البديل على حمض الهيدروسانيك آسيد “hydrocyanic acid” السامة، والتي تؤدي لنفوق الحيوانات حال تناولها أو التغذي عليها
7. عدم استخدام المخلفات التي تحتوي على حمض الهيدروسانيك آسيد “hydrocyanic acid” السامة إلا بعد وصولها للنسب المسموحة أقل من 50 جزء في المليون
8. الانتظار حتى ذبول الذرة التي يتم خفها من المحصول لفترة كافية قبل وضعها للحيوانات
9. الانتظار لمدة 16 ساعة قبل استخدام الكثافة، لضمان نزول حمض الهيدروسيانيك آسيد إلى أقل من 50 جزء في المليون، وصلاحيتها كعلف يُقدم للحيوانات
10. التأكد من عدم وجود أي مُتبقيات “دوائية أو كيميائية” في المُخلف الزراعي المُقدم للحيوان، نظرًا لخطورتها على الصحة العامة، وسهولة انتقالها من الحيوان إلى الإنسان عبر اللحم أو الألبان
إقرأ أيضًا:
البيض.. “السلع الغذائية”: “المُستهلك” أضعف الحلقات و”التسعيرة الجبرية” هي الحل
قواعد عامة.. الالتزام بالمُقننات وحساب نسبة الطاقة والألياف والبروتين
أوصى الدكتور حسن فؤاد جلال جموع المُربين والمُزارعين باتخاذ كافة الإجراءات، والالتزام بجميع الضوابط الحاكمة لاستخدام المخلفات الزراعية كعلائق بديلة للأعلاف الطبيعية المُتعارف عليها، للحيلولة دون الإضرار بالحيوان والإنسان، لافتًا إلى ضرورة الاحتكام إلى المُقننات المسموحة، التي ربطها بنسبة الطاقة والبروتين والألياف المُوصى بها في مثل هذه الحالات، لضمان الوصول إلى أفضل النتائج المُمكنة.
شاهد: