المخلفات الثمرية لنخيل البلح، ومخرجات ونواتج عمليات التقليم، واحدة من أهم الركائز التي اعتمدتها المراكز البحثية المتخصصة في هذا الملف، لتعظيم العوائد الاقتصادية، وإتاحة الفرصة لتقليل مصروفات ومدخلات مشروعات الإنتاج الحيواني، وهي المسألة التي تحتاج لتسليط المزيد من الضوء عليها، والاستماع لرأي الخبراء والمتخصصين.
وخلال حلولها ضيفًا على الدكتور حامد عبد الدايم، مقدم برنامج “صوت الفلاح”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناولت الدكتورة هالة محمد أنور – رئيس قسم المنتجات غير الثمرية بالمعمل المركزي لأبحاث النخيل – ملف طرق الاستفادة من المخلفاى الثمرية بالشرح والتحليل.
مخلفات تقليم نخيل البلح
الأهمية الاقتصادية والبيئية
في البداية تحدثت الدكتورة هالة محمد أنور عن حجم الاستفادة الاقتصادية المتحققة من إعادة تدوير مخلفات تقليم النخيل، موضحةً أنه يمكن الاعتماد عليها في العديد من الصناعات التحويلية، كـ”الكحول، الأعلاف، الخل”، والأمر عينه بالنسبة لبعض المخلفات الأخرى كـ”النوى”.
وأوضحت أن الالتزام بعملية التقليم، له مردود إيجابي على تحسين القيمة الاقتصادية للمنتج، علاوة على دوره الأساسي في الارتقاء بمستوى ومعدلات الجودة، بالإضافة لإمكانية تعظيم العوائد المرجوة من المخلفات الثمرية، التي يتم استثمارها وإعادة تدويرها.
البلح “الشيص” و”الحشف”
سبل إعادة تدويره
تطرقت “أنور” إلى بعض الاستشارات التي تم تقديمها للمزارعين، للاستفادة من “البلح الشيص”، والتي سعت لإعادة استخدامه بشكل آخر، بما يحوله من خانة “الأعباء” المفروضة عليهم، إلى كونه أحد المنتجات الاقتصادية التي يمكن الاستعانة بها كمصدر دخل إضافي، ومنها تحويله إلى نطاق “التخليل” أو “الكمبود”.
وأشارت إلى بعض التقنيات الأخرى، التي عكف عليها أساتذة قسم المنتجات غير الثمرية بالمعمل المركزي لأبحاث النخيل، لتحويل البلح غير المرغوب تسويقيًا أو ما يتساقط تحت الأشجار “البلح الحشف”، إلى علائق حيوانية، باستخدام بعض المعاملات الكيميائية.
المخلفات الثمرية وصناعة الأعلاف
أكدت أنهم تمكنوا بالفعل من صناعة بعض الأعلاف من المخلفات الثمرية ونواتج تقليم النخيل، لافتةً إلى اعتمادها كـ”علائق” للماشية، سواء تلك المستخدمة في مشروعات التسمين أو إنتاج الألبان، وذلك بالتعاون مع أساتذة معهد بحوث الإنتاج الحيواني.
وتطرقت “أنور” إلى تجربة أخرى في غاية الأهمية، لتدبير احتياجات جموع المربين من العلائق، عن طريق استخدام “أوراق السعف” و”بلح الفرز”، ودمجهما معًا عبر عدة معاملات، مع تخزينها داخل مكامير مخصصة لذلك الغرض، لإنتاج علف يمكن الاعتماد عليه في التغذية الحيوانية على مدار العام.
فوائد كمر علائق المخلفات الثمرية
شددت رئيس قسم المنتجات غير الثمرية بالمعمل المركزي لأبحاث النخيل على ضرورة الالتزام بكمر وتخزين العلائق المصنوعة من المخلفات الثمرية ونواتج التقليم، داخل مثل هذه المكامير، لتحقيق هدفين أساسيين:
- تدبير مخزون يفي باحتياجات الحيوان لفترات على مدار العام.
- تلافي التداعيات السلبية والاضطرابات الناجمة عن تغيير استراتيجية تغذية الحيوان، حال الاعتماد على مثل تلك العلائق بشكل متقطع وغير منتظم.
وأوضحت أن تهيئة “الفلورا” – الكائنات الدقيقة الموجودة داخل أمعاء الحيوان – للتعامل مع العلائق المصنوعة من المخلفات الثمرية، يحتاج لاعتياده عليها لفترات طويلة متصلة.
وكشفت أنهم تلقوا الدعم المطلوب من أكاديمية البحث العلمي، لتنفيذ وتطوير أبحاثهم الساعية للاستفادة من المخلفات الثمرية، ونواتج ومخرجات عمليات التقليم، في صناعة علائق وكسب عالي الجودة، يمكن استخدامه كعلائق للحيوانات والماشية، علاوة على إمكانية توسيع نطاق الاستفادة الاقتصادية بتصديره إلى الخارج.
لا تفوت مشاهدة الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
النخيل المجهل.. أضراره ومخاطره الاقتصادية وعلاقته بانتشار الآفات
آفات النخيل والتمور.. خطط وبرامج المكافحة من “الألف” إلى “الياء”