المخزون الاستراتيجي لمحصول القمح وطرق تدبيره والحلول المطروحة لتجاوز تداعيات الأزمة الروسية – الأوكرانية، باتت هي الشغل الشاغل للعديد من الخبراء والمحللين، ولم يتوقف الأمر عند هذا الطرح فقط، بل تعداه وصولًا لرواد منصات التواصل الاجتماعي والسوشيال ميديا والعالم الافتراضي، الكل يدلو بدلوه في تلك القضية التي برزت إلى السطح فجأة دون مُقدمات، في محاولة للبحث عن إجابة للسؤال الأهم، والذي يدور حول كيفية توفير احتياجاتنا بعيدًا عن القطبين الكبيرين في زراعة وتصدير هذا المحصول الاستراتيجي الهام.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور رضا محمد علي، مدير معهد المحاصيل الحقلية، بمركز البحوث الزراعية عن المخزون الاستراتيجي لمحصول القمح، وتداعيات الأزمة الروسية – الأوكرانية، ومدى تأثيرها على توفير مصر لاحتياجاتها من الذهب الأصفر، والبدائل المطروحة في هذا المجال، واستعدادات الحكومة وحلولها لعلاج هذا الملف الشائك.
المخزون الاستراتيجي لمحصول القمح.. رسائل إيجابية
في البداية أكد الدكتور رضا محمد علي، أن الرسائل الإيجابية التي بثها الرئيس عبد الفتاح السيسي خلال اجتماعه الأخير بمجلس الوزراء، أثبتت بما لا يدع مجالًا للشك بأن القيادة السياسية لا تترك شيئًا للصدفة، وأن كل خطواتها محسوبة بشكل علمي دقيق.
وتناولت تصريحات الرئيس عبد الفتاح السيسي ملف المخزون الاستراتيجي لمحصول القمح، والتي طمأن فيها جموع المواطنين، على مدى استعداداتنا لتجاوز تبعات الأزمة الروسية – الأوكرانية، والتي تتخطى حاجز الستة أشهر القادمة.
260 ألف فدان زيادة في المساحات المُنزرعة
ولفت الدكتور رضا محمد علي إلى القفزة التي حققتها الزراعة المصرية، بفضل القيادة الرشيدة وتبني الرئيس عبد الفتاح السيسي لملف تدبير احتياجاتنا الأساسية من المحاصيل الاستراتيجية وعلى رأسها القمح، والتي أسفرت عن زيادة المساحة المُنزرعة من 3.4 مليون فدان، إلى 3.66 مليون فدان، خلال الموسم الزراعي الحالي.
موضوعات ذات صلة:
زراعة القمح على مصاطب.. مزايا هذه التقنية في الشتاء
ألقى الدكتور رضا محمد علي الضوء على الاستراتيجية العلمية التي تتبناها القيادة السياسية لتدبير احتياجاتنا وتأمين المخزون الاستراتيجي لمحصول القمح، عبر خطط التوسع الأفقي والزراعة بالأراضي الجديدة، ومضاعفتها بما لا يقل عن 500 ألف فدان في الموسم الحالي، والتي ترتفع في الموسم الذي يليه إلى 1 مليون فدان.
وأوضح أن السياسة التي تتبعها القيادة السياسية في ملف تدبير وتأمين المخزون الاستراتيجي لمحصول القمح، تسعى لمُضاعفة الإنتاجية، بالشكل الذي يحول دون تأثرنا سلبًا بأي هزة عالمية، مثل الحاصل بسبب الأزمة الروسية – الأوكرانية حاليًا.
لا يفوتك.. مزايا زراعة القمح على مصاطب في فصل الشتاء
المخزون الاستراتيجي وعلاقته بمعدلات الاستهلاك العالمية والمحلية
وانتقل الدكتور رضا محمد علي إلى نقطة بالغة الأهمية في يخص نصيب الفرد من القمح والتي لا تتجاوز الـ100كجم عالميًا، مُشيرًا إلى أن هذا الرقم يقفز إلى الضعف تقريبًا بالنسبة للمواطن المصري الذي يستهلك ما بين 180 إلى 200 كجم سنويًا، ما يعني وجود عادات غذائية خاطئة يجب تلافيها، لتقليل نسبة الفاقد من هذه السلعة الاستراتيجية الهامة، والتي تنعكس بشكل مباشر على حجم الانفاق والاستيراد من الخارج.
إقرأ أيضًا:
تأثير الصقيع على القمح.. كيف تنجو بمحصولك من هذه الظاهرة؟
وشدد الدكتور رضا محمد على أن التعامل وفق آليات الاستهلاك الرشيد مع رغيف الخبز، يوسع الفترة الزمنية التي يغطيها المخزون الاستراتيجي لمحصول القمح، بشكل يمكننا من عبور الستة أشهر القادمة بسلام ودون حدوث أي هزات.
ولفت مدير معهد المحاصيل الحقلية ضرورة التوقف عن بعض الممارسات الخاطئة التي يلجأ إليها البعض، مثل استخدام الخبز كعليقة وغذاء للبهائم والماشية في مشروعات الإنتاج الحيواني، ما يُعد أحد مصادر هدر هذه السلعة الاستراتيجية الهامة، التي يتم إنفاق ملايين الدولارات من أجل تدبير احتياجاتنا منها.
وشدد مدير معهد المحاصيل الحقلية على أن تصحيح العادات الخاطئة في التعامل مع رغيف الخبز، توفر ما يقرب من نصف استهلاكنا السنوي من القمح، وهي النسبة التي قد تمكننا من تحقيق الاكتفاء الذاتي من هذه السلعة الاستراتيجية التي تهم جميع المصريين.