المحاصيل المهندسة وراثيا واحدة من الخيارات المتاحة للتغلب على العديد من الإشكاليات التي تواجه القطاع الزراعي ومنظومة الأمن الغذائي على مستوى العالم، ما يفرض ضرورة إعادة تسليط الضوء عليها، ومحاولة استغلالها لتحقيق الأهداف المنشودة منها.
وخلال مداخلته الهاتفية مع الدكتور خالد عياد، مقدم برنامج “العيادة النباتية”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور خالد فتحي سالم – أستاذ بيوتكنولوجي المحاصيل بحامعة السادات، والأستاذ الزائر بالمملكة العربية السعودية – ملف المحاصيل المهندسة وراثيا بالشرح والتحليل.
المحاصيل المهندسة وراثيا
مشاكل تخزين التقاوي والبذور
في البداية تحدث الدكتور عن المشاكل التي تواجه ملف تخزين البذور والتقاوي، والتي عزاها للعديد من العوامل مثل طبيعة وبيئة التخزين، والظروف المحيطة، بالإضافة لنوع التقاوي نفسها، وهل هي “أصيلة أم هجين أم قدرية؟”.
وأوضح أن التكنولوجيا الحديثة أتاحت عدة حلول، للتغلب على بعض الإشكاليات، وفي مقدمتها المحاصيل المهندسة وراثيا، والتي يمكن تعديلها بما يتماشى مع احتياجاتنا.
مكاسب الاعتماد على الهندسة الوراثية
دلل “سالم” على فوائد الاعتماد على المحاصيل المهندسة وراثيا، بالطفرة الكبيرة التي حققتها بعض الدول للتغلب على مشكلة الآفات والآمراض، عن طريق إضافة جين الـ”bc”ما دعا الولايات المتحدة للاستعانة بها، مؤكدًا أنها وصلت حاليًا لإنتاج الجيل الرابع في بعض المحاصيل مثل الذرة وفول الصويا والبرسيم والقطن والكانولا.
وأضاف أن الاعتماد على تلك المحاصيل، يتيح إمكانية مقاومة بعض الآفات، مثل دودة الحشد الخريفية، التي تلحق ضررًا بالغًا بمحصول الذرة الشامية، حيث تؤدي لقتل الآفة فور تغذيها على النبات، ما يحد من معدلات انتشارها، ويقلل من حجم الخسائر الاقتصادية الناجمة عنها.
نماذج استعانت بـ”الهندسة الوراثية”
سلط أستاذ بيوتكنولوجي المحاصيل الضوء على التجربة الصينية فيما يخص الاستعانة بالمحاصيل المهندسة وراثيا، للتغلب على مشكلة نقص فيتامين A، عبر إضافة هذا الجين إلى محصول الأرز، الذي يعد الغذاء الأساسي لغالبية البلدان الآسيوية، ما ساعدها على تجاوز هذه الإشكالية، وتحقيق المستهدف منها بشكل مرضي.
أبرز التحديات
كشف “سالم” أن العقبة الوحيدة التي تحول دون الاستعانة بتلك التقنية الزراعية لدينا، هو وجود مجموعة من القوانين والتشريعات، التي تمنع استخدام المحاصيل المهندسة وراثيًا تجاريًا، موضحًا أن هذه المسألة تحتاج لإعادة النظر فيها، في ظل التحديات الكبيرة التي فرضت نفسها على القطاع الزراعي، وفي مقدمتها ملف مكافحة الآفات، والتغلب على تداعيات التغيرات المناخية، التي فرضت واقعًا جديدًا يستدعي التعامل معه برؤية مختلفة.
شاهد..