المحاصيل السكرية وأبرز المعاملات الزراعية التي يتوجب اتباعها، كانت محور حديث الدكتور عابد عبد الجليل عطا – رئيس بحوث بمركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية دينا هاني، مقدمة برنامج “نهار جديد”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
المحاصيل السكرية
مزايا التوسع في إنتاج وزراعة البنجر
في البداية تحدث الدكتور عابد عبد الجليل عطا عن دواعي التوجه صوب الاعتماد على إنتاج السكر من محصول البنجر، موضحًا أنه بات يحتل المرتبة الأولى في هذه الصناعة الاقتصادية، بوصفه أحد السلع الاستراتيجية التي تسعى الدولة لتحقيق الاكتفاء الذاتي فيها، وتغطية احتياجات المواطنين، وتقليل حجم الفجوة الاستيرادية منها.
وأوضح أن محصول القصب كان يحتل مرتبة الصدارة في صناعة وإنتاج السكر، قبل يتم التحول صوب “البنجر”، نظرًا لارتفاع كلفة الإنتاج من القصب، علاوة على زيادة احتياجاته المائية، وهي أحد المحاور التي تسعى الدولة لترشيد الاستهلاك فيها، وتوجيهه صوب استصلاح وزراعة مناطق ومحاصيل أخرى.
معدلات الإنتاج والاستهلاك
تطرق “عطا” إلى معدلات استهلاك السكر، موضحًا أنها تصل إلى 3.5 مليون طن، يقدر نصيب الفرد فيها بـ33 كجم، موضحًا أنه رقم يتجاوز متوسطات الاستهلاك العالمية، التي تقف عند حدود الـ25 كجم للفرد.
وأشار إلى إجمالي إنتاج السكر من محصول البنجر، موضحًا أنه يتجاوز حدود الـ1.75 مليون طن، فيما تقف مساهمة القصب عند حدود الـ850 ألف طن، لافتًا إلى أن الحدود الاستيرادية تقترب من الـ1 مليون طن سنويًا، وهو الرقم الذي تسعى الجهات المعنية لتقليله، عبر التوسع في زراعة الأراضي الجديدة.
جهود الدولة وأماكن خطوط إنتاج السكر
سلط “عطا” الضوء على مناطق تركز مصانع إنتاج السكر من محصول البنجر، موضحًا أنها تصل لـ12 خط إنتاج تتوزع كالتالي:
- 2 خط إنتاج بالحامول
- 2 خط إنتاج بـ”بلقاس” بمحافظة الدقهلية
- 3 خطوط بالنوبارية
- 1 خط إنتاج بالفيوم
- 1 خط إنتاج “الحسينية” بمحافظة الشرقية
- 2 خط إنتاج بمصنع ملوي
- 1 خط إنتاج بمصنع أبو قرقاس “تم تحويله لإنتاج السكر من البنجر”
وأكد أن جهود الدولة لمضاعفة حجم إنتاجية المحاصيل السكرية، حققت نقلة نوعية في ملف استصلاح وزراعة مساحات جديد بـ”محصول البنجر”، ليتضاعف على إثرها إجمالي المساحة من 17 ألف فدان، وصولًا إلى 750 ألف فدان في الموسم الحالي.
انتقل “عطا” إلى ملف المعاملات الزراعية الواجب اتباعها مع محصول البنجر، والتي أوجزها في النقاط التالية:
عمليات الحرث
شدد الدكتور عابد عبد الجليل عطا على وجوب تنفيذ حرثتين متعامدتين، قبل زراعة المحاصيل السكرية، موضحًا أنها تحقق العديد من الأهداف، وفي مقدمتها توفير التهوية اللازمة للتربة، والاستفادة من أشعة الشمس في القضاء على المسببات المرضية والآفات، علاوة على تسهيل مهمة الأعداء الحيوية في الوصول إليها، وتعزيز فرص المجموع الجذري للتشعب والتوغل داخل الطبقات الداخلية للتربة.
تسوية التربة بالليزر
أكد “عطا” على مدى أهمية الالتزام بتسوية التربة بالليزر، مع مراعاة وجود ميل خفيف باتجاه المصارف، للتخلص من المياه الزائدة، وتحسين وتعزيز إمكانية الاستفادة من معاملات الري على مدار الموسم، والحيلولة دون ظهور المشاكل المترتبة على وجود ارتفاعات وانخفاضات في أرضية الحقل.
وأوضح أن وجود مناطق منخفضة في أرضية الحقل، تضاعف من مستويات الرطوبة حول النباتات، ما يعزز فرص انتشار ونشاط الأمراض والحشرات والميكروبات، فيما تزداد معدلات الغياب في المناطق المرتفعة، والتي تسهل من ظهور وانتشار الحشائش الجاذبة للحشرات.
تخطيط الأرض
تخطيط التربة يقلل من فرص ظهور وانتشار الأعفان في المحاصيل السكرية
انتقاء التقاوي المعتمدة
الالتزام بهذه التوصية يقلل فرص واحتمالات وجود وانتشار الأمراض في المحاصيل السكرية
العزيق ونقاوة الحشائش
قسم “عطا” هذه العملية الأساسية إلى ثلاثة مراحل، الأولى تتم فيها “الخربشة”، يتبعها “العزيق”، وتختتم بـ”الترديم”، للحفاظ على تواجد النباتات بين الخطوط، محذرًا من تبعات “جرح” النباتات خلال تنفيذ هذه العمليات، والتي تعزز من فرص الإصابة بالميكروبات.
وشدد على ضرورة إزالة الحشائش يدويًا، أو تطبيق إجراءات المكافحة المبكرة بالمبيدات الكيميائية الموصى بها قبل الزراعة، في حالات الأراضي الموبوءة بمثل هذه الآفة، التي تمثل عائلًا مثاليًا لانتشار الحشرات في المحصول.
معاملات التسميد
صحح أستاذ البحوث بمعهد البحوث الزراعية المفاهيم الخاطئة الشائعة حول زيادة معدلات التسميد الآزوتي لـ”المحاصيل السكرية”، مؤكدًا أنها تدفع النبات للاتجاه صوب زيادة المجموع الخضري على حساب “الثمري”، وهي المسألة التي تنعكس بالتبعية على معدلات الإنتاج والحصاد بحلول نهاية الموسم.
ونصح “عطا” باتباع واحدة من القواعد التي تأكدت صحتها علميًا، والتي تقضي بإضافة المقننات السمادية الآزوتية في النصف الأول من عمر النبات، مع محذرًا من تبعات إضافتها في النصف الثاني من عمر النبات، وهو الخطأ الذي يضاعف من معدلات النموات الخضرية.
معاملات الري
قدم أستاذ البحوث بمعهد البحوث الزراعية واحدة من النصائح الحاكمة لنجاح معاملات الري الخاصة بـ”المحاصيل السكرية”، مؤكدًا على جدوى إشباع الأرض في رية “الزراعة”، لمساعدة البذرة على إتمام مراحل نموها الأولى، مع الالتزام التام بتنفيذ باقي عمليات الري التالية طوال الموسم “على الحامي”، للحيلولة دون وقوع أي أضرار على النباتات.
مكافحة الآفات الحشرية
شدد “عطا” على ضرورة الانتباه لمخاطر الآفات الحشرية على المحاصيل السكرية، والالتزام بتطبيق برامج المكافحة الموصى بها، للحيلولة دون أضرارها الميكانيكية الناجمة عن تجريح وتقطيع أوراق النباتات، بالإضافة لكونها أحد أبرز ناقلات الأمراض الفيروسية.
التصويم
أكد الباحث بمركز البحوث الزراعية على ضرورة إتاحة فترة زمنية كافية قبل الحصاد، يتم فيها إيقاف معاملات الري لـ”المحاصيل السكرية”، والتي تعرف بين جموع المزارعين بـ”التصويم”، لتقليل معدلات الرطوبة الموجودة في النباتات، والحد من فرص الإصابة بـ”التعفن”، بالإضافة للوصول لأعلى درجة تركيز للسكر فيها.
اضغط الرابط وشاهد حزمة التوصيات الفنية الكاملة..