المحاصيل الزيتية واحدة الأهداف الاستراتيجية التي وضعتها الدولة المصرية نصب أعينها للوصول للحد الآمن من الكفاية الإنتاجية فيها، لتقليل فاتورة الاستيراد وزيادة الاعتماد على مواردنا الداخلية، ضمن أهداف استراتيجية التنمية المُستدامة 2030.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور فنجري صديق – رئيس قسم بحوث المحاصيل الزيتية، بمعهد المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف زراعة المحاصيل الزيتية بالشرح والتحليل.
المحاصيل الزيتية وتأثير التغيرات المناخية
في البداية أكد الدكتور فنجري صديق أن المحاصيل الزيتية تتأثر مثلها كباقي المحاصيل بـ”التغيرات المناخية”، وهي العوامل البيئية التي باتت تؤثر سلبًا وبشكل لا يُمكن إغفاله على مصادر الغذاء وحياة الإنسان على ظهر كوكب الأرض.
وأوضح أن قضية التغيرات المناخية وكيفية الحد من أضرارها على النبات باتت هي الشغل الشاغل للعلماء والباحثين منذ فترة طويلة، لتلافي التأثيرات السلبية الحادة التي تُشكلها الظروف البيئية المُعاكسة، بما يُقلل من كفاءة وحجم إنتاجية المحاصيل الزيتية.
مسارات علاج أثر التغيرات المناخية
لفت إلى أن علاج التأثيرات السلبية التي تفرضها التغيرات المناخية على المحاصيل الزيتية يقوم على مسارين متوازيين، الأول يخص سُبل إنتاج أصناف وسلالات عالية المُقاومة ضد ارتفاع درجات الحرارة والمُلوحة وكافة الظروف البيئية الخارجية المُعاكسة، فيما يعمل الباحثون في الشق الثاني على استحداث نظم وُمعاملات زراعية تُقلل من حجم الضرر الواقع على النبات، والذي ينعكس على حجم الإنتاجية ونسبة وجودة الزيوت.
وأشار إلى أن المحاصيل الزيتية ورغم تأثرها إلا أنها تقع ضمن الزراعات المتوسطة التأثر بـ”التغيرات المناخية”، مُشيرًا إلى أنها تضم مجموعة من النباتات الصيفية “السمسم، الفول السوداني، القطن، فول الصويا” بالإضافة لمحصول “الكانولا” والذي يُعد أحد الحاصلات المُبشرة والواعدة، في طريق تعويض نقص وسد فجوة إنتاج الزيوت، علاوة على دوار الشمس الذي تتم زراعته على مدار العام.
موضوعات قد تهمك
محصول القمح.. جدول حساب الاحتياجات الآزوتية وأبرز توصيات وأخطاء “الري والتسميد”
التسميد النيتروجيني.. أضراره على المحاصيل الزراعية ومزايا تقنيات التسميد بـ”الرش”
سعر الضمان والزراعة التعاقدية وأثره على حجم الإنتاجية
سلط “صديق” الضوء على مدى أهمية التوجه الذي توليه الدولة تجاه زيادة المساحات المُنزرعة بـ”المحاصيل الزيتية”، نظرًا لكونها واحدة من السلع الاستيرادية، التي تُشكل عبئًا كبيرًا، حيث نستورد 95% من إجمالي احتياجاتنا الأساسية، فيما تتراوح إنتاجيتنا من الزيوت ما بين 3 إلى 5% فقط.
وأكد أن إقرار أسعار الضمان والزراعة التعاقدية، كان له مفعول السحر، حيث انتبهت القيادة السياسية قبل جائحة كورونا، لضرورة العمل على تأمين احتياجاتنا من المحاصيل والسلع الاستراتيجية، وتقليل فاتورة استيرادها من الخارج، كونها تُمثل أحد ركائز “الأمن القومي الغذائي”.
وأشار إلى أن سعر الضمان الذي حددته الحكومة مُمثلة في وزارة الزراعة بـ8.5 ألف جنيه للطن، كان أحد الأحلام التي تراود مُزارعي المحاصيل الزيتية، نظرًا لعدم وجود أي ضمانة لهم بتسويق إنتاجهم قبل اتخاذ هذا القرار، الذي يُعد الأول في تاريخ مصر، مُشيدًا ببعد نظر ورؤية القيادة السياسية، التي أثبتتها الأيام، وبخاصة بعد اندلاع الحرب “الروسية – الأوكرانية”.
وأشاد رئيس قسم بحوث المحاصيل الزيتية بالطفرة التي تحققت بفعل إقرار أسعار الضمان والزراعة التعاقدية، والتي وصلت بسعر طن دوار الشمس إلى 13.5 ألف جنيه، وفول الصويا إلى 22 ألف جنيه، وفقًا لآخر إحصاءات رقمية تسلمتها لجان وزارة الزراعة.
المحاصيل الزيتية.. أسباب الدعوة لتوطينها خارج الوادي
كشف الدكتور فنجري صديق عن أسباب دعوته للخروج بزراعة المحاصيل الزيتية خارج نطاق “الوادي” الضيق، والاتجاه نحو التوسع فيه بالأراضي الجديدة، مؤكدًا أن هذه الحاصلات تؤسس لإنشاء مُجتمعات زراعية صناعية مُتكاملة.
وأوضح وجهة نظره مُدللًا صحتها، ضاربًا المثل بمحصول الكانولا، مؤكدًا أنها ينتج عنها العديد من المُخرجات التي يتم الاعتماد عليها، أبرزها صناعة الزيوت وما تحتاجه من إنشاء مصانع مُخصصة لهذا الغرض، فيما تُعد مُخلفات عصر البذرة علفًا حيوانيًا بامتياز، بما يُسهم في تقليل فاتورة الاستيراد الخارجية، ويؤسس لصناعة تُدر دخلًا وتُسهم في تشغيل الأيدي العاملة وتحد من ظاهرة البطالة.
فوائد ومكاسب زراعة الكانولا
أكد “صديق” أن فوائد واستثمارات المحاصيل الزيتية لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما تمتد لاستخدام مُخلفات النبات والتي يُمكن استغلالها كالتالي:
1. تستخدم كـ”كمبوست” يُحسن من خواص التربة الزراعية
2. تدخل في صناعة الأخشاب
3. تستخدم في صناعة الورق
4. يستخلص من الزيوت الناتجة عنه مواد:
– مواد طبية
– مواد عطرية
– مواد تجميلية
– زيوت طلاء
– كالسيوم يدخل في أدوية علاج هشاشة العظام
إقرأ أيضًا
أشجار الزيتون.. مخاطر زراعة الخضراوات بينها وأضراره على حجم الإنتاجية المُتوقعة
محصول القمح.. محاذير زراعة الخضر قبل “الغلة” وخسائر “الديورم” في وجه بحري
محصول القمح.. أبرز التوصيات الفنية للأراضي التي سبق زراعتها بالأرز
لا يفوتك
محصول القمح.. أبرز المُعاملات الزراعية لزيادة مُعدلات الإنتاجية