المحاصيل الزيتية وتأثير وانعكاسات التغيرات المناخية على معدلات الإنتاجية، وسبل التغلب عليها والتعامل معها بشكل علمي، كانت ضمن أبرز المحاور التي تناولها وائل تعيلب – رئيس قسم المحاصيل الزيتية بمركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية رانيا البليدي، مقدمة برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
أبرز التحديات التي تواجه المحاصيل الزيتية
في تحدث الدكتور وائل تعيلب عن أبرز التحديات التي تواجه المحاصيل الزيتية، والتي عزا الجانب الأعظم منها لارتفاع شدة المنافسة بينها وبين المحاصيل الاستراتيجية الأساسية، مؤكدًا أن هذه الأزمة موجودة منذ عقود، ما أدى لارتفاع الفجوة بين معدلات إنتاج واستهلاك الزيوت بشكل عام، والتي نستورد منها ما يزيد عن 90% من احتياجاتنا.
وأوضح أن القيادة السياسية وضعت ملف المحاصيل الزيتية ضمن أهم أولوياتها، لمضاعفة المساحات المنزرعة ومعدلات الإنتاجية، بما يصب في صالح تقليل الفجوة وتخفيف معدلات استيراد الزيوت من الخارج بالعملة الصعبة.
الأهمية الاقتصادية لمحصول دوار الشمس
أشار “تعيلب” إلى قائمة المحاصيل الزيتية التصنيعية التي يتم التركيز حاليًا، وفي مقدمتها “دوار الشمس، السمسم، الفول السوداني، فول الصويا”، بالإضافة لمحصول الكانولا شتاءًا، مشيرًا إلى الاستراتيجية التي تم وضعها لزراعة ما يقرب من 3 إلى 4 مليون فدان “دوار الشمس”، بالتحميل على المحاصيل الأخرى، مؤكدًا أن الوصول لهذه المعادلة سيستغرق فترة تتراوح بين عام إلى ثلاثة أعوام على أقصى تقدير.
ولفت رئيس قسم المحاصيل الزيتية بمركز البحوث الزراعية إلى مزايا “دوار الشمس” كمحصول تصنيعي، نظرًا لأنه يتم زراعته على ثلاث عروات، علاوة على إمكانية زراعته في كافة محافظات الجمهورية “قبلي، بحري، مصر الوسطى”، سواء منفردًا أو بالتحميل على محاصيل أخرى، كـ”الخضروات، مزارع الفاكهة الحديثة، قصب الغرز”، ما يسهل مضاعفة المساحات المنزرعة ومعدلات الحصاد المتوقعة.
جهود الدولة وأجهزتها المعنية لمضاعفة المساحات المنزرعة
تطرق “تعيلب” إلى جهود وزارة الزراعة، موضحًا أنها عكفت على وضع العديد من الحلول، لمضاعفة إنتاجية المحاصيل التصنيعية، وفي مقدمتها إنشاء الإدارة المركزية للزراعات التعاقدية، ووضع سعر ضمان عادل، يشجع المزارعين على خوض تجربة زراعتها والتوسع فيها.
وتناول رئيس قسم المحاصيل الزيتية بمركز البحوث الزراعية تداعيات أزمة الحرب “الروسية – الأوكرانية”، بالتزامن مع ارتفاع سعر الدولار، مؤكدًا أنها عززت اهتمام مصانع القطاع الخاص بالمنتج المحلي من دوار الشمس، بعد سنوات من التجاهل والاعتماد على ما يتم استيراده من الخارج.
وأكد “تعيلب” أن القطاع الخاص بات شريكًا أساسيًا للدولة في تعزيز خطط زراعة المحاصيل التصنيعية كـ”دوار الشمس”، من خلال استيعاب الإنتاجية بأسعار مُرضية، وإن كانت هناك مطالبات بإعادة النظر في سعر التوريد لها، لتحفيز المزارعين على مضاعفة المساحات المنزرعة.
وأكد أن الدولة تسعى لتقليل الفجوة الإنتاجية، من خلال المشروعات الزراعية القومية العملاقة كـ”توشكى، شرق العوينات، الضبعة”، لافتًا إلى الجهود الحثيثة التي تقوم بها الشركة الوطنية لاستصلاح الأراضي، في ملف زراعة المحاصيل الزيتية.
موضوعات ذات صلة..
دوار الشمس.. فوائد استخدام “كُسب السرجة” على تركيبة اللبن “حقائق وأرقام”
تداعيات التغيرات المناخية على فول الصويا واشتراطات نجاح الري ومكافحة “الاصفرار والأعفان”