المحاصيل الحقلية الاستراتيجية في مصر كـ«الذرة، القمح، والأرز»، تعتبر من الركائز الغذائية الأساسية التي لا يمكن الاستغناء عنها، والتي توليها الدولة اهتمامًا كبيرًا، وتسعى لتوفيرها بأسعار مناسبة ومتاحة للجميع، من خلال الجهود البحثية واستنباط أصناف جديدة، تقاوم الظروف غير المواتية للزراعة، وهي أحد النقاط الهامة التي تطرق إليها الدكتور خالد جاد – وكيل معهد المحاصيل ومنسق القوافل الحقلية في مركز البحوث الزراعية – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية رانيا البليدي، مقدمة برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.
المحاصيل الحقلية الاستراتيجية
في البداية تحدث الدكتور خالد جاد عن المحاصيل الحقلية في مصر، موضحًا أنها حققت نجاحًا كبيرًا على المستويين البحثي والإنتاجي، ومشيرًا إلى أن مصر تحتل المرتبة الرابعة عالميًا في إنتاج القمح، والأولى في إنتاج الأرز، كما تأتي في المرتبة الثانية أو الثالثة عالميًا في إنتاج الذرة.
وأضاف “جاد” أن مركز البحوث الزراعية يعمل بشكل مكثف على تطوير أصناف جديدة من المحاصيل عالية الإنتاجية، التي تتكيف مع التغيرات المناخية وتتمتع بالمرونة، مشيرًا إلى أن المركز يساهم بشكل كبير في نقل التكنولوجيا الزراعية إلى المزارعين، لضمان تحقيق أفضل إنتاجية ممكنة.
مزايا استنباط أصناف جديدة
وأوضح جاد أن المركز نجح في استنباط العديد من الأصناف الجديدة للقمح، الذرة، والأرز، والتي أثبتت قدرتها على تحقيق إنتاجية عالية رغم الظروف المناخية القاسية، مؤكدًا على أهمية الحملات الإرشادية التي ينظمها المركز لشرح مميزات هذه الأصناف الجديدة وكيفية التعامل معها بالشكل الأمثل للحصول على أفضل نتائج.
وأكد أن مصر قد نجحت في الوصول إلى إنتاجية مستقرة لـ”المحاصيل الحقلية الاستراتيجية” رغم التحديات المستمرة، خاصة فيما يتعلق بالتغيرات المناخية، مؤكدًا أن الأصناف الجديدة قد أثبتت فعاليتها في مواجهة تلك التحديات بفضل الجهود البحثية التي تم بذلها على مدى سنوات طويلة.
واستكمل حديثه موضحًا أن الأصناف الجديدة التي تم استنباطها أثبتت قدرتها على التكيف مع التغيرات المناخية القاسية، حيث لم تتأثر إنتاجيتها بشكل كبير على الرغم من الظروف غير المواتية، لافتًا إلى أن المركز يواصل جهوده في تطوير المزيد من الأصناف المحسنة سنويًا، ومؤكدًا أن المحاصيل الحقلية مثل الأرز والقمح شهدت تحسنًا ملحوظًا في الإنتاجية بفضل الأصناف التي تم استباطها، حيث تم تقليص دورة نمو الأرز من 160 يومًا إلى 120 يومًا، مع زيادة في إنتاجية الفدان من 2.6 طن إلى أكثر من 4 أطنان، كما تم تقليص دورة القمح وزيادة إنتاجيته بشكل ملحوظ.
دور القوافل الإرشادية
أشار “جاد” إلى دور القوافل الإرشادية التابعة لمركز البحوث الزراعية والذي لا يقتصر فقط على المحاصيل الحقلية، بل يشمل أيضًا الإنتاج الحيواني ومكافحة الأمراض النباتية، موضحًا أن هذه القوافل تتنقل بين جميع المحافظات لتقديم الدعم الفني والإرشادي للمزارعين.
ولفت إلى مبادرة حديثة قادها رئيس مركز البحوث الزراعية، الدكتور عادل عبد العظيم، استهدفت ست محافظات لها ظروف خاصة، منها محافظات بورسعيد والشرقية وبني سويف والمنيا، مشيرًا إلى أن هذه المناطق تعاني من مشاكل متعددة تتعلق بالتربة والموارد الزراعية.
وأوضح أن القوافل الإرشادية قامت بزيارات ميدانية لتلك المحافظات، للتنسيق مع المحافظين المحليين وحل المشاكل التي تواجه المزارعين، علاوة على تقديم دعم فني وعلمي في مجالات متعددة، بما في ذلك الزراعة الحيوانية والطب البيطري.
وأشار إلى دور القوافل الإرشادية موضحًا أنه لا يقتصر على تقديم الحلول الفورية، حيث تتابع عملها بشكل مستمر لضمان تحقيق نتائج طويلة الأمد، لافتًا إلى أن هناك تخطيطًا لإنشاء حقول نموذجية في بعض المناطق لزراعة المحاصيل الحقلية وتقديم الدعم اللازم للمزارعين.
تطور الإنتاج الزراعي وتحديث التقنيات
يشير “جاد” إلى أن الأصناف الزراعية أصبحت أكثر مرونة تجاه التغيرات المناخية، حيث تمكنت المحاصيل الحقلية من التكيف مع الظروف الصعبة دون تأثير كبير على الإنتاجية، على الرغم من التغيرات المناخية الحادة في السنوات السابقة، وقد أظهرت الأصناف الجديدة قدرة أكبر على التكيف، مثل الأرز الذي قلل مدة نموه من 160 يومًا إلى 120 يومًا، وزاد إنتاجية الفدان من 2.6 طن إلى أكثر من 4 أطنان، بينما أصبح محصول القمح يحصد في وقت مبكر مقارنةً بالسابق، مما يعكس تقدمًا كبيرًا في مجال الزراعة
دور القوافل الإرشادية في نقل التكنولوجيا
الحديث ينتقل إلى دور القوافل الإرشادية التي تسهم بشكل كبير في نقل التكنولوجيا والمعرفة للمزارعين، حيث تقوم القوافل بجولات في جميع المحافظات وتغطي جميع التخصصات الزراعية والحيوانية، بما في ذلك الأمراض والتسميد، وأهمية التوعية بالاستخدام الصحيح للمبيدات والأسمدة، فالإفراط في استخدامها قد يؤدي إلى نتائج سلبية، وتوفر القوافل تدريبات وتوصيات دقيقة حول استخدام المبيدات المناسبة، مع التحقق من مصدرها وفعاليتها، مما يساعد في تجنب المشاكل الناتجة عن استخدام المبيدات غير الفعالة
توعية المزارعين حول الأصناف والتقاوي
كما تتناول القوافل الإرشادية توعية المزارعين بأهمية انتقاء الأصناف المعتمدة من وزارة الزراعة، حيث تؤثر جودة التقاوي بشكل مباشر على المحاصيل، وتمثل مشكلة كبيرة عندما تكون التقاوي غير معتمدة أو ذات جودة منخفضة، فتؤدي إلى مشاكل صحية في المحاصيل وصعوبة في معالجتها، ولهذا فإن القوافل تعقد ندوات لتوضيح الأصناف الجيدة وكيفية الحصول عليها، وتؤكد على أهمية التحقق من مصدر التقاوي والمبيدات لضمان جودة المحاصيل وزيادة الإنتاجية
مواجهة تحديات الزيادة السكانية
أخيرًا، طرح “جاد” قضية الزيادة السكانية وتأثيرها على الموارد الزراعية والمائية، حيث يمثل الضغط السكاني تحديًا كبيرًا على الأراضي الزراعية والموارد المائية، ويشير إلى أن تحسين استخدام الموارد المائية والأراضي الزراعية هو الهدف الرئيسي، مشيرًا إلى أن إنتاجية المحاصيل كانت أعلى في الثمانينيات والتسعينيات مقارنةً بعدد السكان، وضرورة تحسين كفاءة استخدام الموارد لتحقيق نتائج ملموسة في ظل الزيادة السكانية الحالي.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
موضوعات ذات صلة..
«زراعة الشرقية» تنظم 7 ندوات إرشادية عن محاصيل القطن و الأرز وفول الصويا