المحاصيل البقولية.. اشتراطات الري والتسميد و3 مكاسب اقتصادية للمزارعين

المحاصيل البقولية الشتوية والفول البلدي، والاستراتيجيات الزراعية الصحيحة الواجب اتباعها، كانت ضمن أبرز المحاور التي تطرق إليها الدكتور إيهاب سرحان – رئيس قسم بحوث أمراض المحاصيل البقولية والأعلاف بمعهد بحوث أمراض النباتات – خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية.

المحاصيل البقولية وإجمالي المساحات المنزرعة

في البداية تحدث الدكتور إيهاب سرحان عن منظومة المحاصيل البقولية، موضحًا أنها محاصيل شتوية تضم “الفول البلدي والعدس والترمس والحمص والحلبة”، لافتًا إلى أن الفول البلدي يحتل مرتبة الصدارة فيها، نظرًا لكونه يستحوذ على النسبة الأكبر من المساحة الإجمالية المنزرعة بهذه الحاصلات.

وأوضح أن حاصلات “الترمس والحمص والحلبة”، تزرع على مساحات بسيطة، تتراوح عادة بين 1000 إلى 3000 آلاف فدان، فيما يمثل العدس أقل شريحة في المحاصيل البقولية الشتوية، إذ لا تتجاوز إجمالي المساحة المنزرعة به حدود الـ200 فدان.

وتابع حديثه موضحًا أن مصر تستورد العدس سنويًا مقابل 47 مليون دولار، وهو رقم يتوجب الوقوف أمامه كثيرًا، لافتًا إلى أن الاستيراد ومعدلات التسويق والطلب، والتغيرات المناخية واحتياجات المزارع نفسه، باتت تلعب دورًا أساسيًا في تحديد المساحات المنزرعة بمثل هذه المحاصيل البقولية.

وانتقل “سرحان” بعدها إلى طرق الزراعة المعتادة لمحصول الفول البلدي، موضحًا أنه يمكن زراعته على خطوط أو مصاطب، بالإضافة لتقنيات تحميله على بعض الحاصلات الأخرى، بإجمالي 130 إلى 150 ألف فدان، يتركز أغلبها في الوجه البحري، وبخاصة منطقة النوبارية، والتي تمثل وحدها ثُلث الإنتاج.

مزايا المحاصيل البقولية

3 مكاسب اقتصادية

ركز الدكتور إيهاب سرحان الضوء على مزايا المحاصيل البقولية، موضحًا أن احتياجاتها المائية أقل من باقي الحاصلات الأخرى، ضاربًا المثل بما يحدث في زراعات الفول البلدي بمناطق الإسكندرية والنوبارية والعامرية، والتي يتم الاكتفاء فيها بـ”رية الزراعة” فقط، على أن تستكمل باقي احتياجاته المائية من مياه الأمطار.

ترشيد الاحتياجات المائية

في المقابل لا تزيد احتياجات المحاصيل البقولية المائية في مناطق ومحافظات الصعيد عن 3 ريات كأحد أقصى، فيما يعد تجاوز هذا الحد وصولًا للرية الرابعة، زيادة مفرطة عن المقننات المائية المثلى، التي يحتاجها النبات على مدار الموسم.

وحذر “سرحان” من الإفراط في معاملات ري المحاصيل البقولية، مؤكدًا أن تجاوز حدودها المثلى الموصى بها، يوفر البيئة الخصبة الملائمة للإصابة بالعديد من الأمراض، والتي تترجم رقميًا لنتائج عكسية على صعيد معدلات الجودة والإنتاجية.

تطرق رئيس قسم بحوث أمراض المحاصيل البقولية بعدها إلى جانب آخر من مزايا المحاصيل البقولية وأهمها الفول البلدي، موضحًا أن بذورها تعامل بـ”البكتيريا العقدية”، أو لا تعامل حال زراعة الأرض بأي محصول منها في الموسم السابق، وهي المسألة التي تعزز قدرتها على تثبيت النيتروجين الجوي، وبالتبعية تقلص الاحتياجات السمادية التي سيتم الاستعانة بها.

تخفيض الاحتياجات السمادية

وأوضح أن كافة المحاصيل تحتاج عادة لجرعة تنشيطية سمادية السوبر فوسفات بما لا يقل عن 150 كجم، فيما تختلف هذه النسبة عند زراعة المحاصيل البقولية، حيث يتم تطبيقها في المرة الأولى للزراعة فقط، على أن تخفض الاحتياجات السمادية في المواسم التالية، ويتم الاكتفاء فيها بـ50 كجم فقط.

تحسين خواص التربة

وأضاف أن فوائد المحاصيل البقولية للتربة لا تتوقف عند هذا الحد، حيث تسهم هذه الحاصلات في تحسين خواص التربة، بفضل بكتيريا العقد الجذرية، التي يتم إضافتها عند زراعة أي محصول منها، ما يضاعف من خصوبة الأرض، ويمهد البيئة الملائمة لحصاد أكبر للمحاصيل التالية.

وكشف “سرحان” أن العقد البكتيرية تقلص الاحتياجات السمادية التي تحتاجها التربة بشكل ملحوظ، بحيث لا تتجاوز الجرعة التنشيطية المطلوبة حدود الـ50 كجم فقط، حيث تقوم تلك البكتيريا بالدور الأكبر، عن طريق تثبيت النيتروجين الجوي، لتغطي وتفي باحتياجات التربة لفترة تتراوح بين 75 إلى 80 يومًا.

تداعيات زيادة الجرعات السمادية

وحذر من مغبة وتبعات تجاوز الحدود المثلى الموصى بها للمقننات السمادية، مؤكدًا أن تجاوزها يؤتي بنتائج عكسية، حيث تهيئ زيادة معدلات التسميد الآزوتي البيئة الخصبة لتنامي فرص الإصابة ببعض أمراض فترة المنتصف ونهاية الموسم.

مكافحة الحشائش

واختتم توصياته بالتأكيد على مراعاة الالتزام بالنقاط السابقة، من حيث معدلات الري والتسميد والمعاملات الزراعية الواجبة، مع مراعاة تنفيذ معاملات وإجراءات مكافحة الحشائش، للوصول للنتائج المأمولة والمرجوة بحلول نهاية الموسم.