المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان، واحد من سلسلة المشاريع القومية العملاقة، التي سعت القيادة السياسية لإنجازها على النحو الأكمل، ضمن خطة التنمية الزراعية المُستدامة 2030، والتي تهدف لحماية لأمن القومي الغذائي، وتأمين احتياجات المواطنين من السلع الأساسية والمحاصيل الاستراتيجية، والنزول بحد الاستيراد إلى المُعدلات الرقمية المقبولة، مع توجيه فائض الإنفاق صوب تطوير المزيد من القطاعات الأخرى، كالصحة والتعليم.
خلال حلوله ضيفًا على الإعلامية عبير صلاح، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، ألقى الدكتور عبد الرشيد غانم – مُنسق تطوير مراكز تجميع الألبان بوزارة الزراعة – الضوء على المشروعات القومية العملاقة التي أطلقتها القيادة السياسية، وأحدثها المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان، والمكاسب الاقتصادية المُتوقعة منها.
في البداية تحدث الدكتور عبد الرشيد غانم عن الثروة الحيوانية بشكل عام موضحًا أن غالبيتها العظمى – تتراوح ما بين 80 إلى 90% – ملك للكيانات الصغيرة والمتوسطة “صغار المٌزارعين والمُربين”، فيما لا يتجاوز القطاع النظامي منها حدود الـ10%، لافتًا إلى أن الأخيرة فقط هي التي تُدار وفق أحدث النظم والتقنيات العلمية.
وأشار إلى أن الفئة الأولى التي يُمثلها صغار المُربين والمُزارعين، تُشكل القوام الأساسي وعصب الإنتاج من الثروة الحيوانية في مصر.
المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان
انتقل الدكتور عبد الرشيد غانم إلى نقطة مفصلية، تُمثل حجم الطفرة والنقلة النوعية التي حققتها القيادة السياسية في قطاع الإنتاج الحيواني وصناعة الألبان، مُسلطًا الضوء على مشروع المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان، والذي يضم كافة المراحل والعناصر التي تضمن الوصول لأعلى جودة ممكنة، وفقًا للمواصفات القياسية.
المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان.. حقائق وأرقام
ولفت إلى أن توفير المواد الغذائية والعلف يمثل الركيزة الأساسية لنجاح مشروعات الإنتاج الحيواني، ويُشكل 75% من تكاليف مُدخلات الإنتاج، وهو ما تم مراعاته في المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان، عبر إنتاج سلالات وأصناف جديدة من بذور العلف الأخضر، التي توفر الاحتياجات البروتينية الضرورية للحيوان، كمصدر مُستدام.
موضوعات قد تهمك:
دودة الحشد الخريفية.. استراتيجية الهجوم وأنماط الإصابة والتوقيت الأمثل لبرامج المكافحة
فوارق اقتصادية
وفرق الدكتور عبد الرشيد غانم بين مشروعات الإنتاج الحيواني الصغيرة، موضحًا أن مصادر العلف عند صغار المُربين والمُزارعين ترتبط بموسم زراعة محصول معين مثل البرسيم، ما يعني أنها فترة لا تتجاوز الستة أشهر بحال من الأحوال، على عكس المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان، الذي روعي فيه إيجاد مصدر مُستديم للأعلاف الخضراء، عبر إنتاج سلالات جديدة ذات مواصفات مُعينة، لضمان توافرها لفترات زمنية طويلة، تتجاوز السبعة أعوام، علاوة على إمكانية كمرها وتخزينها لمواسم تالية.
وفسر أهمية إنشاء المشروعات القومية العملاقة على شاكلة المجمع المتكامل للإنتاج الحيواني والألبان، والتي تكمن في النزول بقيمة المُدخلات الرئيسية الممثلة في العلف إلى حدودها المُثلى، نظرًا لاعتمادها على مصدر داخلي، بعيدًا عن الاستيراد بالعملة الصعبة، ما ينعكس بشكل مُباشر على توفير المُنتج النهائي لجمهور المُستهلكين، بأسعار مُرضية وفي متناول الجميع.
إقرأ أيضًا:
العلف الحيواني.. “فهيم” يكشف ملامح خطة الإنقاذ
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو: