المبيدات الزراعية واحدة من الأدوات التي يتم اللجوء إليها، وفق قواعد وآليات صارمة، لا يُمكن التهاون معها أو تجاوزها بأي حال من الأحوال، لتحقيق الهدف المرجو منها، دون تخطي النسب المسموحة والمُوصى بها، مع التعريف بأفضل الاستراتيجيات المُتاحة، للتعامل مع تلك المُركبات الكيميائية “السامة”، وهو الأمر الذي يستدعي الاستماع إلى رأي الخبراء والمُتخصصين في هذا الشأن.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “الزراعية الآن”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور شريف حسين – رئيس قسم متبقيات المبيدات بالمعمل المركزي للمبيدات – ملف شروط التعامل الآمن مع تلك المركبات الكيميائية المُعدة للتعامل مع الآفات والحشرات الضارة بالمحاصيل الزراعية.
نبذة عامه عن دور المعمل المركزي لـ”المبيدات الزراعية”
في البداية تحدث الدكتور شريف حسين عن المعمل المركزي بوصفه الجهة التنفيذية المُوكل إليها تفعيل تكليفات لجنة مبيدات الآفات في مصر، موضحًا أن الأخيرة هي الجهة الحكومية الرسمية المنوطة بتسجيل أي مبيد جديد أو إعادة تسجيله أو إخضاعه للتجربة.
وأوضح أن المعمل المركزي للمبيدات يضم 10 أقسام، أربعًا منها تختص بتنفيذ تكليفات لجنة مبيدات الآفات، وأبرزها قسم بحوث متبقيات المبيدات وتلوث البيئة، والذي يختص بتحديد فترة ما قبل الحصاد الخاصة بجميع الحاصلات الزراعية.
المبيدات الزراعية وتوصيات “فترة ما قبل الحصاد”
شدد “حسين” على أن فترة ما قبل الحصاد تُمثل دراسة علمية ضرورية وهامة، تمد المُزارعين بالمعلومات الصحيحة، الخاصة بتحديد التوقيت الأمثل والموعد المُناسب للحصاد، بعد إجراء أخر رشة أو مُعاملة بـ”المبيدات”، لتحقيق هدفين رئيسيين، الأول هو تعظيم استفادة النبات من المُركب الكيميائي المُستخدم في القضاء على الآفة أو الحد من نسب الإصابة، والثاني هو الحيلولة دون وجود أي مُتبقيات ضارة بالصحة العامة، حال تناول هذه المزروعات أو الثمار.
أهداف منظومة المكافحة المتكاملة وضوابط استخدام المبيدات
لفت إلى أن أهم أهداف تطبيق منظومة المكافحة المتكاملة، هو تعظيم الاستفادة من المبيدات، مُشددًا على عدم صحة الاعتقاد بوجود “مبيد آمن”، موضحًا أن الأصح هو “الاستخدام الآمن” لهذه السموم، التي تستهدف القضاء على الآفة والتخلص منها.
وقال الدكتور شريف حسين إنه شتان الفارق ما بين مُصطلحي “المبيد الآمن” و”الاستخدام الآمن”، مُشددًا على ضرورة أن يصل المُزارع لدرجة الوعي الكاملة، التي تُتيح له التعامل مع هذا المركب الكيميائي، وفقًا للتوصيات الواردة بهذا الشأن.
وأكد على أن الاستخدام الآمن لـ”المبيدات الزراعية” يتطلب ترشيدًا في مُعدلات الاستهلاك، مع الالتزام بتنفيذ التوصيات والإرشادات الواردة بشأنها، والتي تكون مطبوعة ومرفقة مع أي مُركب كيميائي، لتوضيح الكميات المُوصى بها، والموعد الأمثل لتطبيق وتنفيذ المُعاملات، بهدف الوصول لأفضل النتائج المرجوة منها.
لجنة مبيدات الآفات ودورها في زيادة وعي المُزارعين
أشار إلى أن لجنة مبيدات الآفات برئاسة الدكتور محمد عبد المجيد، لا تتوانى عن تحديث وطباعة الالإرشادات والتوصيات الخاصة بالمكافحة، مع مراعاة إضافة أي مُستجدات، سواء على صعيد المُستحضرات والمُركبات الكيميائية، أو الآفات والحشرات التي تُهدد المحاصيل الزراعية في مصر، والتي يتم توفيرها وعرضها للجميع “on line” عبر مُختلف المنصات الإلكترونية المُتاحة.
موضوعات قد تهمك:
محصول القطن.. “التعطيش” و”التسميد البوتاسي” وأبرز (6) معاملات لحصاد ناجح
محصول الأرز.. 3 أخطاء تؤدي لخسارة 65% من السماد الآزوتي
التوصيات الفنية وآليات تنفيذ برامج المُكافحة
نصح الدكتور شريف حسين بتنفيذ الإجراءات الوقائية المُوصى بها، مع بداية ظهور الإصابة، مُحذرًا من خطورة الانتظار حتى انتشار الحشرات والآفات بكثافة عالية، بما يؤدي لتدمير وضياع جانب كبير من المحصول، موضحًا أن الهدف الأسمى من استخدام المبيدات بالأساس، هو حماية المحصول وإنتاجية المُزارع.
وسلط الضوء على آليات تنفيذ برامج المُكافحة، والتي تنص على التركيز على البؤر المُصابة، مع إتاحة الفرصة للأعداء الحيوية والكائنات النافعة الموجودة في التربة، بالتعامل مع الآفة بالشكل الطبيعي، ما يؤدي لضبط الآفة، بما يحول دون الاستخدام المُوسع للمبيدات بشكل جائر.
إقرأ أيضًا:
أرز سخا سوبر 300.. “المركزية للإرشاد”: يُحقق (10) مكاسب اقتصادية للمُزارعين
محصول الأرز.. قواعد التسميد “الآزوتي” وأبرز أخطاء معاملات “الفوسفات” الشائعة
أبرز الأخطاء التي يقع فيها المُزارعين
تناول الدكتور شريف حسين أبرز الأخطاء التي يقع فيها قطاع عريض من المُزارعين، والمُتعلقة بطُرق استخدام وتطبيق المبيدات، ضاربًا المثل باستراتيجيات التعامل الخاطئة التي ينتهجها البعض تجاه مُقاومة دودة الحشد الخريفية، والتي تعتمد على تكرار استخدام ذات المُبيد لأكثر من مرة، ما يؤدي لعدد كبير من الإشكاليات التي تضر بالمحصول.
وأوضح أن لجنة مبيدات الآفات اعتمدت 5 مُبيدات للتعامل مع دودة الحشد الخريفية، لافتًا أن التعامل غير الواعي مع هذه الآفة بالاعتماد على تكرار مُركب واحد فقط منها، يؤدي لزيادة مُقاومة مناعة هذه الكائنات ضد المُستحضر الكيميائي المُستخدم.
تدوير المبيدات المُعتمدة وكسر حلقة مقاومة الآفة
نصح “حسين” بتدوير المبيدات عند تنفيذ عمليات المكُافحة، باستخدام أحد المُركبات الخمسة المُعتمدة في المرحلة الأولى، مع الالتزام بالجدول الزمني المُوصى بها والمرفق معه، قبل اللجوء إلى المُستحضر الكيمائي الثاني، ثم الاعتماد على المبيد الثالث في الرشة الثالثة، وهكذا، حتى يتم القضاء على الآفة بشكل نهائي، وبشكل يُقلص فُرص نجاتها أو تكوين مناعة مُضادة.
ولفت إلى نجاح أي مبيد في القضاء على الآفة، لا يعني تكراره لعدة مرات تالية، نظرًا لأن هذا الخطأ يؤدي لكسر درجة نجاحه، وإتاحة الفُرصة للنسبة الناجية منها، بالتكاثر والإضرار بالمحصول بشكل كارثي.
شاهد: