المبيدات الكيميائية قد تكون أداة جيدة لحماية السلة الغذائية، أو معول هدم خطير للبيئة وحياة الكائنات الحية، ما يستدعي وجود جهة رقابية موثوق في أحكامها، لقياس نسب متبقياتها في المحاصيل الزراعية، والحدود القصوى المسموح بها، والتي يمثل تخطيها تهديد مباشر للصحة العامة.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “مصر كل يوم”، المُذاع عبر شاشة قناة “مصر الزراعية”، تحدث الدكتور خالد ياسين، رئيس قسم سمية المبيدات، بالمعمل المركزي، عن ملف المبيدات الكيميائية، وأهمية استخدامها والجوانب الإيجابية، والعوائد الاقتصادية المُترتبة على توظيفها بالشكل العلمي الصحيح.
المبيدات الكيميائية.. ودور المعمل المركزي في رصد متبقيات
في البداية تحدث الدكتور خالد ياسين عن دور المعمل المركزي في ضبط استخدام المبيدات الكيميائية، بوصفه أحد الأعمدة والركائز الأساسية في معهد البحوث الزراعية، موضحًا أن تاريخ إنشاؤه يعود لعام 1971.
ولفت إلى أن المهمة الرئيسية التي كان المعمل المركزي منوطًا بها هي الرقابة على استخدام المبيدات الكيميائية، وعمل الدراسات العلمية اللازمة لتحري نسب متبقياتها في البيئة ودرجة سميتها، ومدى تأثيرها على الإنسان والكائنات الحية.
موضوعات قد تهمك:
الموالح.. شروط واجب توافرها لزيادة الإنتاجية والوقاية من الأمراض
توجيه رئاسي لرصد متبقيات المبيدات الكيميائية في المحاصيل الزراعية
وأوضح أن المعمل يشمل 10 أقسام رئيسية، بالإضافة لمركز رصد المُتبقيات، بوصفه أحد المشاريع العملاقة التي قام بها المعمل، للتصدى لمهمة متابعة ورصد نسب المتبقيات، باعتباره الجهة الرقابية الوحيدة على المبيدات الكيميائية.
وكشف الدكتور خالد ياسين عن الاستراتيجية التي يعمل وفقها المركز موضحًا أنها جاءت تنفيذًا لقرار الرئيس عبد الفتاح السيسي، والذي وجه بضرورة رصد نسب متبقيات المبيدات الكيميائية في المحاصيل المطروحة بكافة الأسواق، علاوة على القيام بالإجراء ذاته للمحاصيل الرئيسية الموجودة بالمزارع، للتأكد من درجة الأمان المتوفرة فيها، لحماية الصحة العامة للمواطن المصري.
وأكد أن قسم رصد متبقيات المبيدات والعناصر الثقيلة، قام بالفعل بأخد عينات 8 أصناف من المحاصيل الزراعية الرئيسية، للوقوف على نسب المُتبقيات القصوى المسموح بها، بشكل لا يؤثر سلبًا على الصحة العامة للإنسان.
المبيدات الزراعية.. كيف تصل للإنسان؟
تناول الدكتور خالد ياسين ملف الآثار السلبية الناجمة عن الإفراط في استخدام المبيدات الكيميائية، ومدى تأثر الإنسان والكائنات الحية بها، موضحًا أن الدورة الحيوية الطبيعية تبدأ بالتغيرات البيئية، وتتنقل للحيوان والكائنات الحية بالتبعية عن طريق الطعام وماء الشرب، فيما تكتمل تلك الدورة وصولًا للمستهلك، الذي يعتمد على مكونات هذه الدائرة كغذاء.
اللبن.. أفضل مؤشر طبيعي لنسب مُتبقيات المبيدات الزراعية
ولفت الدكتور خالد ياسين إلى أهمية الألبان بوصفها أفضل مؤشر طبيعي لقياس نسب متبيقات المبيدات الكيميائية، وبخاصة المركبات ذات القدرة الفائقة على الذوبان في الدهون، ما يُعزز الاستناد إلى اللبن في كافة القياسات العالمية، نظرًا لتركيبته الطبيعية التي تشغل الدهون النسبة الأكبر منها.
وأوضح أن كافة الدراسات العالمية تعتمد على الألبان كوسيلة قياس بيولوجية موثوق فيها، للوقوف على درجة التلوث البيئي، وانتقال المبيدات الكيميائية عبر السلسلة الغذائية من الحيوان للإنسان.
إقرأ أيضًا:
“نخالة الأرز” مكاسب اقتصادية بالمليارات.. عوائد استغلالها وإعادة تصنيعها