اللقاحات المحلية والمستوردة ضد الأمراض الفيروسية السيادية أو المُستوطنة، واحدة من الأمور التي كثيرًا ما تخضع للمقارنة الظاهرية لدى بعض المُربين، لتغليب أحدهما على الآخر، فيما يسلك البعض مسلكًا مُغايرًا فيما يخص ملف التحصين ضد مثل هذه الأوبئة الخطيرة، وهي الممارسات التي ينبغي تقييمها من قِبل الخبراء والمُتخصصين، للاقتراب منها واستجلاء الحقائق الخاصة بها بشكل علمي دقيق.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مُقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور خالد مرسي – مدير عام بالإدارة للطب الوقائي – ملف اللقاحات المحلية والمستوردة، وأيهما الأفضل بالنسبة لحماية الحيوان من خطر الإصابة بالأمراض السيادية المُستوطنة، وفي مُقدمتها الحمىى القلاعية، مُسلطًا الضوء على خطورة إهمال التحصين وتبعاته السلبية على مشروعات الإنتاج الحيواني المُختلفة.
اللقاحات المحلية والمستوردة.. وأخطر خمسة أوبئة مُستوطنة
في البداية تحدث الدكتور خالد مرسي عن أخطر الأمراض السيادية المُستوطنة، والتي حصرها في خمسىة أوبئة “الحمى القلاعية، حمى الوادي المُتصدع، البكتيريا العقدية، جدري الأغنام، الطاعون”، موضحًا أن القلاعية هي الأشرس والأكثر خطورة ضمن هذه القائمة.ط
ولفت إلى أن التغلب على مثل هذه الأوبئة يتطلب تعاملًا دقيقًا وواعيًا من قِبل جموع المُربين، لحماية مصدر استثماره الأساسي “الحيوان” من أي أعراض مرضية قد تؤدي لنفوقه أو تدهور إنتاجيته، بالشكل الذي يتم ترجمته إلى خسائر اقتصادية في النهاية.
خطورة إهمال التحصينات ضد الأمراض المُستوطنة
أوضح أن اللجوء إلى اللقاحات والتحصينات هو الحل الأمثل بالنسبة للمُربي، نظرًا لكونه يُمثل غطاءً وقائيًا وحماية لمناعة الحيوان، ضد أي إصابة أو تحور فيروسي مُحتمل، ما يجعل الإهمال أو التغاضي عن تنفيذها بالشكل الصحيح، وطبقًا للمواعيد المُحددة والمُوصى بها، أمرًا غير منطقي بالمرة، مؤكدًا أن أول المُتضررين سيكون هو المُربي نفسه، والذي سيخسر مصدر رزقه واستثماره.
انتقد “مرسي” بعض السلوكيات الخاطئة التي ينتهجها بعض المُربين، عن غير وعي بتبعاتها السلبية الخطيرة على حيواناتهم، والتي يعتمدون فيها على قناعاتهم الشخصية، التي تقضي بعدم جدوى حملات التحصين واللقاحات، لافتًا إلى أن هذه الإجراءات زهيدة الثمن مُقارنة بما يتم إنفاقه فعليًا على تغذية الحيوان نفسه، علاوة على كونها لا تُمثل أي رقم في مُعادلة الربحية الاقتصادية التي يُدرها المشروع.
موضوعات قد تهمك
الحمى القلاعية.. موقف إنتاج اللقاحات المحلية وضوابط الاستيراد
ذبابتي البحر المتوسط والخوخ.. أبرز مظاهر الإصابة على ثمار المانجو
اللقاحات المحلية والمستوردة.. حقائق علمية
عقد المدير العام بإدارة الطب الوقائي مُقارنة بين اللقاحات المحلية والمستوردة، موضحًا أن بعض المُربين يُفضل اللجوء للنوع الأخير، اعتقادًا منه بأنه مردودها الصحي أفضل بالنسبة للحيوان، وأن جودتها وتأثير المادة الفعالة فيها هو الأعلى.
وكشف الدكتور خالد مرسي أن المقارنة علميًا بين اللقاحات المحلية والمستوردة، تصب في صالح المُنتج المحلي على عكس كل التوقعات، والتي لا تعتمد على مُقدمات علمية صحيحة، وفي الأغلب الأعم تكون مبنية على الاعتقادات الشخصية دون وجود أي أساس يدعمها على أرض الواقع.
وأكد “مرسي” أن القاعدة العلمية المُتعارف عليها بالنسبة لمقارنة “اللقاحات المحلية والمستوردة”، يكون المُنتج المحلي فيها هو صاحب الكفة الأرجح، نظرًا لاستخلاصه من العترة الأساسية للمرض أو الإصابة الفيروسية، ما يؤدي لنتائج أسرع وأكثر كفاءة، ناهيك عن الفوارق الكبيرة في التكلفة المادية لكٍل منهما، مُشيرًا إلى أن قيمة الحقنة الواحدة التي يتم استيرادها من الخارج تُعادل 5 أضعاف تكلفة إجمالي التحصين بالمنتج المحلي.
إقرأ أيضًا
محصول الثوم.. مُعاملات الري للزراعات المبكرة والأراضي المصابة بالحشائش
البرسيم الفحل و”الصرف الحيوي”.. 3 فوائد بيئية واقتصادية لـ”مُزارعي القمح”
تقاوي الثوم.. مُعاملات ما قبل الزراعة وأبرز التوصيات لطريقتي “الحراتي والعفير”
شاهد