اللفحة المبكرة والمتأخرة هما فصيلان من الآفات التي تتربع على عرش الأمراض الوبائية لمحصول البطاطس على مستوى العالم، وأحد الهواجس التي تؤرق صغار المُزارعين على الدوام، ما يفرض عليهم اللجوء لعدد من الخطوات الاستباقية والعلاجية للحيلولة دون خسارة إنتاجهم بنهاية الموسم.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج نهار جديد، تحدث الباحث رمضان أحمد عرفة، الباحث بمعهد أمراض النباتات، عن أهم الفوارق ما بين اللفحة المبكرة والمتأخرة، وأهم الخطوات الواجب اتباعها، للحيلولة دون انتشار هذا الوباء في محصول البطاطس، والخطوات والمواد الأمثل للعلاج حال الإصابة.
نسبة الخسائر المتوقعة حال الإصابة بالمرض
في البداية أكد الباحث رمضان عرفة على أن وباء اللفحة المبكرة أو المتأخرة كلاهما يسبب خسارة فادحة لمزارعي البطاطس على مستوى العالم، تصل إلى نسبة 100% من إجمالي المحصول النهائي، بحلول موعد الحصاد أخر الموسم.
وشدد على أن كلا النوعين يمثلا وجهين لأحد أخطر الأمراض الوبائية، والتي تهدد محصول البطاطس ومزارعيه على مستوى العالم، ما يستدعي الالتزام بحزمة من التدابير الوقائية، وخطط المكافحة التي تكبح جماح هذه الخسائر منذ بداية الموسم.
لا يفوتك.. القطن العضوي ومجالات استخدامه والعائد الاقتصادي
أبرز الفوارق بين اللفحة المبكرة والمتأخرة
لفت الباحث رمضان عرفة إلى أن أبرز الفوارق بين اللفحة المبكرة والمتأخرة تتمثل في أن الأولى لها مركز واحد على سطح الورقة الخضراء الخاصة بالنبات، فيما تنتشر مجموعة من الدوائر حولها، بينما المتأخرة تتميز بأنه يصاحبها ظهور زغب أبيض على أطراف الورقة، فيما تبدأ البقعة الدالة على المرض صغيرة، وتستفحل ويزداد حجمها مع تفاقم درجة الإصابة.
موضوعات قد تهمك:
قرون إناث الجاموس وعلوم الفلك.. وعلاقتها بزراعة القطن العضوي “حقائق مُذهلة”
نواتج تقليم الرمان.. أفضل الطرق لإنتاج شتلات جديدة من مخلفات الأشجار
أسباب الإصابة بوباء اللفحة المبكرة والمتأخرة
أشار أستاذ معهد أمراض النبات إلى اختلاف أسباب الإصابة بوباء اللفحة المبكرة واللفحة المتأخرة، مؤكدًا أن كلا النوعين له كائن ممرض يختلف عن الآخر بالكلية.
وأوضح أن اللفحة المتأخرة يسببها فيروس فيتوفثورا إنفستنس، فيما يتسبب الكائن الممرض المعروف باسم “Alternaria solani” في الإصابة باللفحة المبكرة.
اللفحة المبكرة.. وباء ذكي وتحورات دائمة
وأوضح أن العرف والدراسات العلمية أكدت اختلاف موعد الإصابة، حيث تزداد معدلات اللفحة المتأخرة في فصل الشتاء، فيما تتركز العدوى باللفحة المبكرة خلال الصيف، لافتًا إلى أن هذه النظريات سقطت حاليًا، بسبب التغيرات المناخية التي خلطت بين الأجواء والفصول، بشكل باتت معه ظهور علامات الإصابة بكلا الوبائين في ذات المحصول، شيئًا مُعتادًا لأغلب المُزارعين والباحثين.
وأرجع الباحث رمضان عرفة هذه المفارقات التي تُخالف كافة النظريات التي تم تأكيدها في كافة الأبحاث والكتب والمراجع العلمية، بالقدرة المُذهلة للكائنات المُسببة لهذا المرض، والتي تملك قدرة كبيرة على التحور بالشكل الذي يسمح لها بالاستمرار والحياة، باختلاف الظروف البيئية والمناخية.
شاهد.. دور تطبيقات البحوث في التنمية الزراعية
توقيت ظهور الإصابة بمرض اللفحة المبكرة والمتأخرة
أكد باحث علوم أمراض النبات، أن وباء اللفحة المبكرة والمتأخرة يظهر بعد شهر واحد فقط، بالتزامن مع بداية عمليات الإنبات، مُشيرًا إلى أنه يضرب كافة أجزاء النبات سواء كانت أوراق أو سيقان أو درنات مدفونة تحت التربة، موضحًا أنه مرض مُدمر بكل ما تحمله هذه الكلمة من معنى.
الإجراءات الوقائية وتوقيت البدء فيها
شدد الباحث رمضان عرفة على ضرورة قيام المُزارعين برش محصول البطاطس بجرعة وقائية فور ظهور الشبورة، باستخدام المبيدات المُعتمدة من قبل وزارة الزراعة، حتى لو لم تظهر أي علامات أو مؤشرات للإصابة، مؤكدًا على أن “الشبورة”، تُمثل أفضل بيئة لانتشار مرض اللفحة المبكرة والمتأخرة، ما يستدعي سرعة التحرك فور ظهورها.
وحدد عرفة عدد الجرعات المطلوبة برشة واحدة أسبوعيًا، مؤكدًا أن اللجوء للرش بالمبيدات كإجراء وقائي، يقلل من حدة الخسائر والتكاليف، التي سيتكبدها المُزارع حال تحركه بعد ظهور المرض.
أفضل المواد الفعالة للمكافحة بعد ظهور الإصابة
أوصى الباحث رمضان عرفة جميع مزارعي البطاطس، برش جرعة من المبيدات المُعتمدة، والتي تحوي المواد الفعالة ازوكسي ستروبين (Azoxystrobin)، وكلوروثالونيل Chlorothalonil))، فسفور الألومنيوم، وبروموكربوهيدركلورولايت، بالتبادل مرة كل ثلاثة أيام، حال ظهور أعراض الإصابة بمرض اللفحة المبكرة والمتأخرة.
وبرر اللجوء إلى استخدام أربعة أنواع من المواد الفعالة المُختلفة، بأنها تأتي ضمن استراتيجية المكافحة الآمنة، لعدم إتاحة الفرصة لتحور الكائن الممرض، وإنتاج سلالات جديدة يمكنها التغلب على المبيد، حال استخدام نوع واحد فقط دون تغيير.
إقرأ أيضًا:
أمراض البطاطس.. أهم النصائح الواجب اتباعها لمقاومة ظهور الآفات