الكمبوست السماد العضوي الصناعي كبديل للأسمدة الكيماوية تناوله أ.د.هشام كمال أبو العلا الباحث بقسم خصوبة وميكروبيولوجيا الأراضى- مركز بحوث الصحراء بالشرح والتفصيل في مقالة علمية نشرت
مقدمة: تلعب الأسمدة العضوية دوراً مهماً في تحسين خواص التربة الطبيعية والكيميائية، إضافة إلى أنها تقوم بإمداد النبات بما يحتاجه من ماء وعناصر غذائية، مما يؤدي إلى زيادة خصوبة التربة، وبالتالي زيادة الإنتاج.
وتعتبر الأسمدة العضوية الصناعية ” كمبوست” البديل الآمن للأسمدة الكيماوية لرخص ثمنها وسهولة استخدامها ولكونها تصلح لجميع أنواع الأراضي وبها يمكن الحصول على محصول وفير خال من الملوثات وآمن للإنسان والبيئة ويسمح له بالتصدير.
وأحب أن أطرح سؤالا: متى عرف الإنسان الزراعة العضوية؟ والجواب منذ القدم فقد عرف المصريون القدماء الزراعة العضوية حيث لاحظ الفلاح المصري القديم أن الأرض التى بها روث نتيجة رعي الأغنام والماشية بها زاد فيها المحصول أكثر من غيرها فبدأ بتجميع روث الأغنام والماشية وتقليبها في الأرض قبل الزراعة.
وتوارثت الأجيال هذه الطريقة حتى بداية الحرب العالمية وظهور الكيماويات التى فاجأت العالم بتطور هائل فى مجال الزراعة من حيث زيادة الإنتاج دون الوقوف على الأضرار الجانبية التي يسببها الإسراف في استخدام الأسمدة والمبيدات.
وهنا سؤال أيضا ولماذا عاد الإنسان مرة ثانية الى الزراعة العضوية؟ بمعنى آخر هل وجد الإنسان مشاكل فى إستخدام الأسمدة الكيماوية لذلك عاد مرة ثانية الى الزراعة العضوية؟
والجواب لما رأى الإنسان ما خلفته الأسمدة والمبيدات الكيماوية من أضرار وأمراض كثيرة معضلة ومكلفة بالإنسان والبيئة رأى أن العودة للطبيعة التى خلقها الله سبحانه وتعالى هى الأفضل لحياة أفضل ولصحة وسلامة للناس والأجيال القادمة فكما صنع الأسمدة والمبيدات بدأ يصنع الأسمدة والكيماويات العضوية التى لاضرر منها.
وبالبحوث والدراسات تمكن من إنتاج أسمدة صديقة للبيئة وفي الوقت نفسه تعطي محصول إقتصادي وفير وانتشرت هذه الثقافة في ربوع العالم وفى مصر وفيالآونة الأخيرة إزداد الطلب على السماد العضوي الصناعي خاصة مع اتجاه الدولة للتوسع الأفقى واستصلاح 1.5 مليون فدان لسد الفجوة الغذائية ومواجهة الإنغجار السكاني.
ومن المعروف أن هناك كميات ضخمة من المخلفات الزراعية النباتية والحيوانية الناتجة عن العمليات الزراعية المختلفة تقدر بحوالي 35 مليون طن/ سنويا، و لا يستفاد بجزء كبير منها على النحو الأمثل لذا تعتبر عائقا فى عمليات التنمية الريفية نظرا لكبر حجمها وعدم المعرفة لدى البعض بطرق الإستفادة منها وتحويلها إلى منتج مفيد ونظيف.
لذلك يجب تحديد مصادر تلك المخلفات و خصائصها حتى يكون التخطيط صحيحا فى إدارة و تدوير مثل هذه المخلفات التى تعتبر ثروة كبيرة خاصة بعد ارتفاع أسعار الأسمدة الكيماوية ويمكن تقسيم تلك المخلفات العضوية الى ثلاث مجموعات رئيسية: مخلفات محاصيل زراعية- مخلفات حيوانية- مخلفات التصنيع الزراعى.
ويشير الجدول التالي إلى الكميات الجافة من المخلفات الزراعية المنتجة سنويا والتى تعتبر ثروة ضائعة إذا لم يحسن إستخدامها
المخلفات | الكمية (مليون طن مادة جافة/سنة) | ملاحظات |
حطب القطن | 1.600 | غير مستغلة |
قش الأرز | 3.600 | غير مستغلة بنسبة 70% |
حطب الذرة | 4.500 | أعلاف |
مصاصة القصب | 5.030 | غير مستغلة |
زعازيع القصب | 1.360 | إضافات أعلاف |
قش القصب | 0.500 | غير مستغلة |
تبن القمح | 6.900 | إضافات أعلاف |
تبن الشعير | 0.200 | إضافات أعلاف |
مخلفات بنجر السكر | 0.320 | أعلاف |
تقليم الأشجار | 1.680 | غير مستغلة |
مخلفات الخضار | 0.710 | أعلاف |
مخلفات الموز | 1.685 | غير مستغلة |
تبن الفول | 0.35 | إضافات أعلاف |
تبن العدس | 0.012 | إضافات أعلاف |
تبن البسلة | 0.042 | إضافات أعلاف |
مخلفات الحدائق والمنتزهات | 1.141 | غير مستغلة |
حطب السورجم | 1.200 | أعلاف |
من الجدول السابق يتضح الاتى:
جملة المخلفات الز راعية 33.477 مليون طن.
إجمالى الكميات التى يتم الاستفادة منها 15.594 مليون طن.
الكميات التى لم يتم الاستفادة منها 17.883 مليون طن.
يمثل قش الارز منها حوالى 25 % تقريبا 3.6 مليون طن تقريبا من الكميات التى لم يتم الاستفادة منها.
الأهمية الاقتصادية للمخلفات الزراعية
طبقا للدراسات التى اجريت بالمراكز البحثية والاحصائيات المتوفرة لدينا فإن قيمة محتويات المخلفات الزراعية من المكونات العضوية والمعدنية تعادل حوالي 3 مليار جنيه ويمكن تفصيلها على النحو التالى :-
تعادل 1800 مليون جنية | 18 مليون طن | مكونات عضوية 50 % |
تعادل 675 مليون جنية | 360 ألف طن | أزوت |
تعادل 77 مليون جنية | 58 ألف طن | فوسفور |
تعادل 379 مليون جنية | 372 ألف طن | بوتاسيوم |
أنواع الأسمدة العضوية
- السماد الأخضر: إحدى أنواع الأسمدة التي تستخدمها عند تغير المحاصيل الزراعية التي تقوم بزراعتها، وهذا ما نسميه قلب المحصول في الأرض، كما أنه يعد من ضمن المحاصيل الزراعية التي تستخدم في زراعة النباتات البقولية المتنوعة.
- فمن أهم فوائد التسميد الأخضر كونه يساعد في التخلص من بقايا النباتات المتبقية بالتربة، بالإضافة إلى المساعدة في توفير النيتروجين اللازم للتربة الزراعية، وأيضا المساعدة في امتصاصه للتربة بصورة جيدة.
- السماد البلدي أو سماد المزرعة: ويعتبر أفضل سماد عضوى يضاف إلى التربة لتحسين خواصها الطبيعية والكيميائية والبيولوجية. وسماد المزرعة هو خليط من مخلفات الحيوانات مع الفرشة وعادة ما يتكون من خليط من مخلفات الحيوانات المجترة وحيوانات النقل أو الدواجن. وعادة ما توضع الفرشة Bedding لامتصاص المخلفات السائلة.
- وبالتالى عدم تسربها وسهولة نقلها بعد ذلك. وفى مصر عادة ما يوضع التراب كفرشة تحت الحيوانات وقد يوضع قش الأرز كفرشة لحيوانات اللبن والخيول. عيوب هذه الطريقة: احتمال وجود بذور الحشائش و الميكروبات الضارة والنيماتودا ويتم التغلب على ذلك بكمرها تحت ظروف هوائية لرفع درجة الحرارة بها وبالتالي يتم القضاء على بذور الحشائش والطفيليات والميكروبات الممرضة.
- سماد السبلة: سماد السبلة ذلك المعروف عن سماد الخيول والذي يستعان به كثيرا في تسميد الأراضي الزراعية، وأيضا لكونه من ضمن أنواع الأسمدة الطبيعية التي تشتمل على فوائد كثيرة ومتنوعة، تعود عن استخدام السماد في التخلص من الأضرار الزراعية التي تترتب عن استخدام الأسمدة الكيميائية.
- سماد الدواجن: أصبح اليوم من أنواع الأسمدة المستخدمة في الأراضي الزراعية، ازداد الاعتماد عليها بصورة كبيرة نتيجة لانتشار المزارع الخاصة بالدواجن، والجدير بالذكر هنا أن من أهم الفوائد التي تنتج عن استخدام سماد الدواجن كونه يترتب عليه التخلص من المشاكل الناتجة عن السماد من الروائح الكريهة، وأيضا الأمراض التي تنتج عنها بالإضافة إلى الاستفادة بها في التربة الزراعية كإحدى أنواع الأسمدة الطبيعية، كما أن سماد الدواجن يعد له أنواع كثيرة ومتعددة منها:
- سماد دجاج التسمين: ذلك المستخدم فيه فرشة التبن القمح أو ما يعرف بنشارة الخشب التي تساعد في التخلص من الرطوبة التي يشتمل عليها السماد واستخدامه بعد حوالي شهرين بعد أن يجف السماد ويرتفع فيه نسبة النيتروجين، وذلك ما يستعان به في زراعة الخضروات والفواكه لما له من نتائج جيدة للغاية، بالإضافة إلى كونه يقوم على إنتاج محاصيل جيدة ووفيرة.
- سماد الدجاج البياض: وذلك ما يتم جمعه بشكل دائم طوال اليوم بواسطة سير ناقل، فالسماد المجمع من المعروف عنه كونه ذات رائحة كريهة، فتتمكن من التخلص من تلك الرائحة، ذلك بالإضافة إلى التخلص من الحشرات المجمع عليها، فيتم جمع السماد وتركه في الهواء حتى يجف، كما أنه يتميز باحتفاظه بالرطوبة المشتمل عليها، كما أن ذلك النوع من السماد يستخدم كإحدى أنواع الأعلاف المستخدمة في المزارع السمكية، وذلك لما يشتمل عليه من نسبة عالية من النيتروجين.
- السماد العضوي الطبيعي: ذلك المعروف بتكوينه من مخلفات الحيوانات والنباتات، والتي يتم خلطها مع بعضها البعض بصورة جيدة، كما قد تتمكن من إضافة الكبريت والدلوميت وأيضا الفسفور والفلسبار إليها ، ومن أهم مميزاته كونه لا يشتمل على تلك الموارد المعدنية التي تشتمل عليها بعض من الأنواع الأخرى من الأسمدة والتي قد ينعكس استخدمها على التربة بصورة سلبية.
- سماد البيوجاز: وتعد من أنواع الأسمدة الأخرى الغير معروفة لدى الكثيرين، تلك التي عرف بسماد البيوجاز والناتج عن المحلول المتبقية من تعبئة الغاز، ويكون على هيئة سوائل يتم الاستعانة بها في حراثة التربة الزراعية مضاف إليه مياه الري، فيشتمل على فوائد عديدة تستفيد بها التربة الزراعية.
- سماد القمامة: من أنواع الأسمدة التي أصبح يعتمد عليها اليوم لإفادة التربة بها، بالإضافة إلى التخلص من الأضرار التي تنتج عنها، فباستخدام مخلفات القمامة تتمكن من إنتاج سماد عضوي متميز يتم تصنيعه بالاعتماد على طريقة التخمير الهوائية أو اللاهوائية فكلا منهم ينعكس على التربة الزراعية بفوائد متعددة.
- سماد الفيرمي كمبوست: هو سماد عضوى ناتج من التحلل الكامل للمادة العضوية بعد هضمها من قبل دودة الأرض وهو كافى لسد احتياجات النبات من العناصر الكبرى والصغرى وكذلك البكتريا النافعة ويعيد التوازن البيولوجي للتربة فى فترة وجيزة لكنه مازال غالي الثمن.
- السماد العضوي الصناعي “الكمبوست”: إحدى أنواع الأسمدة الزراعية التي يستعان بها دائما لتعديل والتصليح من التربة، فيتكون السماد الصناعي من نسب متعادلة من الأسمدة العدنية مضاف إليها عنصر الأزوت وأيضاً الفسفور والكربونات، ذلك النوع من الأسمدة التي يكون لديها القدرة في المحافظة على نسبة المياه الموجودة بالتربة وعلاج مشاكل الرشح.
أنواع السماد العضوي الصناعي: سماد عضوي نباتي وهو ناتج من مخلفات نباتية فقط وسماد عضوي حيواني ناتج من كمر المخلفات الحيوانية فقط وسماد مختلط ناتج من خلط المخلفات النباتية والحيوانية.
لذا كان من الضروري إلقاء الضوء على هذا الموضوع الهام ” الكمبوست” تعريفه أهميته وطريقة صناعته …
تعريف السماد العضوي الصناعي (كمبوست): هو السماد الجيد الناتج من عملية كمر وتخمر المخلفات العضوية: (نباتية – حيوانية – مخلفات المنازل) بفعل الكائنات الدقيقة هوائيا وذلك بفرمها وترتيبها فى طبقات على شكل كومة وتنديتها بالمياة وإضافة بادئ من الميكروبات المفيدة والمخصبة والتى سيتم ذكرها فيما بعد.
أهميته: الكمبوست سماد جيد مخصب للأراضي خاصة الفقيرة منها، فهو يعمل على تحسين خواص التربة واحتفاظها بالماء والعناصر المغذية، علاوة على التخلص من بذور الحشائش والميكروبات الضارة التى تتواجد فى المخلفات.
والجدير بالذكر أن الكمبوست الجيد والمخصب بميكروبات التسميد الحيوى غير مكلف إذا ما قورن بالأسمدة المعدنية علاوة على تقليل مخاطر تلوث البيئة، كما أن تقنية إنتاج السماد العضوى الصناعي بسيطة وغير معقدة، ولا تحتاج إلى مهارات معقدة، كما أن غالبية الآلات الموصى بها لإنتاج الكمبوست تتوفر بالمزارع والقرى الريفية.
خطوات إنتاج السماد العضوي الصناعي الكمبوست
- اختيار مساحة مناسبة على رأس الحقل يفضل أن تكون ظليلة و قريبة الى قناة الرى أو مصدر مائى، ويحتاج الطن من المخلفات إلى مساحة من الأرض حوالى 2X3 ويفضل أن تكون لها ميل بسيط ويحفر حولها مجرى لتجميع الراشح من الكومة وإعادة ترطيب الكومة به.
- يتم تجهيز المخلفات بتقطيعها إلى قطع صغيرة ويفضل استخدام آلات الدراس لهذا الغرض لسرعة عملية التحلل أو فرمها.
- يتم تحضير المخلوط المنشط و هو حوالى (25-30 كجم سلفات نشادر + 5 كجم سوبر فوسفات أو 15 كجم صخر فوسفات+ 150 كجم تربة خصبة غير ملحية + 15 كجم جبس زراعى) لكل طن مخلفات.
- يفضل وضع طبقة من سيقان الذرة أو حطب القطن فى أرضية مكان المكمورة لسهولة عملية التهوية ثم توضع أول طبقة من المخلفات المفرومة بارتفاع 0.5 م ثم ينثر 10/1 المخلوط المنشط وترطب بالماء. ثم تدك الطبقة بالأقدام حتى تهبط تماما.
- تكرر الطبقات مع ترطيب كل طبقة بالماء.
- تغطى الكومة من الخارج بطبقة من التراب ثم تغطى بالخيش أو البلاستيك أو أوراق الموز أو الحشائش إن وجد.
- يتم ترطيب الكومة أسبوعيا بالماء لحفظ درجة الرطوبة عند حوالى 60%.
- يتم تقليب الكومة بعد أسبوعين عند إنخفاض درجة حرارة المكمورة حيث يتم إضافة البكتريا المحللة للسيليلوز (بيوكمبوستين) وهو منتج حيوي فعال يعمل على تحلل المخلفات النباتية بإفرازه العديد من الإنزيمات والأحماض العضوية التى تحلل السيليلوز واللجنين مما يسرع من عملية إنضاج الكمبوست وهذا المنتج تنتجه معامل وحدة ميكروبيولوجيا الأراضي بمركز بحوث الصحراء (حيث يتم إضافة 3 -5 لتر من البكتريا مع ماء الترطيب لكل طن من المخلفات).
- ثم يعاد تقليبها بعد 3 أسابيع حتى تمام النضج.
- تنضج المكمورة فى فترة من 1.5 – 5 شهور طبقا لمحتوياتها من المواد العضوية ويعطى الطن حوالي 2.5 متر مكعب من السماد العضوي، ويستدل على نضج المكمورة من انخفاض درجة الحرارة مع انخفاض رائحة الأمونيا المتصاعدة وتحول لون الكومة إلى اللون البنى حيث تصل نسبة العناصر فيه كما يلى : 15% مادة عضوية- 0.6% نيتروجين- 0.4% فوسفور- 0.4% بوتاسيوم-
- بعد تمام النضج يتم إضافة بعض المخصبات الحيوية مثل بيوكير N&P&K وهذه المخصبات عبارة عن سلالات ميكروبية فعالة تم عزلها وإختبار كفاءتها فى تثبيت النيتروجين وإذابة الفوسفات وتيسر البوتاسيوم وإنتاج الهرمونات والمنشطات النباتية وهى تنتج تحت إشراف معامل وحدة ميكروبيولوجيا الأراضي بمركز بحوث الصحراء وهذه المخصبات تزيد من جودة الكمبوست فهي غنية بالهرمونات النباتية التى تحسن جودة الإنتاج كما ونوعا مما يعود على المزارع بالنفع والخير.
العوامل التى تؤثر على إنتاج الكومبوست:
- حجم المخلف ونوعية المخلفات: فكلما كانت المخلفات ناعمة أدى ذلك إلى سرعة التحلل والحصول على نتائج ممتازة.
- نسبة الكربون الى النتيروجين C/N: وهذا يتوقف على نوع المخلفات المضافة ومكوناتها فإذا كانت المخلفات غنية بالبروتين كانت سرعة التحلل أسرع مما كانت نسبة السيليلوز والكربون عالية.
- النشاط الميكروبى: فكلما أضفنا بعض السلالات المحللة للسيليلوز والمنتجة لللإنزيمات ةالمفرزة للهرمونات النباتية أدى ذلك إلى سرعة تحلل المخلفات والحصول على منتج جيد.
- الرطوبة: يجب المحافظة على رطوبة الكومة فى ما بين 50 – 60 % خلال فترة التخمير ويمكن التعرف عليها بأخذ عينات من داخل الكومة وضغطها فى راحة اليد حيث تكون منداة مثل العرق عند وجود الرطوبة المناسبة. وفى هذه الحالة فان درجات الحرارة الكومة تصل إلى حوالى 65 م° بعد 48 – 72 ساعة وتستمر لمدة شهرين وللوصول إلى كفاءة عالية فى التخمير فإنه يجب المحافظة على الحرارة المنطلقة وذلك بتقليل السطح المعرض من الكومة للهواء الخارجى بحيث يكون عرضها فى حدود 3 م وارتفاعها لا يزيد عن 2 م وبالطول المناسب لحجم المخلفات. وهناك علاقة بين الرطوبة والتهوية فزيادة الرطوبة عن 60 % تقلل فرصة التخمر الهوائى وتظهر نواتج الاهوائية الغير مرغوبة فيها.
- درجة الحرارة: أما من حيث الحرارة فإنه للوصول الى كفاءة عالية فى التخمير فانه يجب المحافظة على الحرارة المنطلقة وذلك بتقليل السطح المعرض من الكومة للهواء الخارجى كما ذكرنا إنفا حيث تصل درجة الحرارة داخـل المكمورة إلي 55 – 70 درجة مئوية في مدة قد تصل إلي شهر مما يساعد في القضاء علي الميكروبات والفطريات المسببة للأمراض. وكذلك النيماتودا وبذور الحشائش، كما أن الكائنات الحية الدقيقة النافعة تقوم بإفراز بعض منظمات ومنشطات النمو الطبيعية التي تحسن صفات الجودة، وكذلك العديد من المضادات الحيوية التي تساعد في القضاء علي الكائنات الدقيقة الممرضة سواء تلك الموجودة في المكمورة أو الموجودة في التربة وبذلك يكون للكمبوست دور كبير في المكافحة الحيوية لآفات التربة.
- التهوية: زيادة الرطوبة عن 60% أو تضاعف الكومة يؤدي إلي انخفاض الحرارة مباشرة وتصاعد الروائح الكريهة وظهور اللونين الأزرق والأسود داخل الكومة نظراً لسيادة الظروف الاهوائية وللتغلب على هذه الظروف يجرى تقليب يومي للكومة في هذه الحالة.
ويجب الإشارة إلى أن هناك طرق أخرى لإنتاج الكمبوست تعتمد على حجم المخلفات المتاحة وتوافر الميكنة فهناك الطريقة اليدوية أو البدائية حيث يقوم المزارع بإعداد الكومة بمعدات بسيطة باستخدام مفرمة صغيرة الحجم واستخدام الجرار الزراعى أو الفاس فى تقليب المكمورة (كما هو وارد فى الخطوات السابقة) وهناك إستخدام الميكنة فى الفرم والتقليب والترطيب والتعبئة باستخدام آلات متطورة وفى الحالة الأولى تكون المكمورة على شكل كومة أما فى الثانية فتكون على شكل مصفوفات طويلة ومتوازية بينها مسافات لدخول الميكنة لأعمال التقليب والترطيب وإضافة المخصب الحيوي. وفترة النضج تكون أطول في الطريقة البدائية عن إستخدام الميكنة حيث أن عملية التقليب بالميكنة تستطيع تهوية المكمورة بشكل أحسن ومساحة السطح المعرض للتحلل أكبر وبالتالى التخلص من ثاني أكسيد الكربون المخزن بين طيات المكمورة وكذلك التوزيع المتجانس للمكونات من الرطوبة والمخصبات الحيوية المضافة يكون أفضل باستخدام الميكنة وبالتالي جودة المنتج النهائي أحسن إذا ما قورن بالطرق اليدوية.
تخزين سماد المكمورة:
يخزن السماد الناضج بكبسه جيداً وتقليل حجمه مع حمايته من حرارة الشمس والرياح وتغطيته بالقش أو قطع من الخيش، مع مداومة ترطيب المكمورة من الخارج بالماء أو وضعه في مخازن جيدة التهوية لحين إستخدامه.
كيفية إستخدام الكمبوست: يستخدم السماد العضوى الناضج بمعدل 10-20 م3 للفدان (حوالى 4-8 طن/ فدان) فى حاله المحاصيل الحقليه أو الخضر (زراعه كثيفه) أما التى تروى ريا سطحيا أو بالرش ينثر السماد يدويا او بواسطه مقطورات نثر السماد ويقلب مباشره بالارض بالحرث مع عدم تركه معرضا للشمس.
وفى حاله زراعه الخضر على مصاطب فينثر السماد ويخلط جيدا بالتربه ثم تقام المصاطب أو بدلا من ذلك يمكن القيام بعمل خندق يوضع به السماد ثم يردم بعد ذلك وفى حاله استخدام السماد العضوى مع السوبر فوسفات لاعداد الجور يتم خلط السماد مع ناتج حفر الجورة بأكمله ثم إعادته للجورة ثم تزرع الشتلات للمساعدة فى انتشار المجموع الجذرى ولاينصح بوضع طبقات السماد فى باطن الجورة وردمها حيث تتسبب أحيانا فى موت الشتلات.
مواصفات الكومبوست الجيد | |
اللـــــــــــــــــون | بنى غامــــــــق |
الرائحــــــــــــــــة | مقبولة رائحة التراب المرشوش بالماء |
القـــــــــــــــــوام | إسفنجي |
وزن المتر المكعب | لا يزيد عن 700 كيلو جرام /م3 |
الرطوبـــــــــــــــة | لا تزيد عن 30 % |
درجـــــة pH | أقل من 8 |
درجة الحـــــرارة | 5 – 10 م فوق درجة حرارة الجو |
الأكســــــــــجين | لا يقل عن 5 % |
ثانى أكسيد الكربون | 1 – 2 % |
النيتروجين الكلــــــــى | لا يقل عن 1 % |
النيتروجين الأمونيـومـــى | لا يقل عن 50 – 100 ملليجرام / كجم |
النيتروجين النتراتــــــــى | لا يقل عن 200 – 300 ملليجرام / كجم |
النيتروجين النيتريتـــــــى | لا يوجد |
المــــادة العضويـــــة | لا تقل عن 30 % |
الفسفور الكلي | لا يقل عن 0.8% |
البوتاسيوم الكلي | لا يقل عن 1 % |
الرمــــــــــــــــاد | 70 – 80 % |
الدبــــــــــــــــال | 25 – 30 % من المادة العضوية |
كبرتيــد الأيدروجــــين | لا يوجد |
نســـــــبة ك : ن | لا تزيد عن 20: 1 |
وبعد أن تعرفنا على الكمبوست وكيفية إنتاجه قد يتبادر إلى الذهن سؤال: لماذا لا نضيف المخلفات النباتية كما هى بدلا من إضاعة الوقت والجهد والمال؟.
والجواب:
أولا: قد تحتوي المخلفات على بذور الحشائش والنيماتودا وجراثيم الميكروبات الضارة أو الممرضة ومن ثم يحدث إنتشار لها داخل الحقل وبالتالي تلف المحصول ويتم التغلب على ذلك بكمر المخلفات تحت ظروف هوائية فترتفع درجة حرارة المكمورة لتصل إلى 80 درجة مئوية فيتم القضاء على بذور الحشائش والطفيليات والميكروبات الممرضة.
ثانيا: إن هذه المخلفات النباتية عادة ما تتميز بنسبة عالية من الكربون إلى النيتروجين أكثر من (40: 1) و قد تصل إلى (90: 1) لذا فانه من الصعب إضافتها مباشرة إلى الأرض وتقليبها مع الطبقة السطحية للتربة حيث يؤدى ذلك إلى استنفاذ محتوى التربة من النيتروجين الميسر للنبات نتيجة لاحتياج بكتريا التربة إليه وأنها أسرع من النبات فى استنفاذ النيتروجين وامتصاصه داخل أجسامها وتحويله إلى صورة عضوية وتسمى هذه العملية Immobilization لذا يظهر أعراض نقص عنصر النيتروجين على أوراق النبات المنزرع مؤقتا وبعد موت البكتريا وتحلل خلاياها يتحول النيتروجين مرة أخرى إلى الصورة المعدنية الميسرة للنبات وتسمى هذه العملية Mineralization.
ولتفادى ذلك يفضل عمل المكمورات لتحويل المخلفات الزراعية إلى سماد عضوى ” كمبوست” حيث أنه بعد النضج تتراوح نسبة الكربون إلى النيتروجين من 18-20 :1مما يزيد من فعاليتها فى التربة بالإضافة للفوائد الأخرى للكمبوست.
الأهمية الإقتصادية لإنتاج الكمبوست:
أولا: إنخفاض تكاليف الإنشاءات حيث إنه يمكن إنتاج سماد عضوي خلال مدة 8 – 12 أسابيع، والمساحة اللازمة صغيرة جدا ً، ونظرا ً لأن المنتج لا تنبعث منه روائح كريهة – فإنه لا يحتاج إلى أي منشآت هيكلية.
ثانيا: إنخفاض تكاليف أعمال الصيانة حيث أن أعمال الصيانة للموقع تكون في أضيق الحدود، لأن عمليات التقليب تتم بواسطة آلة سهلة الصيانة.
ثالثا: ليس هناك حاجة إلى عمالة مهرة أو أي خبرات متخصصة لإنتاج السماد العضوي، ولكن بحضور دورة تدريبية قصيرة أو ورشة عمل تعطي للمتلقى معلومة وخبرة جيدة تكفى لإدارة الموقع والنظام.
رابعا: ضمان جودة المنتج بإتباع التوصيات والإدارة الجيدة تحصل في نهاية المدة على سماد عضوي ذي مواصفات قياسية، وبالتالي يعتبر سمادا ممتازا ومضمونا ومخصبا للتربة، وبذلك تكون هناك ثقة من المزارعين في المنتج وشرائه، حيث تتوفر بالمنتج النسبة المثلى من النيتروجين والعناصر الصغرى.
خامسا: خفض تكاليف الإنتاج وذلك بترشيد إستخدام الأسمدة الكيماوية المكلفة عند إستخدام الكمبوست المخصب والحصول على محصول وفير خالي من الملوثات.
سادسا: تحسين خواص التربة الكيماوية والطبيعية.
سابعا: ترشيد إستخدام مياه الرى وذلك لخاصية احتفاظ الكمبوست بالمياه وعدم نفاذه إلى باطن التربة بالتالى الحفاظ على المياه الجوفية من التلوث.
ثامنا: إنتاج محاصيل عضوية ذات إنتاج وفير ذو خواص قياسية عالية الجودة مما يعود على المنتج بالعائد الاقتصادي المرتفع ويسمح للمنتج بالتصدير.
تاسعا: الحفاظ على البيئة من المخلفات الزراعية الجافة التي تسبب كثيرا ً من المشاكل، مثل انتشار الحشرات والزواحف والقوارض والأمراض، وانتشار الحرائق التي تسبب خسائر اقتصادية والتخزين في مساحات يمكن الاستفادة منها.
عاشرا: تخفيض تكاليف التخلص من المخلفات فهي تحتاج إلى مساحات كبيرة للتخزين، كما أنه في بعض الأحيان تكون تكاليف النقل للتخلص منها مرتفعة جدا، وتسبب أعباء على مصروفات المزرعة، ولكن بتحويلها إلى سماد عضوي فإنها توفر كثيرا ً من المساحات، بجانب تقليل نفقات النقل.
حادي عشر: عدم انبعاث الروائح الكريهة حيث إن إنتاج السماد العضوي الصناعي (كمبوست) بالنظام الأمثل لا ينتج عنه أي روائح كريهة، فالكائنات الدقيقة تعمل في بيئة مهيأة لتحليل المادة العضوية بطريقة هوائية لا ينتج عنها أي روائح، بعكس الطرق الأخرى اللاهوائية، والتي تحتاج إلى تصميمات معقدة وإنشاءات باهظة التكاليف، والتي ينتج عنها مخلف يصعب التخلص منه لاحتوائه على بعض المواد غير المرغوب إضافتها للتربة.
ثاني عشر: هذا إلى جانب أنه نتيجة لنشاط الكائنات الحية الدقيقة أثناء عملية الكمر الهوائي فإنه يتكون العديد من المضادات الحيوية والإنزيمات التي لها دور ايجابي في القضاء على الفطريات والبكتريا الممرضة في التربة مما يحسن من حالة النباتات ونموها.
ثالث عشر: يعمل الكمبوست الجيد في التربة على خلب العناصر الثقيلة مثل الرصاص والكادميوم عن طريق تكوين رابطة مع معقد الدبال مما يجعلها غير قابله للامتصاص بواسطة جذور النباتات كما يحافظ على جودة الماء الجوفي وعدم تلوثة بالمعادن الثقيلة.
رابع عشر: مقاومة التصحر عن طريق تثبيت وتماسك التربة الرملية و المفككة لاحتواء الكموبست الناتج على مواد صمغية وعضوية ودبالية وهذا ما ننادي به في مركز بحوث الصحراء بضرورة نشر الوعى بأهمية السماد العضوي الصناعي لجميع أنواع الأراضى وبالأخض الأراضي المستصلحة حديثا.
مما سبق يتضح للجميع مدى أهمية إستغلال المخلفات المهملة والملوثة للبيئة للحصول على سماد جيد يصلح لجميع الزراعات حتى الزراعة على الأسطح حيث يوفر المال ويحافظ على قطرة المياة.
مقال
السماد العضوي الصناعي (كمبوست) كبديل للأسمدة الكيماوية
أ.د/هشام كمال أبو العلا
قسم خصوبة وميكروبيولوجيا الأراضى- مركز بحوث الصحراء
اقرأ أيضا
تعرف على مراحل تصنيع الكمبوست وانواعه وطريقه استخدامه
الحشائش.. فوائد وجودها تحت أشجار الموالح ودور الكمبوست في التخلص منها
لا يفوتك
تعرف على ماهو الكمبوست وأنواعه وطريقه استخدامه؟