الكانولا واحد من المحاصيل الزيتية التي تسعى المراكز البحثية المتخصصة للتعريف به ونشر ثقافة زراعته في عموم الأراضي المصرية، استغلالًا لفوائده الاقتصادية والتصنيعية، ضمن الأهداف التي وضعتها الدولة لتقليل الفجوة الكبيرة الخاصة بملف صناعة الزيوت.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية آية طارق، مقدمة برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور وائل تعيلب – رئيس قسم بحوث المحاصيل الزيتية بمركز البحوث الزراعية – ملف الفوائد الاقتصادية لزراعة الكانولا بالشرح والتحليل.
تحديات نشر زراعة محصول الكانولا
في البداية فرق الدكتور وائل تعيلب بين المحاصيل الحقلية التقليدية، والمحاصيل الحقلية المخصصة لإنتاج الزيوت، موضحًا أن الأخيرة تضم عدة حاصلات أبرزها “دوار الشمس، السمسم، الفول السوداني”، وهي التي يهتم بها القسم.
وتطرق “تعيلب” إلى بعض المعوقات التي حالت دون انتشار زراعة الكانولا في الأراضي المصرية لفترات طويلة، وفي مقدمتها احتوائه على نسبة مرتفعة من حامض الإيروسيك “المشبع بالدهون”، ما يجعله غير صالح للاستهلاك الآدمي.
ولفت إلى أن زيادة معدلات تواجد حامض الإيروسيك عن حدود الـ2%، يجعله غير صالح للاستهلاك الآدمي، مشيرًا إلى إمكانية توجيهه إلى بعض الصناعات الاقتصادية الأخرى، وفي مقدمتها صناعة البويات.
وكشف أنه تم التغلب على هذه الإشكالية مطلع ثمانينيات القرن الماضي، عبر استقدام بعض السلالات الكندية الخالية من حمض الأيروسيك المشبع بالدهون، لافتًا إلى أن مصر أصحبت من الدول الرائدة في هذا المجال، بفضل برامج التربية الحديثة التي تبنتها المراكز البحثية المتخصصة.
إنتاج الأصناف الجديدة
أكد أن قسم الحاصلات الزيتية التابع لمركز البحوث الزراعية، تمكن من إنتاج 4 أصناف جديدة من الكانولا، الخالية من حمض الأيروسيك المشبع بالدهون، لافتًا إلى أن نسبة تواجد هذا الحمض عادة ما تتغير تبعًا لدرجات الحرارة السائدة، وهي المسألة التي يتم مراعاتها في برامج التربية.
وسلط “تعيلب” الضوء على جهود باحثي قسم المحاصيل الزيتية، التابع لمركز المحاصيل الحقلية، والتي مكنتهم من إنتاج 4 أصناف خالية من حمض الأيروسيك، وهي “مصر 1، سرو 4، سرو 6، باكتول”.
مزايا اقتصادية
تطرق إلى بعض المزايا التي تتمتع بها أصناف الكانولا الجديدة التي تم إنتاجها، موضحًا أن نسبة إكثارها عالية جدًا، وهي المسألة التي انعكست على معدلات احتياجات التربة للتقاوي، والتي لا تتعدى حدود الـ2.5 كجم للفدان.
وكشف أن محطة بحوث سخا تضم برنامجًا عامًا يحوي قرابة الـ217 سلالة، علاوة على البرامج المتطورة التي يتم العمل عليها بمحطة بحوث الإسماعيلية، وهي الجهود التي تجلت باستعدادهم لتسجيل أحدث الأصناف الجديدة “مصر 2” خلال أقرب وقت.
الحرب “الروسية – الأوكرانية”.. “نقطة تحول”
أشار “تعيلب” إلى أبرز التحديات الأخرى التي كانت تواجه مساعيهم لنشر ثقافة زراعة محصول الكانولا، والتي تتمثل في عدم وجود المنافذ التسويقية على النحو المطلوب، بسبب عزوف المصانع عن طلبه، وهي المسألة التي تبدلت في أعقاب الحرب “الروسية – الأوكرانية”.
وأكد أن التداعيات السلبية الناجمة عن الحرب “الروسية – الأوكرانية”، فتحت المجال لزيادة طلب مصانع الزيوت على الكانولا، ومضاعفة عدد خطوط إنتاج الخاصة به، نتيجة الصعوبات والقيود المفروضىة على استيراد الزيوت من الخارج.
صنف جديد وحقول استرشادية بـ6 محافظات
لفت “تعيلب” لوجود برنامج طموح لنشر ثقافة زراعة الكانولا على مستوى الجمهورية، كأحد ثمار بروتوكول التعاون المبرم بين معهد المحاصيل الحقلية، ومجلس القطن والألياف والمحاصيل الزيتية وقسم بحوث التكثيف الزراعي.
وأوضح أن هذا البرنامج الطموح، الذي يهدف لنشر زراعة محصول الكانولا، تم تطبيقه على أرض الواقع بزراعة عدد من الحقول الإرشادية في 6 من محافظات الجمهورية، خلال الفترة الماضية، تماشيًا مع الأهمية التي يتمتع بها، والتي وضعته في المرتبة الرابعة بين المحاصيل الزيتية الاقتصادية على مستوى العالم.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة الكاملة..
إقرأ أيضًا..
المخلفات الثمرية ونواتج تقليم النخيل وفوائدها لمشروعات التسمين وإنتاج الألبان
المكافحة الميكانيكية.. فوائد اقتصادية وبيئية لمعاملات “الحرث والتقليم”
محصول المانجو.. معاملات “التقليم” وتوقيتها تطبيقها وأثرها على حجم الإنتاج
تربية وتقليم العنب بالطريقة الإسبانية والكردونية وأبرز الفوارق بينهما
نخيل التمر.. أخطاء “الجمع” ومحاذير واشتراطات معاملة “التكريب”
نخيل التمر.. قواعد الجمع ومعاملتي “التدلية والتقويس” وعلاقتهما بحجم الإنتاجية والفاقد