القيمة الغذائية للموالح أحد أبرز الأسباب التي ترفع من قيمة هذا المحصول الاستراتيجي الهام، والتي تجعله على رأس قائمة النباتات المطلوبة بشتى دول العالم، لما لها من أثر إيجابي في رفع مناعة الجسم، وتعزيز درجة مقاومته للأمراض.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج نهار جديد، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، تحدث الدكتور محمود محمد الطناني، رئيس قسم بحوث الموالح سابقًا، عن القيمة الغذائية للموالح، وأهم الأسباب التي تجعلها تحتل مكانة مميزة، ضمن قائمة الحاصلات الهامة بالنسبة للإنسان.
في البداية تحدث الدكتور محمود الطناني عن أبرز العناصر التي تُسهم في رفع القيمة الغذائية للموالح، موضحًا أنها تحتوي على العديد من المواد الهامة التي تُعزز وترفع درجة مناعة الجسم ومقاومته للأمراض، لافتًا إلى أن هذه القيمة تختلف باختلاف الظروف المُحيطة بالنبات.
القيمة الغذائية للموالح ونوع الأصل المُستخدم في التطعيم
أكد الدكتور محمود الطناني أن القيمة الغذائية للموالح تختلف صعودًا وهبوطًا تبعًا لعدد من العوامل البيئية المُحيطة، وعلى رأسها نوع الأصل المُستخدم، لافتًا إلى أن عملية التطعيم تنقسم لجزئين الأول يُطلق عليه “الطُعم”، وهو الموجود فوق سطح التربة، فيما يمثل المجموع الجذري المدفون في باطن الأرض الشق الثاني، ونوع الأصل هنا يتحكم إلى درجة كبيرة في القيمة الغذائية للموالح.
المُعاملات الزراعية
وأوضح الطناني أن المعاملات الزراعية التي يتم اجراؤها على مدار الموسم، تُسهم بشكل مباشر في تحديد القيمة الغذائية للموالح، مُؤكدًا أن الالتزام بالإجراءات الفنية التي يُوصي بها المُتخصصين، بخصوص عمليات الري، التسميد، التقليم، المُبيدات، ترفع من جودة المُنتج النهائي وجدواه الاقتصادية.
موضوعات ذات صلة:
محاصيل الموالح.. أهميتها الاقتصادية وأسباب تفوقها وما تمثله للدخل القومي
واصل الدكتور الطناني شرحه لأهم الأسباب التي تُسهم في رفع القيمة الغذائية للموالح، مُشيرًا إلى أن الغازات والأبخرة المُتصاعدة، والناتجة عن الأنشطة الإنسانية والصناعية المُختلفة، تؤدي لتغيير التركيبة الكيميائية الخاصة بهذا المحصول الاستراتيجي الهام، ما ينطبق بالتبعية على تقدير مدى جدواه الاقتصادية، وحجم المكاسب المُتوقعة منه للمُزارعين.
إقرأ أيضًا:
أمراض محاصيل الموالح.. تعرف على أشهر أعراضها وكيفية مكافحتها
انتقل الطناني إلى عامل آخر يتحكم في جودة المُنتج النهائي، مؤكدًا أن غزارة هطول الأمطار أو الإفراط في مياه الري المُستخدمة في نهاية الموسم، والتي تأتي خلال مرحلة نضج الثمار، تؤدي لخفض القيمة الغذائية للموالح، نظرًا لأنها تؤدي لذوبان المواد الصلبة الذائبة الكلية وحموضة النبات.
فيتامين C والكالسيوم والأحماض العضوية
تُعد الموالح من أبرز المحاصيل الزراعية التي تحتوي على فيتامين C والكالسيوم، بالإضافة للسكريات السهلة الهضم والتمثيل، علاوة على نسبة كبيرة من الأحماض العضوية وأبرزها الستريك والسترات.
لا يفوتك.. أعفان الجذور وأثرها على النباتات والمحاصيل الزراعية
الأملاح المعدنية
تُمثل الأملاح المعدنية أحد أهم العناصر التي ترفع من القيمة الغذائية للموالح، نظرًا لما تضيفه لمناعة جسم الإنسان وتعزيز صحته العامة، ومن أهم تلك المواد الفوسفور، البوتاسيوم، الحديد، الصوديوم، وغيرها من العناصر.
أبرز المُعتقدات الخاطئة تجاه محاصيل الموالح
ألقى الدكتور محمود الطناني الضوء على عدد من المُعتقدات الخاطئة التي توارثتها الأجيال دون التحقق من صحتها، وأبرزها المقولة الشائعة التي تؤكد أن تناول الموالح يؤدي لارتفاع درجة الحموضة في معدة الإنسان.
وأوضح أن ثمار الموالح لها تأثير تنظيمي داخل معدة الإنسان وجهازه الهضمي، وعزا ذلك الأمر إلى اتحاد الأحماض الضعيفة مع قواعد الأملاح القوية، ما يُعطي تأثيرًا قلويًا شديدًا، وهو الأمر الذي يترتب عليه مُعادلة الحموضة الناتجة عن أكسدة المواد البروتينية داخل المعدة.
وأكد أن وجود هذه الأحماض داخل سوائل المعدة يرفع من قلوية الجسم نتيجة أكسدة المواد البروتينية، مؤكدًا أن هذا الأمر طبيعي للغاية، ويحدث في العديد من الأحماض وأشهرها حمض الستريك الموجود في الموالح، وحمض التارتيريك الموجود بالعنب، بالإضافة لحامض الماليك الموجود في ثمار التفاح والكمثرى، والأيزو ستريك المتوافر بثمار الفروالة.
ولفت إلى أن أكسدة هذه الأحماض العضوية ينتج عنه غاز ثاني أكسيد الكربون، والذي يخرج عن طريق التنفس، فيما يتحول الجزء الآخر إلى حمض الكربونات والبيكربونات وحمض الكربونيك، ما يثبت أن هذه الثمار لها دور كبير في تنظيم عمل الجهاز الهضمي، خلافًا للخطأ الشائع بأنها تؤدي لرفع حموضة المعدة.