القمح واحد من أهم المحاصيل الاستراتيجية، التي أولتها الدولة ووزارة الزراعة ومراكزها البحثية كامل اهتمامها، للارتقاء بحجم الإنتاجية وتحسين مستوى معيشة الفلاح، عبر حزمة من الإجراءات التي تؤكد مساعيها الجدية، وفي مقدمتها إرساء وإعلان سعر الضمان قبل بداية الموسم، هي المسألة التي تفرض على أهالينا المزارعين التزامًا أكبر بتطبيق كافة التوصيات الفنية والإرشادية، لتحقيق أفضل النتائج المأمولة، بحلول نهاية الموسم ومرحلة الحصاد.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المذاع عبر شاشة “قناة مصر الزراعية”، تناول الدكتور عبد السلام المنشاوي – رئيس البحوث المتفرغ بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية قسم بحوث القمح، بمحطة سخا التابعة لمركز البحوث الزراعية – ملف الاستعدادات لبدء موسم زراعة محصول القمح الجديد بالشرح والتحليل.
محصول القمح
أسباب الفوارق الإنتاجية
في البداية أكد الدكتور عبد السلام المنشاوي على وجود فوارق إنتاجية ملحوظة بين المزارعين، والتي قد تتسع في بعض الحالات وصولًا إلى 10 إردب، برغم ثبات التكلفة وحجم الجهد المبذول، وهي المسألة التي يتوجب على المزارعين النظر في أسبابها الحقيقية.
وعزا رئيس البحوث المتفرغ بمعهد المحاصيل الحقلية هذه الفوارق الإنتاجية إلى مدى التزام المزارعين بتطبيق التوصيات الفنية الواردة بشأن معاملات الخدمة الخاصة بمحصول القمح، حيث تحقق بعض الأراضي 15 إردبًا مقابل مناطق أخرى تتصل إلى 25 إردبًا للفدان.
معاملات الخدمة الواجبة قبل الزراعة
قدم الدكتور عبد السلام المنشاوي عددًا من النصائح الهامة، الواجب تطبيقها قبل بدء الزراعة، لإعداد المهد الجيد لنمو البذور والتقاوي على النحو المطلوب، والتي أوجزها في النقاط التالية:
- حرث التربة حرثتين خفيفتين متعامدتين، وبأعماق لا تتجاوز 10 إلى 15 سم “حرثة قماحي”.
- تزحيف الأرض للتخلص من القلاقيل
- تنعيم وتسوية التربة جيدًا في الزراعة بطريقة السطارة، فيما يمكن الاكتفاء بتنفيذها بشكل خفيف حال الزراعة بطريقة “العفير”، للحيولة دون انجراف البذور مع مياه الري
- إتاحة الفرصة الكافية لتشميس وتهوية التربة بين معاملات الحرث والتزحيف والتنعيم
- الالتزام بالتوقيت الأمثل للزراعة وعدم بدء الموسم قبل يوم 10 نوفمبر ويفضل التأخير حتى الثلث الأخير من الشهر
قواعد معاملات التسميد
أكد الأستاذ المتفرغ بمعهد المحاصيل الحقلية أن إضافة الأسمدة العضوية خلال معاملات الخدمة الزراعية، تمثل أهمية كبرى لمحصول القمح، وتحسين خواص التربة على حد سواء، مشددًا على ضرورة استخدام مواد معالجة بشكل صحيح.
وأوضح أن هذا الشرط ينطبق على الأسمدة البلدية التي يتوجب أن تكون كاملة التحلل، أو الكمبوست المعالج، وبخاصة في الأراضي الجديدة والرملية البكر، للحيلولة دون إصابتها بالحشائش أو النيماتودا وغيرها من الآفات الضارة.
السوبر فوسفات
المقننات وقواعد التطبيق
سلط الدكتور عبد السلام المنشاوي الضوء على بعض القواعد والاشتراطات التي يتوجب مراعاتها عند تنفيذ معاملات التسميد بـ”السوبر فوسفات”، موضحًا أنه من العناصر الثابتة التي يتم امتصاصها بطريقة الاعتراض، ما يحتم وضعها في طريق الجذر أو محيطه، لتسهيل عملية امتصاصه على النحو المطلوب خلال مرحلة نموه.
ولفت إلى أنه يتوجب على المزارعين الالتزام بإضافة المقنن الموصى به من السوبر فوسفات الأحادي “الناعم أو المحبب” بمعدل 2 شيكارى للفدان، مع الاكتفاء بشيكارة واحدة، حال استخدام السوبر فوسفات “التريبل”، وذلك خلال تنفيذ معاملات الخدمة الزراعية “يفضل إضافته بعد الحرثة الأولى.
وحذر من الإفراط في استخدام السماد الفوسفاتي، وتجاوز المقننات الموصى بها، طمعًا في مضاعفة إجمالي حجم الإنتاجية المتوقعة من المحصول، موضحًا عدم صحة هذا الاعتقاد، والذي يمثل هدرًا اقتصاديًا دون وجود أي عوائد من تطبيقه.
وأكد أن إضافة السماد الفوسفاتي خلال معاملات الخدمة الزراعية بالمقننات المنضبطة والموصى بها، توفر الاحتياجات اللازمة للنبات وبخاصة في مرحلة التفريع، وهي المسألة التي تنعكس بالإيجاب على حجم الإنتاجية المتوقعة بحلول نهاية الموسم.
اضغط الرابط وشاهد الحلقة كاملة..
محصول القمح.. التوصيات الفنية للوصول لأعلى إنتاجية
موضوعات ذات صلة..
محصول القمح.. التوقيت الأمثل للزراعة وفوائد “التهوية” وخسائر “التبكير”
محصول البطاطس.. مخاطر “التغيرات المناخية” على مراحل النمو وحجم الإنتاجية
الفول البلدي.. التوقيت الأمثل للزراعة وفوائد “التعقيم الشمسي” و”الدورة الزراعية”