القمح يمثل قاعدة منظومة الأمن الغذائي القومي، وأحد ركائزها الاستراتيجية التي توليها الدولة وكافة الجهات المعنية كامل اهتمامها، للارتقاء بحجم الإنتاجية، وتقليل الفجوة الناجمة عن زيادة معدلات الاستهلاك، وهي المسألة التي تفرض تغييرًا موازيًا في ثقافة الأفراد.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية رانيا البليدي، مقدمة برنامج “مصر كل يوم”، تناول الدكتور إبراهيم عبد الهادي – رئيس قسم بحوث القمح، بمعهد المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف الأقماح الربيعية بالشرح والتحليل.
القمح
قائمة وترتيب الدول المنتجة
في البداية أكد الدكتور إبراهيم عبد الهادي أننا نحتل مرتبة جيدة على صعيد حجم ومتوسط إنتاجية وحدة المساحة، حيث نأتي في المركز الرابع خلف نيوزيلندا وبريطانيا وزامبيا.
وأوضح أن الأمر عينه فيما يخص ملف الأقماح الربيعية، ونحتل المرتبة الثانية خلف زامبيا، التي تتفوق بفارق رقمي ضئيل لا يتعدى الـ0.1 إلى 0.2%، بسبب ارتفاع مستوى أراضيها عن مستوى سطح البحر، ما يخلق بيئة مناخية ملائمة للزراعة.
انعكاسات ارتفاع التربة الزراعية عن سطح البحر
كشف أن كل 1 كم ارتفاع عن مستوى سطح البحر، يترجم لانخفاض في درجة حرارة الطقس بمعدل 6.5 مئوية، وهي المسألة التي تنعكس بالإيجاب على زيادة حجم الإنتاجية المتوقعة، وإتمام مراحل النمو على أفضل ما يكون.
وتطرق “عبد الوهاب” إلى ترتيب مصر العام على مستوى حجم إنتاجية القمح، والذي نحل فيه بالمرتبة الرابعة عشر على مستوى العالم، بـ10.5 مليون طن.
دور مركز البحوث الزراعية والحملة القومية للنهوض بالقمح
لفت إلى التطور الملموس في مستوى وحجم إنتاجية محصول القمح، مشيدًا بدور مركز البحوث الزراعية، وجهوده الملموسة لإنتاج أصناف عالية الإنتاجية، ما يفسر الطفرة الكبيرة في متوسط إنتاجية الفدان، والتي قفزت من 8 إلى 20 إردب للفدان.
وكشف رئيس قسم بحوث القمح، بمعهد المحاصيل الحقلية عن المردود الإيجابي اللافت الذي خلفته الحملة القومية للنهوض بالقمح، والتعاون المثمر بين المراكز البحثية والإدارات الإرشادية، ما أدي لتدشين 7 آلاف حقل إرشادي على مستوى الجمهورية.
وأكد “عبد الهادي” أن مستقبل زراعة محصول القمح مرهون بزيادة المساحات المنزرعة بالأراضي المستصلحة، نظرًا لاعتمادها على نظم الزراعة الحديثة، والتي تنعكس بالإيجاب على توفير المقننات المائية والتقاوي وبرامج المكافحة وغيرها.
وأشار إلى أن الاعتماد على النظم الزراعية الحديثة واستخدام التكنولوجيا والميكنة، يترجم بشكل إيجابي على أرض الواقع، بطفرة ملموسة في معدلات الإنتاجية والجودة المتوقعة.
مقارنة بين حجم الإنتاجية قديمًا وحديثًا
عقد “عبد الهادي” مقارنة بسيطة بين مستوى الإنتاجية ومتوسط الاستهلاك العام قديمًا وحديثًا، موضحًا أن إنتاجية الفدان في فترة الثمانينات كانت لا تتعدى الـ10 إردب، وكانت مصر حينها تغطي 20% من جملة احتياجاتها الفعلية.
وخلال السنوات الأخيرة نجحت مصر في مضاعفة متوسط إنتاجية الفدان ليصل إلى 20 و21 إردب للفدان، فيما قفزت إجمالي الإنتاج إلى 10 مليون طن، بما يغطي قرابة الـ50% من جملة احتياجاتنا الفعلية، لافتًا إلى أن هذه الطفرة جاءت كنتيجة طبيعية لحجم جهود كتيبة العمل المخلصة والدؤوبة من قبل أساتذة وباحثي مركز البحوث الزراعية، وتضافر جهود كافة الجهات المعنية بهذا الملف.
متوسط الاستهلاك المحلي والعالمي
اختتم حديثه بالإشارة إلى متوسط استهلاك الفرد المصري من القمح، والذي يصل إلى 182 كجم سنويًا، وهو رقم يماثل ثلاثة أضعاف متوسط الاستهلاك العالمي الذي يقف عند حدود 68 كجم، ما يحتم ضرورة تعديل ثقافتنا الغذائية، وترشيد الاستهلاك بما يتماشى مع التغيرات العالمية.
شاهد..
إنتاجية القمح والتقلبات المناخية
موضوعات قد تهمك..
محصول القمح.. توصيات هامة لـ72 ساعة القادمة
الإضافات الغذائية في علائق الحيوانات.. “8” فوائد أبرزها التغلب على “الإجهاد الحراري”
التذبذبات الحرارية.. “فهيم” يقدم حزمة من التوصيات الهامة لمزارعي المانجو والزيتون
يفوتك..
الآفات الزراعية وسبل مكافحتها والحد من خسائرها