القمح الشبح والفرعوني وغيرها من المسميات التجارية التي تُطلقها بعض شركات وتجار التقاوي، للتدليل على ارتفاع قدراتها الإنتاجية، ووصولها لمُعدلات “غير عادية”، تفوق ما تُحققه السلالات والهُجن المُعتمدة، التي أقرتها وزارة الزراعة، وهي المسألة التي تحتاج للاستماع لرأي الخبراء والمُتخصصين، للوقوف على مدى صحتها، والمعايير العلمية التي تستند إليها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عبد السلام المنشاوي – رئيس البحوث المتفرغ بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية، أستاذ قسم بحوث القمح بمحطة بحوث سخا – ملف القمح الشبح والفرعوني وغيرها من الأسماء التجارية للتقاوي المُنتشرة بالأسواق بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على مدى كفاءة إنتاجيتها وحقيقة تفوقها على السلالات المُعتمدة والمُسجلة بوزارة الزراعة.
القمح الشبح والفرعوني.. حقيقة أم خيال؟
في البداية أكد الدكتور عبد السلام المنشاوي أن موسم زراعة الذهب الأصفر، ومُعدلات الإنتاجية التي يتم الوصول إليها خلال مرحلة الجني والحصاد، هي المعيار الرسمي الوحيد الذي يُمكن القياس عليه، للاستدلال على مدى صحة أو كذب هذه المُسميات الخاصة بـ”القمح الشبح والفرعوني”.
وأوضح أن موسم زراعة أي محصول يُعد بمثابة السباق الحقيقي، الذي تدخله كافة التقاوي والسلالات الموجودة بالسوق سواءًا كانت مُسجلة أم غير مُعتمدة، وصولًا لمرحلة الجني وحصاد المحصول، والتي تكون كلمة الفصل بين كافة هذه الأصناف، إذا ما افترضنا أن المُزارع أدى جميع مُعاملاته طبقًا للتوصيات الفنية والإرشادية.
موضوعات قد تهمك
الموجة الحارة.. “فهيم” يُقدم أهم النصائح والإرشادات لمُزارعي “العروة النيلية”
النفاخ عند المجترات.. أسبابه ومخاطر حدوثه وطرق تلافيها
مصطلحات وأسماء وهمية
لفت إلى أن الأسماء الرنانة مثل القمح الشبح والفرعوني، ما هي إلا صفات وهمية، يلعب بها التجار على مشاعر بعض أهالينا، اعتمادًا على رغبة المُزارع في الوصول لأعلى إنتاجية وجودة مُمكنة، وهي نقطة الضعف التي تسمح باستغلاله، من قِبل هذه الفئة التي لا تبحث سوى عن مكاسبها ومصالحها الشخصية، بعيدًا عن المصلحة العامة.
تقاوي “غير مُعتمدة” ولا تستند لمعايير تفوق الأقماح
كشف “المنشاوي” كذب وزيف هذه الشائعات التي يُروج لها بعض تجار التقاوي، مُدللًا على صحة وجهة نظره، بعدم وجود أي موانع تحول دون تسجيل أي صنف أو سلالة يثبت تفوقها وارتفاع إنتاجيتها ومُقاومتها للتغيرات المُناخية والمُسببات المرضية، وبالرغم من ذلك لم هناك رغبة جدية لتسجيلها – حتى هذه اللحظة – ما يُثبت أنها مُجرد “مُسميات وهمية”، لا صحة لها على أرض الواقع.
وأشار “المنشاوي” إلى أن الاعتماد على حجم سنابل أقماح الشبح والفرعوني ليس هو المعيار الصحيح للحكم على حجم الإنتاجية المُتوقع، والتي تستند إلى مجموعة عوامل منها عدد السنابل، مجموع الحبوب، حجم السنبلة، قدرة الصنف على التفريع، علاوة على عدم مسؤولية وزارة الزراعة على عدم تحقيقها لمُعدلات الإنتاجية والجودة المُتوقعة.
إقرأ أيضًا
رقاد القمح.. أبرز أسبابه وأفضل المُعاملات اللازمة لنجاح تكرار زراعة الغلة
تخزين محصول الثوم.. 15 خطوة ضرورية لنجاح “العلاج التجفيفي” ومزايا “الثلاجات”
استخدام التقاوي المعتمدة واتباع التوصيات الفنية طريقك الوحيد للنجاح
حذر رئيس البحوث المتفرغ بمعهد المحاصيل الحقلية من استخدام التقاوي مجهولة المصدر، اعتمادًا على الأسماء والمُصطلحات التجارية التي تُدغدغ مشاعرهم، مثل “القمح الشبح والفرعوني والساحق” دون وجود أي سند أو دليل واقعي، يحكم بصحة هذه المزاعم.
وأوصى “المنشاوي” باستخدام التقاوي المُعتمدة، والتي تم التأكد منها عبر عشرات التجارب والاختبارات القياسية، مع اتباع التوصيات الفنية والإرشادات الواردة بخصوصها، للوصول لأفضل النتائج والحصول على أعلى إنتاجية مُمكنة.
شاهد أيضًا