القطن المصري لازال يحافظ على سمعته العالمية، بوصفه أحد أفضل السلالات على مستوى العالم، سواء على صعيد الإنتاجية أو النقاء، ما يتطلب الاعتناء بالمحصول طوال فترة الزراعة، وتطبيق التوصيات الفنية الخاصة به، في كافة المراحل العمرية للنبات.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية مها سميح، مُقدمة برنامج “نهار جديد”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور مصطفى عمارة – رئيس بحوث بمعهد بحوث القطن التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف أهم التوصيات الفنية الخاصة بمحصول القطن بالشرح والتحليل، للإجابة عن كافة الاستفسارات الواردة بشأن هذا الملف، وإلقاء الضوء على أهمية تنفيذها بالشكل الصحيح.
جهود الدولة للارتقاء بمحصول وزراعات لقطن
في البداية ثمن الدكتور مصطفى عمارة جهود الدولة لتطوير صناعة وتجارة وملف القطن بشكل عام، والتي أثمرت عن نتائج مُبهرة خلال العامين الماضيين، والتي نتج عنها قفزة حقيقية في إجمالي المساحة المُنزرعة من القطن والتي وصلت إلى 330 ألف فدان، بزيادة بنسبة 39% بما يُعادل 93 ألف فدان، وذلك مُقارنة بالموسم الماضي الذي توقف فيه إجمالي الرقعة الزراعية عند حدود الـ237 ألف فدان.
أسباب تأخر جمع محصول القطن
أشار “عمارة” إلى استمرار بعض المُزارعين في جمع المحصول حتى هذه اللحظة، نظرًا لكونها جاءت ضمن الزراعات المُتأخرة، كنتيجة طبيعية لتأخر حصاد المحاصيل الشتوية، كـ”القمح، البنجر، البطاطس”.
محصول القطن وشروط المعادلة الاقتصادية
فسر عدم الإطراد في زيادة المساحات المزروعة بمحصول القطن، تماشيًا مع “المعادلة الاقتصادية”، ومضمونها الذي يربط ما بين زيادة المعروض وانخفاض سعر الطلب على المُنتج، ما يؤيد صحة قرار، تحديد المساحات، بالشكل الذي يحقق التوازن المطلوب، للحفاظ على أسعار محصول الذهب الأبيض محليًا وعالميًا.
وثمن الدكتور الدكتور مصطفى عمارة جهود وزارة الزراعة مُمثلة في معهد بحوث القطن، وإدراة إنتاج التقاوي، للحفاظ على سمعة القطن المصري العالمية، بالوصول لأعلى درجات الجودة، وتحسين السلالات والارتقاء بدرجة مُقاومتها ونقاوتها، بالإضافة للمتابعة الدورية لكافة المحافظات، للاطمئنان على مدى الالتزام باتباع الخريطة الصنفية.
محصول القطن وملامح الخريطة الصنفية
كشف الدكتور مصطفى عمارة ملامح الخريطة الصنفية لمحصول القطن بمحافظات الجمهورية، وجاءت كالتالي:
- محافظات الوجه القبلي: جيزة 95، على أن تبدأ بزراعة صنف جيزة 98 اعتبارًا من الموسم المُقبل.
- محافظات الوجه القبلي: أصناف “جيزة 92، 93، 94، 96، 97”.
- دمياط: “جيزة 45” وهو أحد الأصناف ذات المواصفات الخاصة بالتصدير.
- مساحات الإكثار: مُخصصة لزراعة التقاوي التي سيتم الاعتماد عليها بدءًا من الموسم القادم، تحت إشراف وزارة الزراعة، معهد بحوث القطن، صندوق تحسين الأقطان، الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي، قسم بحوث المحافظة.
ولفت “عمارة” إلى أنه تم بالفعل زراعة القطن بالمناطق الجديدة، لتطبيق استراتيجيات الزراعة الحديثة والمميكنة، وتنفيذ معاملات الزراعة والري والتسميد والمكافحة الآلية، وتحت مختلف الظروف البيئية، في “توشكى، شرق العوينات، مناطق الـ1.5 مليون فدان، بالإضافة لسيناء وبورسعيد والإسماعيلية.
موضوعات قد تهمك:
محصول القطن.. الخريطة الصنفية وفائدة المصائد وشروط نجاح المكافحة الحيوية
المعاملات الفنية لمحصول القطن وأبرز التوصيات والأخطاء الشائعة
أهم التوصيات والإرشادات الفنية للوصول لأعلى إنتاجية
أكد الدكتور مصطفى عمارة أن هذه الفترة تشهد عدة تقلبات جوية حادة، بارتفاع شديد في درجات الحرارة، وفوارق كبيرة بين مُعدلات النهار والليل وبخاصة في المناطق المُتطرفة، ما يتطلب الالتزام ببعض التوصيات الفنية، للوصول لأفضل إنتاجية مُمكنة، وتلافي الآثار الضارة الناتجة عنها على النبات.
قدم “عمارة” بعض التوصيات لمُزارعي الزراعات المُتأخرة، وحصرها في النقاط التالية:
- الانتهاء من معاملات التسميد الآزوتي مُبكرًا، لتلافي الآثار السلبية الناجمة عن ارتفاع درجات الحرارة ووجود العناصر النيتروجينية، والتي تؤدي لـ”هياج” النبات، وزيادة مُعدلات النمو الخضري عن مُعدلاتها الطبيعية، على حساب النمو الثمري الأهم.
- تقسيم دفعات التسميد الآزوتي على ثلاث أو أربع دفعات على الأقل.
- الالتزام بتنفيذ عملية التسميد بأسلوب التكببش حول الجور.
- تقريب نوبات الري للتغلب على الموجات الحارة المُتوقعة.
- تنفيذ معاملات الري على البارد وعلى الحامي، لتحاشي المشاكل الناتجة عن إغراق التربة بالمياه، والتي تؤدي لاختناق النبات وذبوله وتأخر موعد إثماره.
- استخدام الأحماض الأمينية وفق النسب المُقررة للتغلب على التقلبات المناخية الحادة التي تشهدها هذه الفترة.
- إضافة سيليكات البوتاسيوم لمساعدة النبات على عمل طبقة حماية ضد الجفاف لتعزيز قدرته على مُقاومة درجات الحرارة العالية، بالإضافة على رفع درجة مُقاومته للآفات.
- يُنصح بتنفيذ رشة أو رشتين للعناصر المغذية الصغرى مثل “الزنك والبوروون والمنجنيز والماغنسيوم”، بمعدل من 100 إلى 150 جرام للفدان، وبخاصة في الأراضي متوسطة وضعيفة الخصوبة.
- اختيار التوقيت الأنسب لتنفيذ معاملة إضافة العناصر المغذية الصغرى، والتي تبدأ مع بداية تزهير النبات “التنوير”.
لا تفوتك مُشاهدة هذا الفيديو:
مخاطر إتمام معاملات التسميد بـ”طريقة السرسبة”
حذر الدكتور مصطفى عمارة جموع المُزارعين من خطورة تنفيذ معاملات تسميد محصول القطن بطريق السرسبة، موضحًا أنها تؤدي لخسائر اقتصادية كبيرة، نظرًا لأنها تؤدي لواحدة من اثنتين:
- حرق النبات ودمار المحصول من بداية الموسم
- التوزيع غير المُتجانس للعناصر السمادية سواء الآزوتية أو البوتاسيوم
نصائح خاصة لحل مُعضلة التأخر عن الموعد المثالي للتسميد
قدم الدكتور مصطفى عمارة حلًا عمليًا لمن فاته الموعد المثالي لتنفيذ مُعاملات التسميد، مُشيرًا أن هذا الخطأ يُمكن تداركه عن طريق إذابة الجرعة السمادية المُقررة والمُوصى بها في كمية مُناسبة من المياه، مع وضعها على رأس الأرض لتمريرها أثناء تنفيذ مُعاملات الري الطبيعية.