القطن واحد من المحاصيل الاستراتيجية التي فرضت نفسها على الساحة العالمية، بعد فترة من التراجع شهدت تدهورًا كبيرًا في إنتاجيته ومقاييس الجودة التي يتميز بها، ما استدعى تدخلًا عاجلًا من الدولة وأجهزتها المعنية، ممثلة في وزارة الزراعة ومراكزها البحثية، لوضع خطة إنقاذ عاجلة للذهب الأبيض المصري، ووضعه على الطريق الصحيح مرة أخرى.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي سامح عبد الهادي، مُقدم برنامج “الزراعية الآن”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور مصطفى عمارة – أستاذ زراعة القطن، بمعهد بحوث القطن، التابع لمركز البحوث الزراعية – هذا الملف بالشرح والتحليل.
6 مميزات لمحصول القطن المصري
في البداية تحدث الدكتور مصطفى عمارة عن أبرز مميزات القطن المصري، والتي وضعته في مكانه مُختلفة عن كافة الدول المُنتجة المنافسة، ويمكن تسليط الضوء على خيوطها العريضة كالتالي:
1. طبقة الباربارنز طويل التيلة تتعدى الـ28 مللي
2. طبقة فائق الطول تتجاوز الـ32 مللي
3. شديد المتانة
4. جدار التيلة الخارجي شديد النعومة
5. خيوطه شديدة القوة وعلى درجة عالية من المتانة
6. نسبة استطالة عالية جدًا
قائمة الأصناف الفائقة
أشار “عمارة” لوجود بعض الأصناف التي تتميز بالجمع بين صفتي فائق “الطول/النعومة”، مثل “جيزة 45″، علاوة على الأصناف فائقة “الطول/المتانة” وأهمها “جيزة 96″، وأصناف فائقة “الطول/الاستطالة” مثل “جيزة 92، 93″، ما وضعنا في مكانة مرموقة، بسبب افتقاد سائر الدول المُنتجة على مستوى العالم لهذه الصفات.
وأكد أن المناخ المصري كان أحد العوامل المُؤثرة في تفوق محصول القطن، وتميزه بصفات جودة لا تتوافر بكافة الأصناف الأخرى على مستوى العالم.
التغيرات المناخية وتأثيرها على المحصول
أكد الدكتور مصطفى عمارة أن التغيرات المناخية كان لها أثرًا سلبيًا على كافة المحاصيل الزراعية، بسبب التباين الشديد في درجات الحرارة، لافتًا إلى أن الدراسات والمراجعات البحثية داخليًا وعالميًا أثبتت أن القطن كان هو الأقل تضررًا بينها، بسبب التركيبة الوراثية المُختلفة، والتي منحته القدرة على التكيف مع هذه الانحرافات الحادة، والنجاة منها بأقل الخسائر.
موضوعات قد تهمك
جفاف حجر القطن.. أسباب الإصابة وأفضل توقيت لرش المبيدات “الحبيبية والسائلة”
عفن القطن.. خطآن شائعان وقواعد استخدام “الزيت المعدني” ومخاطر مادة “التيليتون”
زراعة القطن.. فوائد “سترات البوتاسيوم” وأبرز 6 توصيات لحماية المحصول
مشكلة خلط الأقطان وتدهور الأصناف وخطة العلاج
سلط عمارة الضوء على أبرز التحديات التي واجهت زراعة المحصول، وأدت لتدهور مستوى الجودة والإنتاجية، والمتمثلة في خلط وتلوث الأصناف بمحاصيل أخرى ونباتات غريبة، علاوة على انعدام الرقابة والتي استغلها بعض معدومي الضمير، من التجار والوسطاء، لتحقيق أرباح غير مشروعة على حساب تدني مستوى المُنتج المصري.
وفسر أستاذ معهد بحوث القطن ظاهرة خلط الأصناف، موضحًا أن بعض التجار كانوا يقومون بتوريد أقطان الوجه القبلي، في مناقصات وبورصات الوجه البحري، للاستفادة بفارق الأسعار الذي يصب في صالح الأخير، ما يترتب عليه حلج “خليط من الأقطان المختلفة”، والتي يتم توريد جزء منها للمُزارعين كتقاوي أصيلة، ليكتشفوا الكارثة عند الحصاد.
وأوضح أن هذا الأمر أدى للتأثير سلبًا على سمعة الذهب الأبيض المصري العالمية، وتدني رتبته إلى أقل مستوياتها، وهو الأمر الذي انعكس على انخفاض وتدهور أسعاره بشكل كبير، ومن ثم تراجع إجمالي المساحات المُنزرعة به.
إقرأ أيضًا
نقاوة الغريبة والترقيع.. تأثيرها المباشر على جودة القطن وعوائده الاقتصادية
محصول القطن.. أسباب ظاهرة “الوسواس” وأبرز “3” نصائح للتغلب عليها
الهياج الخضري لمحصول القطن.. 4 أسباب و7 توصيات ومحاذير استخدام “البيكس”
خطة إنقاذ الذهب الأبيض ودور وزارة الزراعة
كشف “عمارة” عن الخطوات الحازمة، والخطة المُمنهجة التي اتبعتها الدولة، ممثلة في وزارة الزراعة ومراكزها البحثية التابعة، لإصلاح وعلاج هذا الخلل، وإنقاذ سمعة القطن المصري العالمية، والتي تمثلت في عدة إجراءات صارمة، يمكن حصرها في النقاط التالية:
1. منع تداول تقاوي الإكثار بالأسواق الحرة
2. اضطلاع الجهات المعنية بعمليات زراعة وجمع وحلج وتسويق تقاوي الإكثار
وأوضح أن تلك الإجراءات ساعدت في انحسار أزمة “خلط الأصناف”، وأتاحت الفُرصة والمساحة الكافية، لاضطلاع المراكز البحثية المُتخصصة بدورها، لإنتاج أصناف وسلالات جديدة، عالية الجودة والإنتاجية، وفي مُقدمتها جيزة “92، 93، 94، 95، 96، 97″، ما أعاد القطن المصري لمكانته ووضعه الطبيعي على خريطة التصدير العالمية.
ولفت إلى أن إنتاج هذه الأصناف جاء طبقًا للخطة التي وضعتها الدولة ووزارة الزراعة، ساهم في تحسين مستوى أصالة وجودة السلالات المُتاحة، بما يتوائم ويتماشى مع التغيرات المُناخية، وارتفاع نسبة الجفاف، وارتفاع درجات الحرارة عن حدودها المُثلى، بالإضافة لاستجابتها للميكنة الحديثة في كافة المعاملات الزراعية “الري والزراعة والتسميد والمكافحة وجني الحصاد”.
لا تفوتك مشاهدة هذا الفيديو
مكاسب الذهب الأبيض من الأصناف الجديدة
أكد الدكتور مصطفى عمارة أن الأصناف الجديدة التي أنتجها معهد بحوث القطن وفرت عدة احتياجات هامة للعاملين في منظومة الذهب الأبيض:
1. توفير احتياجات المُزارع من الأصناف عالية الإنتاجية والجودة
2. توفير أصناف للتجار تتميز بارتفاع نسبة “التصافي” ما يؤدي لمُضاعفة أرباحهم
3. توفير احتياجات مُصانع الغزل والنسيج من أقمشة ونسيج مُطابق للمواصفات القياسية
4. توفير نسبة كبيرة من المياه بما يتماشى مع خطة الدولة لاستنباط أصناف جديدة تتميز بترشيد المقننات المائية