تعتمد القيمة الاقتصادية لـ محصول القطن على عاملين هما “الكمية” معبرا عنها بعدد القناطير أو الانتاجية، و “الجودة” التى تحدد سعر القنطار، ومن ثم فهما معاً يحددان قيمة العائد الذى يحصل عليه منتج القطن من زراعته. ومن المعروف أن الجودة العالية لتيلة القطن يقابلها سعرا أعلى.
وهى خاصية يتميز بها القطن المصرى. وهذا يفسر، بجانب عوامل أخرى، مثل الطلب العالمى على القطن المصرى، حماسة مربى القطن المصرى فى المحافظة على مستويات الجودة العالية للأصناف المنتجة الجديدة بصفة مستمرة.
وعلى الجانب الآخر فإن جودة تيلة القطن ليست هى المعيار الوحيد الذى يحدد الطلب عليه، ولكن هناك العديد من الصفات المشتركة المتداخلة مع بعضها وهى بالاضافة إلى خواص جودة التيلة، سلوك الشعيرات أثناء التشغيل، السعر، نوع المنتج النهائى. هذه الخصائص تختلف كثيرا من صنف قطن لآخر وكذلك تختلف تبعا لمتطلبات الغزالين وهم المستهلك الرئيسى للقطن. وهكذا، فإن الجودة مفهوم ذو قيمة اقتصادية فى القطن المصرى هامة للمنتج الزراعى وللتاجر وأيضا للصناعة فضلا عن أهميتها للمستهلك النهائى.
خواص جودة تيلة القطن المصري
مازال القطن المصري يحتل مركز الصدارة بين الألياف النسيجية المستخدمة فى صناعة المنسوجات. ومن المعروف أن خواصه الكيميائية والفيزيائية تعطيه مميزات كبيرة للمنتج النهائى بجانب أبعاد الشعرة “الطول والقطر” والذى يجعلها خامة نسيجية ممتازةصالحة للغزل.
النسبة بين الطول والقطر فى شعيرات القطن تختلف كثيرا تبعا لنوع و صنف القطن، فالأقطان المصرية فائقة الطول تصل النسبة بين الطول والقطر 2800 : 1، والأقطان المصرية الطويلة تصل النسبة إلى 2200 : 1. أما أقطان الأبلند الأمريكية فتصل النسبة بين الطول والقطر 1600 : 1.
وعلى ذلك، فإن خواص الجودة هذه تحدد قيمته وسعره على أساس نوع وصنف القطن ومنطقة زراعته. وعلى هذا فإن خواص جودة تيلة القطن تلاقى إهتماما كبيرا لتحسينها و تأكيدها وتقديرها بداية من مربى القطن ومنتجيه و المشتغلين بتجارته وغزاليه وحتى المنتج النهائى، ولكى تكون ليفة القطن صالحة للغزل فإنه يجب أن يتوفر فيها خصائص أساسية لعل أهمها
(1)خصائص الطول
(2) المتانة والإستطالة
(3) النعومة
(4) نضج الشعيرات
(5) انخفاض القابلية لتكوين العقد
(6) اللمعان.
طول التيلة : تعتبر صفة الطول من أهم الصفات المرغوبة فى تيلة القطن فهى تؤثر بصورة مباشرة على جودة التشغيل فى مراحل الغزل المختلفة كما أنها تؤثر أيضا على جودة خيوط الغزل.
وعلى فرض ثبات باقى صفات التيلة، كالنعومة والمتانة- فإن الأقطان الأطول تيلة تنتج خيوط غزل ذات متانة أعلى نظرا لزيادة عدد البرمات التى تشترك فيها كل شعرة وبالتالى زيادة نقط الاحتكاك والالتصاق بين الشعيرات.
ولنفس السبب يمكن أيضا غزل الأقطان الأطول تيلة إلى خيوط أرفع عن تلك الممكن غزلها من الأقطان الأقصر تيلة. هذا بالاضافة إلى أنه على النمرة الغزلية الواحدة نجد أن الأقطان الأطول تيلة تحتاج إلى قدر أقل من البرم للوصول إلى المتانة المثلى. ومن جهة أخرى فإن وجود الشعيرات القصيرة يسبب الكثير من المتاعب حيث يصعب التحكم فى حركتها أثناء عمليات السحب المختلفة وأيضا فهى تؤثر بصورة غير مرغوب فيها على كل من درجة انتظام خيوط الغزل ومتانتها.
وقد لقيت صفة طول التيلة اهتماما كبيرا منذ المراحل الأولى لنشأة وتطور الصناعة القطنية فهى أبسط صفات التيلة التى يمكن ملاحظتها بسهولة وفى كثير من الأحيان تقدر يدويا من قبل فرازى القطن بدرجة من الدقة لا بأس بها. ونظرا لوجود تلازم بين صفة الطول وصفات أخرى مرغوبة فى التيلة كالنعومة والمتانة- فالأقطان الأطول عادة أنعم وأمتن تيلة-فقد بولغ فى بعض الأحيان فى أهمية الطول من الوجهة التجارية وأصبح مقياسا لدرجة جودة القطن-ولو أنه أمكن فيما بعد تدارك هذا الأمر وإعطاء اهتمام كاف لبقية صفات التيلة خاصة وأن هذا التلازم بين الطول والصفات المرغوبة الأخرى ليس تاما.
تختلف شعيرات القطن الناتجة من بذرة واحدة كثيرا فى طولها وقد يتراوح هذا الطول ما بين بضعة ملليمترات إلى طول أطول الشعيرات الموجودة فى العينة. فإذا أضفنا الاختلافات الموجودة من بذرة لأخرى ومن لوزة لأخرى ومن نبات لآخر فإننا سنجد أن أى عينة قطن تجارى تتكون من شعيرات شديدة الاختلاف فى طولها.
كما أن مقدار هذا الاختلاف يتباين من صنف لآخر. ولهذا فإنه لكى يمكن وصف طول التيلة لأى صنف من الأصناف أو عينة من العينات وصفا سليما لابد أن يؤخذ فى الاعتبار طبيعة توزيع الأطوال المختلفة فى العينة. وكنتيجة للإختلافات فى الظروف البيئية أو نتيجة للإختلافات فى ظروف عملية الحليج .
الأهمية التطبيقية لصفات طول التيلة في القطن المصري
توجد علاقة قوية موجبة بين طول التيلة ومتانتها ومن ثم بصفة عامة الأقطان الأطول هى الأعلى فى متانة التيلة.
تحدد صفة طول التيلة عدد نقاط التماس والتلاحم بين الشعيرات فى خيط الغزل ومن ثم متانة خيوط الغزل فالأقطان الأطول تيلة تنتج خيوط غزل أعلى متانة، وكذلك يمكن غزلها إلى نمر غزلية أرفع من الأقطان الأقصر تيلة.
فى مراحل التشغيل وبخاصة عند السحب والبرم والغزل يجب أن تؤخذ خواص طول تيلة القطن الجارى تشغيله فى الاعتبار وخاصة عند ضبط المسافات بين سلندرات السحب.
الأقطان الأطول تيلة تكون أكثر ميلا لتكوين العقد فى خيوط الغزل.
الشعيرات القصيرة-الأقل من نصف بوصة- لاتساهم فى متانة خيوط الغزل ويمكن أن تؤدى زيادتها إلى نقص متانة الخيوط بسبب تأثيرها على زيادة درجة عدم انتظام سمك المقطع العرضى للخيط، كذلك عدم انتظام أطوال الشعيرات يمكن أن يؤدى إلى نفس النتيجة.
ومن ثم فإن التقييم الفنى والإقتصادى لجودة القطن بالنسبة لصفات الطول يجب أن يأخذ فى الاعتبار: طول أطول الشعيرات، درجة انتظام الطول، ونسبة الشعيرات القصيرة والأقصر من حد معين يكون أكبر أثرا فى حالة الأقطان الأطول تيلة وقابليتها لإنتاج غزول رفيعةوكل هذه الصفات تتميز بها الاقطان المصريه حيث تتميز بدرجه عاليه من انتظامية الشعيرات كما تتميز بدرجة عالية من التماثل والتجانس بين الشعيرات مما يقلل من مقدار الفاقد اثناء التصنيع .
2. الخواص الميكانيكية لتيلة القطن
تلعب الخواص الميكانيكية لشعيرات القطن، المتانة، الاستطالة، الصلابة، الرجوعية، القدرة على امتصاص الجهد، دورا أساسيا فى تحديد مدى صلاحيتها للغزل ثم فى تقدير مدى صلاحية خيوط الغزل للنسيج ثم أخيرا العمر الاستخدامى للملابس القطنية.
ونظرا لأن هذه الخواص تنتقل بدرجة كبيرة إلى الخيوط وبالتالى المنسوجات، لذا فإنها ليست ذات أهمية بالغة فقط أثناء عمليات الغزل حيث تتعرض الشعيرات لتأثيرات ميكانيكية مختلفة من شد وجذب وضغط، ولكن أيضا فى الإستعمال اليومى العادى حيث يتطلب من المنسوجات مواصفات معينة فى تحمل التأثيرات التى تتعرض لها.
وإذا كانت أبعاد التيلة مثلا وخاصة طولها ونعومتها-تحدد إلى مدى بعيد إمكانية غزل تيلة ما إلى خيوط غزل فإن متانة التيلة وهى من أهم الخواص الميكانيكية، تبقى على الرغم من ذلك العامل الأساسى الذى يعطى خيوط الغزل متانتها فلا يمكن بأى حال إنتاج خيوط غزل عالية المتانة باستخدام تيلة قليلة المتانة.
ومن الخواص الميكانيكية الهامة لشعيرات القطن صفتى المطاطية Elasticity والمرونة Resiliency. والمطاطية هى قدرة الشعرة على استرداد طولها الأصلى بعد تعرضها لمقدار من الشد (أقل من ذلك اللازم لقطعها) تسبب عنه زيادة فى طولها. والمواد التامة المطاطية هى تلك القادرة على استرداد طولها الأصلى فورا بعد إزالة الشد الواقع عليها. والمطاطية من الصفات المطلوبة عموما.
وتمثل قدرة الليفة ومن ثم المنسوج، على المحافظة على شكله الأصلى وابعاده أثناء الاستعمال.
أما المرونة فهى قدرة الشعرة على امتصاص الجهد دون حدوث تغيير دائم فى شكلها أى ابعادها أو بعبارة أخرى نسبة الجهد المسترد إلى الجهد المبذول لاحداث قدر معين من الشد أو الاستطالة.
الأهمية التطبيقية لمتانة وإستطالة الشعيرات
كما هو متوقع، فإن الشعيرات العالية المتانة تنتج خيوط وأقمشة عالية المتانة بإفتراض ثبات باقى العوامل المؤثرة على خواص متانة الخيوط والأقمشة. ومن الجدير بالذكر أن متانة التيلة هى المحدد الأساسى لمتانة خيوط الغزل وأن الطول والنعومة والنضج وكذلك البرم هى متغيرات تؤثر أساسا على انتقال متانة التيلة إلى متانة خيوط الغزل ومن ثم تتجه نظم الغزل الحديثة نحو زيادة نسبة الاستفادة ومساهمة متانة الشعيرات فى متانة الخيوط المنتجة.
كما تحدد استطالة الشعيرات إلى حد كبير كفاءة تشغيل الأقطان فى مراحل الغزل المختلفة، فالأقطان المنخفضة الاستطالة قد تتطلب زيادة قوة ماكينات السحب فضلا عن أنها عادة تكون منخفضة الكفاءة الغزلية، و الأقطان العالية الاستطالة ذات كفاءة أعلى عند التشغيل على سرعات مرادن عالية وتؤدى إلى زيادة كفاءة التشغيل وتقليل معدل القطوع، كما تؤثر صفة الاستطالة إيجابيا على صلاحية الملابس للاستعمال وفى هذا المجال نجد ان الاقطان المصريه تتميز بنسبة الاستطالة العاليه .
النعومة والنضج : تعتبر صفتى نعومة ونضج شعيرات القطن صفتين متلازمتين ومتداخلتين، وهما من الصفات الفيزيائية الهامة للتيلة التى تؤثر على صلاحية القطن للغزل وسلوكه فى مراحل التشغيل المختلفة وأيضا على خواص خيوط الغزل الناتجة-ولذا فهما تلعبان دورا رئيسيا فى تقدير قيمة أو جودة القطن.
وهاتان الصفتان متداخلتان معا ليس فقط من الوجهة الفيزيائية بل أيضا من حيث الطرق الأكثر شيوعا المستعملة فى تقديرهما والتعبير عنهما- وفى كثير من الأحيان قد تصعب التفرقة بينهما على الرغم من أهمية ذلك إذ أن طبيعة تأثير النعومة على خواص التشغيل للقطن وخواص الناتج النهائى تختلف اختلافا بيناً عن طبيعة تأثير النضج.
نعومة الشعيرات
يقصد بالنعومة فى ألياف النسيج عموما قطر الألياف أو مساحة مقطعها العرضى- فالألياف ذات القطر الأصغر أو الأقل فى مساحة مقطعها العرضى هى الألياف الأنعم.. يمكن تحديد نعومة الشعيرات بمقياسين، هما
(أ) النعومة الذاتية
(ب) النعومة بالوزن
النعومة الذاتية: لا يمكن استخدام وزن الشعرة كمقياس للنعومة الذاتية إذ أنه يعتمد كثيرا على مقدار ترسيب السليولوز أى على درجة نضج الشعرة. ومن ثم فإن قياس النعومة الذاتية للشعيرات يتم أساسا إما بقياس القطر لشعيرات القطن فى اللوزة الخضراء.
وقبل تفتحها ثم حفظ الشعيرات فى محاليل خاصة حتى لا تجف أو تنكمش فتفقد شكلها الاسطوانى، وهو الأساس السليم الذى يمكن الاعتماد عليه فى تقسيم الأقطان إلى خشنة وناعمة كما يمكن تقدير قطر الشعيرات الجافة عن طريق الانتفاخ بالصودا الكاوية بنسبة 18%.
على أنه يجب أن يكون واضحا أن القطر المقاس بهذه الطريقة يعتمد إلى حد ليس بالقليل على درجة النضج إذ أن درجة امتصاص الشعيرات لمحلول الصودا الكاوية وانتفاخها يعتمد على درجة تغليظ الجدار الثانوى فالشعيرات الميتة مثلا تنتفخ بدرجة أقل وبالتالى تأخذ شكلا شريطيا مما يترتب عليه أن يكون عرض الشريط فى هذه الحالة أكبر من القطر وبالتالى فالقياس بهذه الطريقة يكون متحيزا نحو القيم الأكبر.
ب. النعومة بالوزن : يعتمد متوسط وزن وحدة الطول للشعرة على كل من محيط الشعرة ودرجة التغليظ فى الجدار الثانوى فإذا كانت درجة تغليظ الجدار ثابتة أى السمك المطلق للجدار ثابت فإن الأقطان الناعمة أى ذات القطر أو المحيط الأصغر تعطى قيم وزن لوحدة الطول أقل من الأقطان الخشنة ذات القطر أو محيط الشعرة الأكبر.
أما إذا كان محيط الشعرة ثابت أى النعومة الذاتية ثابتة فإن الأقطان الأعلى نضجا أى التى بها درجة تغليظ الجدار أكبر وبالتالى مساحة المقطع العرضى المشغولة بالسليولوز أكبر فإنها تعطى وزن شعرة أكبر من تلك للأقطان الأقل نضجا. وهكذا نجد أن وزن وحدة الطول للشعرة يعتمد على كل من النعومة الذاتية ودرجة النضج معا ولذا يطلق عليه النعومة بالوزن لتمييزه عن النعومة الذاتية وكثيرا ما يشار اليه “وزن الشعرة” للإختصار بدلا من ” وزن وحدة الطول للشعرة”.
الأهمية التطبيقية لنعومة الشعيرات
تكمن أهمية نعومة الشعيرات من كونها ذات مردود إقتصادى وتكنولوجى على خواص الخيوط المنتجة منها. فالشعيرات الناعمة، نظرا لإنخفاض وزنها، فإنها تكون أكثر عددا فى مقطع الخيط العرضى بالمقارنة بالشعيرات الخشنة، وبالتالى تنعكس هذه العلاقة على خواص الخيوط، وبالتالى فالشعيرات الناعمة تنتج خيوط عالية المتانة، عالية الانتظام ومعدل قطوع أقل وعالية الكفاءة أثناء التشغيل على مراحل الغزل المختلفة ولو أنها تتطلب سرعات أقل فى ماكينات التسريح حتى يمكن التحكم فى عدد العقد المتكونة.
حيث أن الشعيرات الناعمة ذات قابلية أعلى لتكوين العقد أكثر من الشعيرات الخشنة. كما أن الشعيرات الناعمة تحتاج أيضا إلى معاملات برم منخفضة حتى تصل إلى أعلى متانة مما يكون له مردود إقتصادى فى زيادة الانتاج عن استعمال البرم العالى. كما أن الشعيرات الناعمة يمكن غزلها إلى خيوط رفيعة بل ورفيعة جدا بعكس الشعيرات الخشنة التى تكون صالحة فقط لإنتاج الخيوط السميكة والمتوسطة.
نضج الشعيرات Fiber Maturity
درجة نضج التيلة تعبر عن اكتمال ترسيب طبقات الجدار الثانوى فزيادة عدد هذه الطبقات المرسبة تعنى زيادة فى درجة نضج التيلة ونقصها يعنى نقص درجة النضج وبالتالى فإن الشعرة الناضجة هى تلك التى يترسب فى جدارها الثانوى عدد مناسب من الطبقات أو حلقات النمو أو بعبارة أخرى كمية مناسبة من السليولوز. ويمكن التعبير عن درة التغليظ فى الجدار الثانوى أو درجة النضج بعدة طرق منها:
أ. درجة التغليظ
ب. نسبة النضج والنسبة المئوية للنضج
الأهمية التطبيقية لنضج الشعيرات
إذا نظرنا هنا إلى تأثير الشعيرات الغير ناضجة على كافة مراحل الغزل والنسيج المختلفة، فإننا نلاحظ ان الشعيرات الغير ناضجة تؤدى إلى تكوين العقد، إنتاج خيوط منخفضة المتانة ظهور عيوب فى مظهرية القماش الناتج مثلالبقع البيضاء، وإنخفاض مظهرية الخيوط، عيوب داخل وبين اللوطات المختلفة للخيوط . حيث وجد أنه أثناء مراحل التشغيل المختلفة، ونتيجة تعرض الشعيرات الغير ناضجة لإجهاد ميكانيكى، فإنها تكون أكثر قابلية للالتفاف حول نفسها وبالتالى إنتاج العقد. ويمكن التغلب على وجود الشعيرات الغير ناضجة عن طريق تقدير خواص الأقطان المختلفة قبل تشغيلها وخلط الأقطان المنخفضة فى نسبة نضجها مع أخرى مرتفعة النضج بطريقة دقيقة. كذلك فإن امتصاص الشعيرات للأصباغ ومن ثم درجة عمق الصبغة تعتمد كثيرا على درجة النضج.
لون ولمعان الشعيرات
وهما صفتان تعتمد على الرؤية الطبيعية للقطن وترجع أهمية اللون فى القطن من أنه يحدد بشكل كبير تدهور صفات جودة القطن وخاصة إذا حدث تغير لونى له، أما صفة اللمعان فتنبع أهميتها من كونها تؤثر فى المظهر العام للمنتج النهائى.
لون الشعيرات : تأتى أهمية اللون فى شعيرات القطن من كونها ترتبط إرتباطا وثيقا بكفاءة عملية التبييض لللأقمشة القطنية.
وكذلك من كونها درجة من درجات الحكم على تدهور الشعيرات، يجب أن نفرق بين اللون الحقيقى للقطن واللون الظاهرى للقطن، فاللون الحقيقى هو اللون الطبيعى الوراثى لشعيرات القطن قبل التعرض لأى ظروف بيئية من شأنها إحداث تغير فى لون الشعيرات. وهذا اللون يمكن إزالته وتحويله إلى اللون الابيض عن طريق عملية التبييض. أما اللون الظاهرى، فهو اللون الذى اكتسبه القطن نتيجة الظروف الجوية المغايرة مثل التعرض للصقيع أو الأمطار أو الاصابة الحشرية أو الميكروبية و يحدث هذا التغير اللونى بعد تفتح اللوزة، وهذا اللون المكتسب يعتبر أحد أهم المؤشرات لحدوث التدهور فى تيلة القطن.
من وجهة النظر الفيزيائية، فإن العوامل الرئيسية المتعلقة باللون هى (1) أسم اللون Hue، ويقصد به أسم الألوان الأساسية المعروفة مثل الأزرق والأخضر والأصفر واللون فى القطن المصرى يتراوح ما بين الأبيض الناصع، كريمى فاتح، كريمى غامق. (2) درجة زهاء اللون Brightness ، ويقصد بها درجة تركيز اللون نفسه أو شدة هذا اللون، أو قدرة عينة القطن على عكس الضوء الواقع عليها ويستدل على درجة زهاء اللون من مقياس اللون المتعادل والذى يتدرج من الأبيض الناصع إلى الرمادى بدرجاته الفاتح ثم الغامق وتتأثر درجة زهاء اللون بنسبة الشوائب والأتربة الموجودة فى العينة. (3) شدة اللون الأصفر Chroma ويقصد به نسبة إصفرار أو درجة تركيز اللون الأصفر فى عينة القطن.
اللمعان Luster
تعتبر صفة اللمعان من الصفات المرغوب فيها لما لها من تأثير طيب على النفس، ولكنها من جهة أخرى من الصفات التى يصعب كثيرا تعريفها وتحديدها بدقة فهى فى الغالب صفة وصفية. ولمعان المواد النسيجية سواء كانت شعيرات أو خيوط أو منسوجات هو حالة من حالات انعكاس الأشعة الضوئية.
تكوين العقدNepPotential
تعرف العقد بأنها تجمعات صغيرة غير منتظمة من شعيرة أو أكثر من شعيرات القطن الميتة أو الغير تامة النضج كما تحتوى أيضا على نسبة من الشعيرات الناضجة التى تلتف حول بعضها أو حول جزيئات الأتربة أو الأجزاء النباتية الصغيرة، وتتشابك مع بعضها فى شكل كروى وتكون فى حجم رأس الدبوس، وتزداد كثافة الشعيرات المكونة لها عند المركز وتتكون نتيجة لأسباب عديدة فى مراحل الجنى والحليج والغزل وتتعدد أنواعها وأحجامها ولا توجد العقد فى لوزة القطن قبل تفتحها، ولكنها قد تنشأ عند التفتح بسبب جفاف الشعيرات وإلتفافها حول نفسها أو حول شعيرات أخرى، وتزداد بسبتها بعد ذلك نتيجة للتأثيرات الميكانيكية الضارة لكل مرحلة من مراحل الحليج ومراحل تحضيرات الغزل.
وتعتبر العقد فى خيوط الغزل أحد الأسباب الهامة التى تؤثر على خواص جودتها سلبيا وهى تعتبر مصدرا لكثير من المشاكل عند تصنيع القطن وخاصة فى مراحل الصباغة والتجهيز حيث تمتص العقد صبغات أكثر من الخيوط وتؤدى إلى ظهور بقع معيبة فى القماش. وقد قسم Lord (39) العقد-بالفحص الميكروسكوبى بعد معالجتها بمحلول هيدروكسيد الصوديوم 18% لتمييز درجة نضج الشعيرات-إلى الأقسام التالية:
• العقد الراجعة إلى التشغيل Processingneps وهى تتكون نتيجة التفاف شعيرات ناضجة أو شعيرات لها نفس متوسط درجة النضج للعينة و تتكون نتيجة عيوب عمليات التصنيع المختلفة وأهمها عملية الحليج والتسريح.
• العقد المختلطة وهى تتكون نتيجة التفاف شعيرات القطن حول جزيئات كسر البذرة، الشوائب أو الزغب.
• العقد المتكونة من التفاف الشعيرات الغير ناضجة أو شعيرات ميتة مع بعضها.
• العقد الزغبية وهى تتكون من الشعيرات القصيرة.
وهناك العديد من العوامل التى تؤدى إلى تكوين العقد، ومنها عوامل مرتبطة بخواص تيلة صنف القطن وميلها لتكوين العقد، فالأصناف فائقة طول التيلة الناعمة والاصناف التى يصعب فصل الشعيرات عن البذور فيها، والاصناف التى تتميز بإنخفاض نضج الشعيرات تميل إلى زيادة عدد العقد، ويؤثر طول تيلة الشعيرات وقراءة الميكرونير ومتانة الشعيرات ونسبة الشعيرات القصيرة تأثيرا معنويا على تكوين العقد، وهذه كلها صفات وراثية تتميز بها الأصناف.
وتعتبر نسبة النضج هى السبب الرئيسى فى تكوين العقد وهى ترتبط بدرجة كبيرة بظروف النمو وبدرجة أقل بصنف القطن. وأيضا تميل الشعيرات قليلة الصلابة إلى تكوين العقد بالمقارنة بالشعيرات الصلبة وتؤدى زيادة نسبة الشوائب والمواد الغريبة وكسر البذور وبقايا الأوراق الجافة فى القطن إلى زيادة عدد العقد. كما تؤثر طريقة الجنى الآلى على زيادة عدد العقد فى شعيرات القطن أما القطن المجنى يدويا فنسبة العقد به أقل من الجنى الآلى.
كما توثر عمليات ما قبل الحليج وطرز الحليج أيضا على عدد العقد وتؤدى إلى زيادتها، فالحليج الاسطوانى أفضل كثيرا من الحليج المنشارى فيما يتعلق بعدد العقد. أما فى مراحل تحضيرات الغزل، فالتنظيف الجيد يؤدى إلى نقص ملحوظ فى عدد العقد فى خيوط الغزل كما أن مرحلة التسريح تضيف العديد من العقد بقدر ما تزيل العديد من العقد أيضا وخاصة إذا كانت كسوة الماكينة منخفضة الكفاءة، إلا أنه فى ماكينات الكرد الحديثة أصبحت مزودة بأجهزة تتحكم كثيرا فى نسبة العقد فى شاشة التسريح وقبل تحويلها إلى شكل شريط تسريح وقد تصل نسبة إزالة العقد إلى 99%.
الأقطان اللزجة
يستخدم اصطلاح الأقطان اللزجة للتعبير عن الأقطان المصابة بالندوة العسلية Honey-dewالتى تنتج من الإصابة بالحشرات الثاقبة الماصة كالمن والذبابة البيضاء، حيث تقوم تلك الحشرات بثقب عروق الأوراق فتخرج العصارة النباتية فتمتصها وتتغذى عليها وتخرج الزائد عن حاجتها على الأوراق وأحيانا اللوز المتفتح على شكل ندوة عسلية وقد تقع هذه القطرات من السائل العسلى اللزج على الشعيرات.
ويرجع التأثير الأكبر فى ذلك إلى الذبابة البيضاء وحيث أن إصابة المحصول بهذه الحشرات لاتكون إصابة عامة فى الغالب، وإنما تقع فى بقع موزعة عشوائيا فى الحقل مما يؤدى إلى توزيعها على البالات بعد الحليج، وبذلك يصعب إكتشاف البالات المحتوية على شعيرات لزجة وسحب عينات ممثلة لتقدير مستوى المادة العسلية ونسبة السكريات فى الشعيرات قبل تشغيلها.
ومن المعروف أن زيادة نسبة السكريات عن 0.3% تؤدى إلى حدوث مشاكل لزوجة مزمنة، منها تراكم المادة العسلية على السطح الخارجى للشعيرات حيث ينمو عليها العفن الأسود مما يؤدى إلى خفض رتبة القطن وسعره وكذلك حدوث مشاكل أثناء تداول تلك الأقطان فى مراحل الحليج والغزل حيث تلتصق هذه الأقطان حول الأجزاء المتحركة وبخاصة فى مرحلتى التسريح والسحب.
وتمثل الأقطان اللزجة مشاكل رئيسية لكل من المنتجين والتجار وغزالى القطن، حيث يقوم المنتجين بدفع تكاليف عالية نظير مكافحة المن أو الذابة البيضاء فى حالة الإصابة، كما أنها تسبب مشاكل فى صناعة الحليج وتسويق تلك النوعية من الأقطان اللزجة التى ينخفض سعرها كثيرا عن الأقطان الغير مصابة باللزوجة، أما فى مصنع الغزل فتكاليف تشغيلها أعلى بكثير من الأقطان العادية الغير مصابة ويستلزم الأمر فى حالة الإصابة الشديدة إلى خلطها مع أقطان سليمة بنسبة 10% أقطان لزجة إلى 90% أقطان سليمة.
ومن الجدير بالذكر أن الحد الأدنى من السكريات الذائبة الذى يوجد طبيعيا فى شعيرات القطن لا يسبب مشاكل فى الحقل أو المصنع وهو منخفض للغاية فى الأقطان المصرية، ومن ثم فأى زيادة فى نسبة السكريات يكون مصدرها الإصابة الحشرية.
تدهور تيلة القطن بيئيا
يطلق لفظ التدهور البيئى أو التجوية على تأثير الظروف البيئية، مثل الكائنات الدقيقة وضوء الشمس والحرارة وتلوث الجو، على تيلة القطن وعلى المنسوجات القطنية والذى يسبب تدهورا فى تركيبها وخواصها الفيزيائية. وتيلة القطن، كمادة طبيعية، تتعرض للفعل الضار للظروف البئية من اللحظة التى تتفتح فيها لوزات القطن فى الحقل وحتى تمام عملية الجنى والنقل إلى المحلج ففى خلال هذه الفترة تتعرض تيلة القطن للتدهور بسبب فعل ضوء الشمس والكائنات الدقيقة والظروف الجوية الأخرى التى تؤثر بدرجة كبيرة على القيمة التجارية للقطن.
والتعرض الزائد للظروف الجوية فى الحقل ينتج عنه نقص فى لمعان التيلة وتلون غير مرغوب فيه ونقص فى الخواص الميكانيكية كالمتانة والإستطالة. وأثناء تخزين القطن والمنتجات القطنية فى مراحل التصنيع المختلفة يتعرض القطن دائما لتأثير الكائنات الدقيقة. وأثناء استخدام المنسوجات القطنية فى الإستعمالات اليومية فإن القليل من المنتجات القطنية هى التى تنجو من التعرض للتدهور البيئى.
وفى الكثير من الإستعمالات يكون التدهور البيئى عاملا فعالا خاصة وأن القطن كان ولا يزال من أهم الألياف المستخدمة فى المنسوجات المعرضة للظروف البيئية. وفى السنوات السابقة اتجهت الصناعة القطنية نحو استخدام معاملات كيميائية مناسبة لكى توفر للمنسوجات القطنية مقاومة أكبر لفعل الظروف البيئية وبالتالى زيادة قدرتها التنافسية.
من العرض السابق نجد ان الاقطان المصريه تتمتع بمميزات تنافسية عالية فى السوق العالمى بالمقارنه بمثيلاتها الاجنبية من حيث تميزها بصفات الجوده الفائقه والتى تؤهلها لانتاج ارقى المنسوجات كما وان التجانس والتماثل العالى بين هذه الصفات وبعضها وزيادة الانتظامية بين الشعيرات ودرجة النضج العالية للشعيرات تقلل من الفاقد اثناء التصنيع مع زياد القيمة المضافه لتصنيع القطن المصري .
المصدر
مجلة الفكر الزراعي
اقرأ أيضا
محصول الذرة الشامية .. 6 توصيات فنية هامة خلال سبتمبر
محصول الذرة الرفيعة .. 4 توصيات فنية هامة خلال سبتمبر
محصول القطن .. 5 توصيات هامة لـ الجني والفرز و التعبئة
لا يفوتك
أهمية تطوير منظومة المبيدات فى مصر