القطن العضوي أحد أحدث التقنيات الخاصة بالتطبيقات العلمية، التي تستهدف الاقتراب من الطبيعة بشكل أكبر، لتلافي المشاكل الصحية والبيئية الناتجة عن الإفراط في استخدام المواد الكيميائية، لتحقيق أهداف التنمية المستدامة، وتعزيز الاستفادة من العلم بشكل أكثر واقعية.
وخلال حلوله ضيفًا على برنامج العيادة النباتية، المُذاع عبر قناة مصر الزراعية، أجاب الدكتور سعيد حمودة، الأستاذ بمعهد بحوث القطن، عن السؤال الأكثر إلحاحًا، والذي يبحث عن الأسباب الداعية، للجوء للتقنيات العضوية في زراعة هذا المحصول.
أسباب اللجوء إلى زراعة القطن العضوي
في البداية أكد الدكتور سعيد حمودة أن اللجوء إلى تقنيات زراعة القطن العضوي لا تأتي على سبيل الرفاهية، موضحًا أنها باتت أحد أهم الأهداف التي تبحث عن تحقيقها أغلب دول العالم، في كافة المنتجات التي يتم تداولها بين مواطنيها، لتحقيق أكبر قدر من الآمان لهم على الصعيدين الصحي والبيئي.
وأوضح أن المصنوعات القطنية يصدر عنها الحد الأدنى من الشحنات الاستاتيكية – تقدر بـ50 وحدة – ما يجعلها توفر أكبر قدر من الأريحية لمن يتعامل معها أو يرتدي المصنوعات التي تدخل فيها، مقل الملابس والأقمشة وغيرها.
وأشار إلى أن زراعة القطن العضوي جاءت لتوفير المطالب المُتزايدة على هذه السلعة الاستراتيجية، التي تدخل في العديد من الصناعات التي يتعامل مع الإنسان بشكل مُباشر، سواء على هيئة أقمشة أو منسوجات أوصناعات تكميلية خاصة بتجهيزات المنازل والمستشفيات، مثل المراتب والمنتجات الطبية.
لا يفوتك.. ماذا تعرف عن تسويق تكنولوجيا البحوث الزراعية؟
القطن العضوي والهدف من زراعته
ولفت حمودة إلى أن أهداف زراعة القطن العضوي لا تتوقف عند حدود توفير الحد الأدنى من الشحنات الاستاتيكية، والذي يميزها عن باقي الأنسجة المُخلقة والصناعية، وإنما تمتد أبعاد هذا الملف إلى جوانب أخرى أكثر شمولًا وتعقيدًا.
وفسر الاتجاه الحالي بأنه يأتي للحد من الملوثات والمواد الكيميائية، التي يتم استخدامها بكثافة، في زراعة القطن بالطرق التقليدية المُعتادة.
موضوعات قد تهمك:
إكثار النخيل عن طريق البذرة.. تعرف على رأي المتخصصين
زراعة التمور.. منجم غذائي ومكاسب تصل لـ240 ألف جنيه للفدان
علاج النيماتودا.. باحث يؤكد إمكانية القضاء عليها خلال 150 دقيقة
محصول القطن يحتل موقع الصدارة في قائمة استخدام المبيدات
وأشار إلى أن محصول القُطن يُعد من أكثر الزراعات التي تستأثر بالنصيب الأكبر من استخدام المُبيدات الحشرية، والتي قُدرت بنسبة 18% من إجمالي المواد الكيميائية المُستخدمة مع كل المحاصيل الزراعية، نظرًا لارتفاع عدد الآفات التي تُهاجم ثمارها على مدار الموسم.
وعلل تلك النسبة بأن محصول القطن يمر بثلاث مراحل “البداري والنمو الخضري والتفتح”، كل مرحلة منهم تختص بها مجموعة من الآفات، ما ترتب عليه استخدام المزيد من المبيدات والمواد الكيميائية.
وكشف الدكتور سعيد حمودة أن أغلب دول العالم باتت تبحث عن القطن العضوي، نظرًا لكونه لا يحمل أي أثر من متبقيات المبيدات الكيميائية، وهي الصفة الغالبة على المحصول الناتج عن الزراعة بالطرق التقليدية.
عوائد ومكاسب اقتصادية للمُزارعين
وتحدث حمودة عن المكاسب الاقتصادية التي تحققها زراعة القطن العضوي، وعلى رأسها تقليل حجم الإنفاق في مدخلات النشاط الزراعي، سواء على هيئة مبيدات أو أسمدة كيميائية، ما يُعظم من قيمة الأرباح الاقتصادية للمزارعين.ط
القطن العضوي.. قيمة مُضافة للإنتاج المصري
وكشف الدكتور سعيد حمودة عن أهم أهداف زراعة القطن العضوي، موضحًا أنها تُمثل قيمة مُضافة للإنتاج المصري، عبر فتح المزيد من الأسواق أمامه، علاوة على ارتفاع نسبة الأمان في جميع مُنتجاته، نظرًا لخلوها من المبيدات أو الملوثات، وهو الأمر الذي يرفع من قيمتها الاقتصادية.
إقرأ أيضًا:
محصول القمح.. تعرف على الإجراءات الواجب اتباعها خلال سقوط الأمطار
الخدمة الشتوية.. أهم المعاملات الزراعية وبدائل السماد الكيميائي للنخيل