التصحر كان موضوع الكلمة التي ألقاها السيد القصير، وزير الزراعة واستصلاح الأراضي، ممثلًا لمصر نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، خلال مُشاركته في اجتماعات اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر – مؤتمر الأطراف – في دورته الخامسة عشر، المنعقد حاليًا بالعاصمة الإيفوارية أبيدجان، خلال الفترة من ٩ إلى ١٠ مايو الجاري.
وأكد القصير أن إقامة السدود العملاقة يجب ألا تكون حائلاً، أمام التوزيع العادل لمياه الأنهار العابرة للحدود، وبالتالي تهديد نجاح برامج مكافحة التصحر، وتحييد تدهور الأراضي وإنتاج الغذاء.
القصير ألقى كلمة مصر أمام المؤتمر الذي عقد بحضور الحسن واتارا – رئيس جمهورية كوت ديفوار، ورئيس مؤتمر الأطراف، لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، “الدورة الـ 15″والسيد إبراهيم ثياو – وكيل الأمين العام للأمم المتحدة، السكرتير التنفيذي لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر،
والسيد عبدالله الشاهد، رئيس الدورة رقم 76 للجمعية العامة للأمم المتحدة، وبعض السادة الوزراء ممثلو الدول الأطراف بالإتفاقية.
مؤتمر مكافحة التصحر.. نص كلمة القصير
وفي بداية كلمته نقل القصير تحيات الرئيس عبد الفتاح السيسى رئيس جمهورية مصر العربية، ومعرباً عن خالص الشكر الجزيل، لأخيه السيد الحسن واتارا، رئيس جمهورية كوت ديفوار، على دعوته الكريمة لسيادته، للمشاركة في قمة رؤساء الدول، حول الجفاف والإدارة المستدامة للأراضي، في إطار الدورة الـ15 لمؤتمر الأطراف للأمم المتحدة لمكافحة التصحر، متمنياً لسيادته خالص التوفيق بنجاح المؤتمر، وأن يخرج بتوصيات فاعلة، تُساهم بقدر كبير في تحقيق التنمية المستدامة التي ننشدها جميعاً.
القصير توجه بالشكر أيضا إلى السيد إبراهيم ثياو – وكيل الأمين العام للأمم المتحدة السكرتير التنفيذي لإتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر وإلى سكرتارية إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر على جهودها فى تنظيم هذا الحدث رفيع المستوى.
القصير ينقل تعازي مصر للرئيس الإيفواري
كما تقدم القصير التعازي بإسم جمهوريه مصر العربية قيادة وحكومة وشعبا، للرئيس الايفوارى وشعب كوت ديفوار، فى وفاه المغفور له رئيس الجمعية الوطنية ( البرلمان) الإيفوارية.
موضوعات قد تهمك:
“الزراعة” تواصل متابعة حصاد وتوريد القمح في جميع المحافظات
القصير مكافحة التصحر تتطلب التكامل بين الشعوب
وقال “القصير” لقد تعلمنا من جائحة كورونا أن التعاون والتكامل بين الشعوب، هو السبيل الوحيد للتصدي للتحديات الصعبة، وليس هناك خطر يضاهي خطر التصحر والجفاف، نظراً لآثارهما السلبية على محور الأمن الغذائي، الذي بات مرتبطاً بالأمن القومي للدول، ولذلك جاء هذا المؤتمر ليمثل فرصة عظيمة، لتلاقي قادة الدول والحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدني، وأصحاب المصلحة الرئيسيين وشركاء التنمية من جميع أنحاء العالم، لدفع التقدم في الإدارة المستدامة المستقبلية للأرض، والتي تمثل حجر الأساس لأى تنمية حقيقية، تقوم على تعزيز الروابط بين الأرض وقضايا الإستدامة.
مكافحة التصحر على رأس التحديات العالمية
وزير الزراعة أكد أن التصحر وتدهور الأراضي والجفاف، تمثل تحديات ذات بعد عالمي، وتساهم في مشاكل إقتصادية وإجتماعية وبيئية، جميعها مرتبط بالتصحر ويضر بالأمن الغذائي وفقدان التنوع البيولوجي وندرة المياه، وانخفاض القدرة على التأقلم مع التغيرات المناخية، وهو ما يستلزم قيام المجتمعات بتبني إستراتيجيات متكاملة طويلة المدى، تنطوى على الحفاظ على خصوبة الأرض، وزيادة إنتاجيتها وإعادة تأهيلها والحفاظ عليها، وترشيد إستخدام الموارد المائية وإدارتها بطريقة مستدامة، ولقد كانت مصر من أوائل الدول التي طالبت سكرتارية اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر، بضرورة تبني مبادرة تدعم الدول المتأثرة بهذه الظاهرة الخطيرة، التي تهدد الوجود الانساني، وتؤثر سلباً على استدامة الموارد الطبيعية في هذه الدول.
وأضاف أن مصر تؤكد دائماً على الترحيب بإعلان نيودلهى الناتج عن مؤتمر الأطراف الرابع عشر COP14 الذى عقد بالهند خلال الفترة 2-13 سبتمبر 2019 ، وما يستتبعه من ضرورة تشجيع إتباع نهج إستباقي للحد من مخاطر وآثار التصحر وتدهور الأراضي والجفاف.
التوصل لإطار قانوني مُلزم لتنفيذ مبادرة الجفاف العالمية
كما تتطلع مصر أيضاً للوصول إلى اطار قانوني ملزم لتنفيذ مبادرة الجفاف العالمية والتي جرى اطلاقها خلال الـ COP14 في دولة الهند الشقيقة لتقليل تأثير عوامل تغير المناخ المشتركة مع التصحر لتعزيز قدرة النظم الايكولوجيه المعرضة للخطر على الصمود.
وتابع “القصير ” لقد دعت مصر أيضاً خلال رئاستها لمؤتمر الأطراف للأمم المتحدة للتنوع البيولوجي التي عقدت بشرم الشيخ خلال عام 2018 إلى توحيد جهود تنفيذ اتفاقيات ريو الثلاث ” مكافحة التصحر – التغيرات المناخية – التنوع البيولوجى” لتوفير الاعتمادات المالية اللازمة لتنفيذ برامج العمل الوطنية وحسن استغلال الموارد المالية المتاحة.
الحكومة المصرية.. خطوات فاعلة في ملف مكافحة التصحر
وقال إنه في إطار إستراتيجية الأمم المتحدة للتنمية المستدامة 2030 (SDGs)، كان ولابد من التخطيط الجيد لتحقيق أهداف التنمية المستدامة السبعة عشر، لذلك اتخذت الدولة المصرية العديد من الاجراءات لتنفيذ الخطط الوطنية لمكافحة التصحر وتدهور الأراضي والتقليل من الآثار السلبية المحتملة للجفاف، خاصة وأن الدولة المصرية تمتلك مركزاً لبحوث الصحراء، ومركز للبحوث الزراعية، وغيرها من المراكز البحثية التطبيقية التي تدعم هذا الملف.
إقرأ أيضًا:
محصول الزيتون .. نشرة بالتوصيات الفنية للمزارعين خلال شهر مايو
جهود الدولة المصرية في مجال مكافحة التصحر
وزير الزراعة استعرض جهود الدولة المصرية في مجال مكافحة التصحر وتمثلت في الآتي:
1- إتخاذ الإجراءات الحاسمة والتشريعات الملزمة لمنع التعدى على الأراضى الزراعية الخصبة المنتجة للغذاء ومنع تدهور الأراضى أو تغير نشاطها ،وبالتالى فقد حققت مصر تقدماً ملموساً فى منع أحد مسببات تدهور الأراضى نتيجة تدخل العامل البشرى .
2- إطلاق برنامجاً متكاملاً لتبطين الترع وإعادة تأهيلها وتبنى خطة وطنية للتحول من نظام الرى بالغمر إلى نظم الرى الحدثية وذلك لتقليل الفاقد فى مياه الرى ورفع كفاءة استخدام المياه.
3- تبنت مصر خطة طموحة لتنمية الوديان فى مناطق الزراعة على الأمطار ، تضمنت الخطة حصاد مياه الأمطار وتنمية الوديان وتحسين المراعي الطبيعية وتحسين انتاجية حيوانات الرعي وتنمية المجتمعات البدوية.
4- أيضاً تبنت مصر خطة وطنية لتحييد تدهور الأراضى واستصلاح الصحراء من خلال تنفيذ مشروعات قومية عملاقة للتوسع الأفقي سعياً لزيادة مساحة الرقعة الزراعية استهدافاً للتنمية الزراعية المتكاملة وإنشاء مجتمعات عمرانية جديدة تقوم على النشاط الزراعى والأنشطة المرتبطة بها.
5- كما تبنت مصر برنامجاً وطنياً لإستنباط أصناف ذات جدارة انتاجية عالية ومبكرة النضج وقليلة فى احتياجاتها المائية ومقاومة للجفاف والظروف البيئية المعاكسة وذلك لكافة أنواع المحاصيل.
وأوضح القصير إلى أنه ومع كل الجهود التى تبذلها الدولة المصرية خاصة في ظل التحديات الكبيرة التي تواجه مصر في سبيل استكمال تنفيذ المشروعات التنموية المتكاملة والضرورية لتحقيق الامن الغذائى للشعب المصرى البالغ تعداده حالياً أكثر من 100 مليون نسمة ، وأهمها مشكلة الفقر المائي ، وفي هذا الصدد نؤكد على أنه لا يجب أبداً أن تقف مشروعات إقامة السدود العملاقة حائلاً أمام التوزيع العادل لمياه الأنهار العابرة للحدود بما يشكل تهديداً لنجاح برامج مكافحة التصحر وتحييد تدهور الأراضي والتأقلم للجفاف، وانتاج الغذاء. كما تؤكد جمهورية مصر العربية على أهمية قيام سكرتارية إتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر بالعمل علي تسهيل حصول الدول الأطراف علي التمويل اللازم من آليات التمويل العالمية المختلفة التي تمكنها من مواصلة تنفيذ برامج تحييد تدهور الأراضي والتأقلم للجفاف وصولاً إلى عالم خال من التصحر.
لا تفوتك مشاهدة هذا الفيديو:
التنمية الزراعية المستدامة وأهم انجازات التعامل المشترك
قمة أبيدجان.. فرصة للتشاور وإيجاد الحلول
وأشار “القصير” إلى أن قمة “ابيدجان” ستمنحنا فرصة التشاور من أجل الوصول إلى آليات فعالة تسمح باستعادة الأراضي المتدهورة والتخفيف من الآثار السلبية للجفاف والذي زاد من خطورته بسبب تداعيات التغيرات المناخية.
وقال إن الشعار الحالي لمؤتمر الأطراف بدورته الخامسة عشرة: “الأرض. حياة. إرث. من الندرة إلى الازدهار” إنما يعزز تنفيذ الإطار الاستراتيجي لاتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر 2018 – 2030.” وسيكون بلاشك نقطة محورية لحشد جهود العالم وتوحيدها حول رؤية عالم محايد من تدهور الأراضي”.
كما أشار إلى أن مصر من خلال إستضافتها لمؤتمر COP27 تتطلع للبناء على ما تحقق في جلاسكو، وترجمة التعهدات إلى أفعال ملموسة، وسوف نعمل سوياً بأن تكون المخرجات على قدر المسئولية وأن تراعى مصالح الدول المتأثرة بتداعيات تغير المناخ وقدرتها على مجابهة هذه التغيرات والوصول الى مبادرات فاعلة يمكن تطبيقها خلال الفترة القادمة حماية لشعوب العالم من تأثير التغيرات المناخية. هذا بالإضافة إلى الإستمرار في الدفع بجهود تعزيز عمل أجندة المناخ على كافة المستويات، لاسيما في ملفات خفض الانبعاثات، والتكيف والتخفيف والتمويل لمساعدة الدول النامية بصفة عامة والدول الأفريقية بصفة خاصة على مجابهة التغيرات المناخية ، وأن استضافة مصر للمؤتمر يمثل فرصة كبيرة للدول الأفريقية لعرض رؤيتها من أجل تعزيز قدرتها على وضع مستهدفات واضحة وتواريخ محددة لتنفيذ برامج التكيف والتخفيف لتدعيم مصالح دول القارة الأفريقية ومساعدتها على مجابهة تداعيات التغيرات المناخية والوصول الى مبادرات فاعلة يمكن تطبيقها خلال الفترة القادمة.
دعوة مصرية للمشاركة في مؤتمر الاطراف السابع والعشرين (COP27) بشرم الشيخ
واضاف أن مصر تتطلع لمشاركتكم جميعاً في مؤتمر الاطراف السابع والعشرين (COP27) والذي سيعقد بمدينة شرم الشيخ .. مدينة السلام … آملين أن تتوحد كل الجهود للحد من تداعيات التغيرات المناخية على منظومة الأمن الغذائي لشعوبنا العظيمة الذي باتت مرتبطة بالأمن القومي للدول.
وزير الزراعة في نهاية كلمته تمنى أن يكون الحوار مثمراً وبناءاً والخروج بتوصيات فاعلة يمكن تحقيقها على أرض الواقع استمراراً لجهود السكرتارية التنفيذية لاتفاقية مكافحة التصحر من خلال الاستفادة من التجارب الناجحة للدول الأطراف وتحقيقاً لأهداف التنمية المستدامة 2030 وكنظرة مستقبلية حتى عام 2050″ “وصولا إلى عالم خالى من التصحر”
وبعد انتهاء القصير من إلقاء كلمة مصر أمام المؤتمر تم وضع الكلمة كمستند في المؤتمر
والجدير بالذكر أن السيد القصير وزير الزراعة واستصلاح الأراضي يشارك حاليا في مؤتمر مكافحة التصحر المنعقد حاليا في كوت ديفوار، نيابة عن الرئيس عبدالفتاح السيسي، ويرافقه كل من دكتور عبدالله زغلول، رئيس مركز بحوث الصحراء، دكتور سعد موسى، المشرف على العلاقات الزراعية الخارجية بوزارة الزراعة، والدكتور أحمد عبدالعاطي، المنسق التنفيذي لمصر وممثل افريقيا في لجنة العلم والتكنولوجيا في اتفاقية مكافحة التصحر.