الفول البلدي واحد من أهم الحاصلات الاستراتيجية التي تمثل قيمة هامة في قائمة غذاء عموم المصريين، ما يفرض اهتمامًا أكبر على المزارعين بضرورة توفيرها للسوق المحلي، ومضاعفة حجم إنتاجيتها ونسبة الاكتفاء الذاتي منها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية رانيا البليدي، مقدمة برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور مصطفى عبد المؤمن – أستاذ الفول والبقوليات بمعهد المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية ملف الأهمية الاقتصادية لمحصول الفول البلدي بالشرح والتحليل.
الفول البلدي
المزايا الاقتصادية والغذائية
في البداية تحدث الدكتور مصطفى عبد المؤمن عن الأهمية الاقتصادية والغذائية للفول البلدي، موضحًا أنه يمثل أحد مصادر التغذية الرئيسية، والتي يعتمد عليها قطاع عريض من المواطنين المصريين كمصدر للبروتين النباتي.
وأوضح أن الفول يمثل أحد البدائل الهامة للبروتين الحيواني، في ظل أزمة ارتفاع أسعار اللحوم، ما يضعه على رأس قائمة العناصر الغذائية لعموم المصريين، لتعويض ومد الجسم باحتياجاته الأساسية.
ولفت “عبد المومن” إلى أن فوائد الفول لا تتوقف عند هذا الحد، وإنما تمتد أيضًا إلى الحيوان، حيث يعتمد قطاع عريض من مزارعينا على استخدام “التبن” ضمن منظومة التغذية الخاصة بالماشية والأغنام، لفوائدها الغذائية، ولدورها الفاعل في عمليات التسمين وإدرار اللبن.
وتطرق أستاذ البقوليات بمعهد المحاصيل الحقلية إلى فوائد محصول الفول للتربة، موضحًا أنها تمد الأرض بـ20 وحدة آزوت على الأقل، وهي المسألة التي تحقق وفرًا اقتصاديًا للمزارعين في مدخلات الإنتاج بمعدل شيكارة من النيتروجين للفدان.
وأشار “عبد المؤمن” إلى أن مزايا الفول البلدي تنعكس بالإيجاب على المحصول التالي، حيث يلعب دورًا فاعلًا في مضاعفة حجم الإنتاجية المتوقعة منه بحلول نهاية الموسم، وبدء تنفيذ معاملات مرحلة الحصاد.
استنباط الأصناف الجديدة
سلط أستاذ الفول والبقوليات بمعهد المحاصيل الحقلية الضوء على الجهود البحثية المبذولة لاستنباط أصناف جديدة، عالية الإنتاجية ومقاومة للظروف المناخية القاسية وغير المواتية للزراعة.
وأوضح أن الجهود البحثية لأساتذة وخبراء مركز البحوث الزراعية ومعهد المحاصيل الحقلية، أثمرت عن إنتاج أصناف جديدة تتخطى إنتاجيتها حدود الـ1.6 طن للفدان، وهي معادلة رقمية تبين حجم الفوارق الكبيرة في معدلات الإنتاجية التي توقفت في تسعينيات القرن الماضي عند 900 كجم للفدان.
التغيرات المناخية وتراجع المساحات المنزرعة
أشار “عبد المؤمن” إلى تميز محصول الفول البلدي عما عداه من المحاصيل الزراعية الأخرى، موضحًا أنه لم يتأثر بالتغيرات المناخية الحادة، علاوة على سعيهم الدؤوب لتعديل مواعيد الزراعة، لتجاوز احتمالات الضرر التي يمكن التعرض لها في المراحل الأولى.
وبرر أستاذ البقوليات بمعهد المحاصيل الحقلية، تراجع المساحات المنزرعة بمحصول الفول البلدي، إلى كونه أحد المحاصيل المنافسة للقمح، ما يرجح كفة الأخير، بوصفه أهم الحاصلات الاستراتيجية التي يوليها المزارع جل اهتمامه.
لا تفوت مشاهدة الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
الفول البلدي.. تأثير التغيرات المناخية على مُعاملات الري وبرامج مكافحة الآفات
الفول البلدي.. خطوة واحدة توفر 75% من السماد الآزوتي “تعرف عليها”
الفول البلدي.. السياسة الصنفية وأبرز التوصيات الفنية لمكافحة “المن” و”الهالوك”