الفول البلدي واحد من أهم المحاصيل البقولية الاستراتيجية، التي تقوم عليها العديد من الأنشطة والمشروعات الاقتصادية، التي يعتمد عليها قطاع عريض من المُزارعين والمُربين، علاوة على كونه أحد مصادر غذاء شريحة كبيرة من جمهور المُستهلكين، وهو الأمر الذي يستدعي مزيدًا من التوعية بأبجديات ومُعاملات زراعته بالشكل الصحيح.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي طه اليوسفي، مُقدم برنامج “المرشد الزراعي”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عزام عبد الرازق عشري – أستاذ المحاصيل البقولية بمعهد المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية – ملف قواعد واستراتيجيات زراعة محصول الفول البلدي بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أهم مزاياه وأبرز التحديات التي تواجه مُزارعيه بعد الحصاد.
الفول البلدي.. الالتزام بالتوصيات = حصاد ناجح
في البداية أكد الدكتور عزام عبد الرازق عشري على أهمية الخطوات والتوصيات الفنية التي يتم تطبيقها قبل بداية موسم زراعة محصول الفول البلدي، والتي تعتمد على عدة ركائز بداية من الالتزام باختيار توقيت الزراعة السليم، واختيار التقاوي المُعتمدة، ومرورًا بالمعاملات الزراعية الخاصة بتمهيد التربة وتهيئتها لاستقبال البذور.
سلط “عشري” الضوء على فوائد تسوية التربة بالليزر، مؤكدًا أنها واحدة من أهم ركائز نجاح الزراعة، والتي تضمن التخلص من مياه الري الزائدة، أو نواتج الأمطار بشكل سريع وآمن، دون الإضرار بالتربة أو المحصول، شأنها شأن المراحل السابقة عليها، والتي يترتب على إهمالها العديد من التداعيات والمشاكل التي لا يمكن علاجها فيما بعد.
ولفت “عشري” إلى ضرورة التعامل بوعي شديد مع النبات بوصفه كائن حي يشعر ويتأثر بكافة الظروف المُحيطة به، ما يفرض التزامًا شديدًا بتوفير وتهيئة المُناخ المُناسب لنموه، بما يضمن مرور الموسم على أفضل ما يكون، ودون أي عراقيل تؤثر سلبًا على حجم الإنتاجية ومعايير الجودة المأمولة بحلول موعد الحصاد.
تحديات زراعة محصول الفول البلدي
انتقل الدكتور عزام عبد الرازق عشري إلى نقطة بالغة الأهمية، تناول فيها أبرز التحديات التي تُواجه مُزارعي محصول الفول البلدي في نهاية الموسم، وفي مُقدمتها عدم وجود سياسة سعرية مُلزمة، وسعر ضمان ثابت ومعلوم قبل بداية الزراعة، لتكون أساسًا ومهدًا صحيًا لتشجيع المُزارع على خوض غمار التجربة دون تردد أو خوف.
ولفت “عشري” إلى أبرز المشاكل التسويقية التي تعصف باستقرار محصول الفول البلدي، كأحد الحاصلات ذات الثقل الاستراتيجي والاقتصادي، وعلى رأسها إغراق السوق المحلي بالمنتج المستورد، ما يُقلل من مساحة الحرية الكافية لتسويق محصول الفول البلدي بسعر عادل، يضمن ربحًا مُرضيًا لمُزارعيه في نهاية الموسم.
وكشف أستاذ المحاصيل البقولية عن ثالث التحديات التي تواجه مُزارعي محصول الفول البلدي، والتي تجعلهم يُفكرون ألف مرة قبل اتخاذ قرار زراعته، وإدراجه ضمن دورتهم الزراعية، والمُتمثلة في سرعة فساد المحصول، وصعوبة تخزينه ما فوق الـ60 يومًا، بسبب عدم توافر المخازن المُطابقة للمواصفات، بالإضافة للظروف المناخية الحادة، التي تُسرع من وتيرة إصابته بـ”التسوس”، ما يُمثل خسارة فادحة لا يمُكن تعويضها.
موضوعات قد تهمك
حشائش العليق.. طرق المكافحة وأفضل المبيدات الموصى بها للتخلص منها
انخفاض درجات الحرارة وتأثيرها على زراعة وإنتاجية محصول الطماطم
مكاسب اقتصادية مُتعددة
عدد أستاذ المحاصيل البقولية مزايا الفول البلدي، مؤكدًا أنه يُمثل أحد الحاصلات الاستراتيجية التي لا غنى عنها بالنسبة لقطاع عريض من المصريين، علاوة على اعتمادهم عليها كأحد مصادر الغذاء الأساسية، بالإضافة لدخول مُخرجاته ومُخلفاته في العديد من الأنشطة الأخرى، حيث يُستخدم كأحد بدائل العلف في مشروعات الإنتاج الحيواني.
فوائد زراعة الفول بالأراضي الجديدة
أكد الدكتور عزام عشري على وجود العديد من المزايا التي يتمتع بها محصول الفول، وفي مُقدمتها إمكانية زراعته بكافة أنواع الأراضي، ما عدا الأراضي مُرتفعة المُلوحة أو “الغدقة” التي يرتفع فيها مستوى الماء الأرضي عن الحدود المسموحة.
ولفت إلى فوائد زراعة الفول في الأراضي الجديدة، مؤكدًا أنه يضمن للمُزارعين تقليل مُعدلات السماد الآزوتي المُستخدم للمحصول التالي له، بنسبة تتراوح ما بين 20 إلى 30% – بما يعادل 30 كجم آزوت – وهي النسبة التي تُترجم رقميًا إلى ما يقرب من 1200 جنيه تقريبًا، بسبب ما يتركه في التربة من نيتروجين.
مناشدة ونداء عاجل
ناشد الدكتور عزام عبد الرازق عشري المسؤولين عن هذا الملف، بتحديد سعر ضمان عادل، وحد أدنى لتوريد محصول الفول البلدي بعد حصاده، بما يضمن تسويقه في نهاية الموسم، وتحقيق أرباح مُجزية للمُزارعين، تُسهم في التوسع فيه ومُضاعفة المساحات المُنزرعة به.
إقرأ أيضًا
زراعة الثوم بالأراضي الرملية.. تجهيز التربة ومُعدلات التسميد والمسافات المُوصى بها
حشائش السعد.. طرق التعامل معها وأفضل المبيدات للتخلص منها
البرامج التسميدية.. “باحث” يكشف أفضل “تركيبة” للتغلب على التغيرات المناخية
لا يفوتك