الفول البلدي واحد من المحاصيل الاستراتيجية التي تُمثل قاسمًا مُشتركًا في موائد المصريين على مختلف مستوياتهم، ما يوضح مدى أهميتها الاقتصادية وقيمتها الغذائية، ويحتم في ذات الوقت الاهتمام باستراتيجيات زراعتها، وتنفيذ برامج وخطط حمايتها من الآفات.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامي وائل العدوي، مُقدم برنامج “حلقة وصل”، المُذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور عزام عبد الرازق عشري –أستاذ المحاصيل البقولية- ملف زراعة محصول الفول البلدي بالشرح والتحليل، مُسلطًا الضوء على أخطر الآفات التي تُهدده، وسُبل مكافحتها والقضاء عليها.
محصول الفول البلدي
مخاطر حشرة المن وطرق مكافحتها
في البداية تحدث الدكتور عزام عبد الرازق عشري عن مدى أهمية قيام المُزارعين بجولات المرور والمتابعة للنباتات والأرض بشكل دوري، علاوة على مُراقبة حواف التربة، وفحص أي حشائش متواجدة فيها، نظرًا لكونها أحد العوائل الأساسية لنمو الآفات الحشرية الضارة بالمحصول.
وأوضح أن هذه الفترة تشهد نشاطًا نسبيًا لـ”حشرة المن”، والتي تُمثل فترات ارتفاع الحرارة أفضل البيئات والأجواء المناسبة لتعزيز قدراتها على إصابة بعض النباتات والمحاصيل الزراعية ومن ضمنها الفول البلدي.
وشدد “عشري” على ضرورة تنفيذ المُزارعين لرشة وقائية بأي مبيد حشري ما تم اعتماده وإقراره في التوصيات الفنية الخاصة بمحصول الفول البلدي، مثل “الملاسون/اكسترا EC 57%” أو “الفورتين WG 20%”، لتجنب الإصابة بالأمراض الفيروسية التي تنقلها تلك الآفة الخطيرة.
الفول البلدي
السياسة الصنفية
انتقل أستاذ المحاصيل البقولية إلى ملف آخر لا يقل خطورة على محصول الفول البلدي، والخاص بمكافحة حشائش الهالوك، مُشددًا على ضرورة الالتزام بالسياسة الصنفية والابتعاد عن استخدام التقاوي مجهولة المصدر.
وأكد “عشري” أن استخدام التقاوي المُعتمدة يضمن للمُزارع حصاد 80% من حجم الإنتاجية المُتوقعة من محصول الفول البلدي بحلول نهاية الموسم ووقت الحصاد، نظرًا لوجود العديد من الأصناف التي نجح أساتذة الإدارة المركزية لإنتاج التقاوي، في استنباطها بخواص تضمن زيادة درجة مُقاومتها للهالوك، على العكس من التقاوي والبذور مجهولة المصدر، التي تُنذر بخسائر اقتصادية ضخمة قد تصل في بعض الأحيان لنسبة 100%.
ونصح أستاذ المحاصيل البقولية جموع المُزارعين بالتعامل مع المنافذ الرسمية المُعتمدة لإنتاج وتوزيع التقاوي عالية المُقاومة وفي مقدمتها المحطات البحثية التابعة لمركز البحوث الزراعية، علاوة على النقاط التابعة للإدارة المركزية لإنتاج التقاوي، والمنتشرة بجميع قرى ومحافظات الجمهورية، لتأمين احتياجات المُزارعين من البذور ومستلزمات الإنتاج.
وأوصى “عشري” باستخدام صنف “جيزة 843” والذي تجود زراعته بجميع محافظات الجمهورية “قبلي وبحري”، نظرًا لارتفاع درجة مُقاومته للإصابات الورقية والصدأ، والأمر عينه بالنسبة لصنف “مصر 1″، الذي يفضل استخدامه والاعتماد عليه بمحافظات مصر الوسطى والعليا.
وقدم الخريطة الصنفية الواجب اتباعها بمحافظات الوجه البحري والتي تشمل أصناف:
- جيزة 716
- سخا 1
- سخا 4
- نوبارية 1 “ينصح به للأراضي الجديدة لارتفاع درجة مُقاومته للأمراض الورقية”
- نوبارية 2 و3 “تتميز باحتياجاتها المائية القليلة مُقارنة بباقي الأصناف
الفول البلدي
مكافحة حشائش “الهالوك”
وحدد “عشري” التوقيت الأمثل لمُكافحة حشائش الهالوك، مؤكدًا أن بداية التصاق بذرة هذه الآفة بجذور الفول، تبدأ عادة خلال الـ40 أو 45 يوم الأولى من عمر النبات، ما يستدعي اتخاذ خطوات حاسمة للتخلص منها والحد من خسائرها الاقتصادية المُتوقعة.
ولفت أستاذ المحاصيل البقولية إلى أن اختلاف نوع التقاوي أو الأصناف المزروعة يترتب عليه اختلافات مُماثلة في إجراءات المكافحة، مُشيرًا إلى أن الأصناف المُعتمدة وعالية المقاومة يمكن معها الاكتفاء بتنفيذ رشة وقائية واحدة فقط، فيما ترتفع هذه النسبة مع الأصناف الحساسة للهالوك، لتصل إلى 3 رشات بالمبيدات الموصى بها وأشهرها “الراوند أب”.
وحدد “عشري” نسبة المُقنن المسموح باستخدامه في برامج مكافحة الآفات الزراعية كـ”الهالوك”، بنسبة لا تتجاوز الـ75 سم للفدان، على أن يتم تنفيذ مُعاملات المكافحة 3 مرات باستخدام الرشاشة الظهرية كالتالي:
- على عمر 45 يوم أو مع بداية فترة التزهير
- على عمر 60 يوم
- على عمر 75 يوم.
وكشف أن إجراءات المكافحة الميكانيكية لحشائش الهالوك تؤدي لتأخير كبير في عمليات الزراعة، وتجاوز التوقيتات المسموحة والمُوصى بها، ما يؤدي لأضرار كبيرة على صعيد درجة انتشار الآفات وحجم الإنتاج المُتوقع.
وحدد “عشري” إجراءات الحد من تفشي وانتشار حشائش الهالوك والتي أوجزها في النقاط التالية:
- الالتزام بالسياسة الصنفية
- استخدام الأصناف عالية المُقاومة
- تنفيذ إجراءات المكافحة الكيميائية للهالوك حال استخدام بذور وتقاوي غير معتمدة
- بدء إجراءات المكافحة اليدوية فور ظهور الهالوك وتقليع الشماريخ فور ظهورها
- التخلص من الشماريخ حرقًا وعدم إلقائها على حواف الترع والمصارف تجنبًا لانتقال العدوى
وكشف “عشري” أن شمروخ الهالوك الواحد يحتوي على من 200 إلى 250 ألف بذرة، ما يوضح مدى خطورة هذه الآفة، ويلفت النظر إلى مدى أهمية التعامل الواعي مع هذا الملف، وفقًا للتوصيات الواردة بهذا الشأن.
موضوعات قد تهمك
التسمم بالمبيدات الزراعية.. أعراضه والإجراءات الواجب اتباعها لإنقاذ حياة المُصابين
العفن الأبيض في البصل.. أعراض وتوقيت الإصابة وقائمة المبيدات المعتمدة للمكافحة والعلاج
حشرة المن في الفول.. أعراض الإصابة وتوقيتها وقائمة المبيدات الموصى بها للمكافحة
إقرأ أيضًا
نيماتودا بنجر السكر.. “الزراعة” تعتمد 4 مبيدات للمكافحة لموسم 2023
مكافحة الآفات الزراعية.. مزايا طريقة “التعفير” واشتراطات نجاحها
آفات القمح.. أعراض الإصابة بـ”حشرة المن” وقائمة المبيدات المُعتمدة لمكافحتها
الصدأ الأصفر في القمح.. جدول المبيدات المُعتمدة وأبرز الأعراض وتوقيت بدء المكافحة
لا يفوتك
مشاكل المحاصيل الشتوية وطرق علاجها والتغلب عليها