الفول البلدي واحد من أهم الحاصلات الاستراتيجية، نظرًا لقيمته الغذائية، وكونه أحد أهم البدائل الأساسية للبروتين الحيواني، في ظل الارتفاع الشديد في أسعار اللحوم الحمراء والبيضاء، ما يفرض التزامًا أكبر على المزارعين، بضرورة توفيرها للسوق المحلي، ومضاعفة حجم إنتاجيتها ونسبة الاكتفاء الذاتي منها.
وخلال حلوله ضيفًا على الإعلامية رانيا البليدي، مقدمة برنامج “مصر كل يوم”، المذاع عبر شاشة قناة مصر الزراعية، تناول الدكتور مصطفى عبد المؤمن – أستاذ الفول والبقوليات بمعهد المحاصيل الحقلية، التابع لمركز البحوث الزراعية ملف الأهمية الاقتصادية لمحصول الفول البلدي بالشرح والتحليل.
محصول الفول البلدي
الاحتياجات المائية
في البداية تحدث الدكتور مصطفى عبد المؤمن عن معدلات الري المطلوبة لزراعة محصول الفول البلدي، نظرًا لكونه أحد المحاصيل الحساسة ضد المياه، والتي لا تحتاج لمقننات مائية ضخمة، حيث تتراوح احتياجات أغلب الأصناف المعتمدة ما بين 1250 إلى 1300 متر مكعب للفدان.
مزايا صنف “نوبارية”
أوضح أن هناك العديد من الأصناف التي تم اعتمادها من قبل أساتذة وخبراء قسم البقوليات بمعهد بحوث المحاصيل الحقلية، والتي تتسم بانخفاض احتياجاتها المائية، وأبرزها أصناف “نوبارية 1 و2 و3 و4 و5″، والتي تتوقف عند حدود الـ800 متر مكعب للفدان.
وتطرق “عبد المؤمن” إلى المعاملات التسميدية الخاصة بزراعة محصول الفول البلدي، موضحًا أن يتميز بقلة احتياجاته السمادية، اعتمادًا على صفاته التي توفر قرابة الـ20 وحدة آزوت للفدان، وهي المسألة التي تنعكس بالإيجاب على تكلفة مدخلات الإنتاج.
وأكد أن محصول الفول البلدي لا يحمل مزارعيه الكثير من الأعباء الاقتصادية، حيث لا تتعدى احتياجاته من الأسمدة النيتروجينية حدود الشيكارة الواحدة للفدان، وذلك في الأراضي التقليدية، فيما ترتفع هذه النسبة قليلًا بالنسبة للأراضي الجديدة، والتي تتطلب إضافة 2 شيكارة للفدان.
شروط الزراعة
وضع الدكتور مصطفى عبد المؤمن شرطًا أساسيًا لنجاح زراعة محصول الفول البلدي، مشددًا على ضرورة ألا تتجاوز معدلات الملوحة حدود الـ1500 جزء في الميلون، نظرًا لحساسيته الشديد تجاهها، مؤكدًا أن إهمال هذا الشرط يعد مغامرة غير مأمونة العواقب بالنسبة للمزارعين، وهدرًَا اقتصاديًا لا يمكن تعويضه.
وبالنسبة لنوع التربة التي تجود فيها زراعة الفول البلدي، أكد “عبد المؤمن” أن هذا المحصول يجود في جميع الأراضي، فيما يشترط لزراعته في الأراضي الجديدة ألا تكون متأثرة بالملوحة أو القلوية، وهو العائق الوحيد.
وتابع شرحه لطرق اختبار معدلات الملوحة قبل الزراعة، مؤكدًا أن محصول الذرة يعد أحد الدلائل التي يمكن الاعتماد عليها، لبيان مدى ملائمة وصلاحية التربة لاستقبال الفول البلدي، فإذا مر الموسم بسلام، فهذا المؤشر يعطي دلالة إيجابية لزراعة الفول.
شاهد الحلقة الكاملة..
موضوعات ذات صلة..
محصول الفول.. التوقيت الأمثل للزراعة ومعدلات الملوحة المسموحة
محاصيل الحقل البقولية الصيفي.. 9 توصيات وأبرز المحاذير الفنية لـ”الفول والصويا واللوبيا”